سول تحمل بيونغ يانغ مسؤولية انهيار محادثاتهما

SEOUL, -, REPUBLIC OF KOREA : South Korean conservative activists hold placards showing portrait of North Korean leader Kim Jong-Un during an anti-Pyongyang rally in Seoul on June 12, 2013. The abrupt cancellation of planned talks between North and South Korea underlines the huge challenges facing any "trust-building" process on the divided peninsula, 60 years after the Korean War. AFP PHOTO / JUNG YEON-JE
undefined
رفضت كوريا الجنوبية تحميلها مسؤولية انهيار المحادثات التي كانت مقررة اليوم وغدا بين الكوريتين، مؤكدة أنها لن تقدم تنازلات غير محدودة لبيونغ يانغ.

وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية شونغ هونغ وون أمام برلمان سول إن البلاد مستعدة لاستئناف المحادثات في أي وقت، لكنه حذر من أنها لن تقدم "تنازلات غير محدودة" لبيونغ يانغ، وأضاف "لقد حان وقت إجراء محادثات يمثلها مسؤولون على نفس المستوى من الجانبين".

وشدد وون خلال إجابته عن أسئلة بعض النواب على أهمية أخذ "كرامة جمهورية كوريا في الاعتبار".

وكانت المحادثات -وهي الأولى بين الجانبين منذ عام 2007- قد ألغيت أمس الثلاثاء بعد خلافات بشأن ما إذا كان الممثلون الكوريون الجنوبيون على نفس مستوى المسؤولين الذين كانت سترسلهم كوريا الشمالية.

وقال كيم هيونغ سوك المتحدث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية للصحفيين إن كوريا الشمالية أبلغت الجنوب بأن اختياره لنائب وزير الوحدة كي يرأس وفد المحادثات "لم يكن مناسبا".

ونقل عن كوريا الشمالية قولها إن هذا الاختيار"استفزاز شديد"، وأعرب عن أسف حكومته لموقف كوريا الشمالية.

وكان يفترض أن يعبر وفد كوري شمالي صباح اليوم الأربعاء الحدود وسط انتشار عسكري كبير للتوجه إلى فندق غراند هيلتون في العاصمة الكورية الجنوبية لإجراء محادثات خلال يومين. وهذه المفاوضات كان يفترض أن تكون الأولى منذ ست سنوات على مستوى وزاري.

‪وفدا الكوريتين خلال اللقاء الذي انتهى إلى الفشل‬ (الفرنسية)
‪وفدا الكوريتين خلال اللقاء الذي انتهى إلى الفشل‬ (الفرنسية)

الصفقات المربحة
ويسعى الشمال لاستئناف الصفقات التجارية المربحة مع الجنوب رغم التهديدات التي أطلقها قبل أسابيع بإبادته وتوجيه ضربة نووية للولايات المتحدة، في حين يسعى الجنوب لإصلاح ذات البين مع الشمال.

وكان بين المقترحات التي تم التوافق على طرحها إعادة العمل في منطقة صناعية مشتركة تضم 123 شركة كورية جنوبية في منطقة كايسونغ على الحدود بين البلدين، بعد أن كانت كوريا الشمالية قد أوقفتها في أبريل/نيسان الماضي مع بدء التوتر العسكري بين الشمال والجنوب.

واستبدت الحيرة بالمسؤولين الكوريين الجنوبيين اليوم جراء مغزى عدم رد الشمال على المكالمات الهاتفية رغم إعادة الخط الساخن الذي يسمح للبلدين بالتحادث وقت الضرورة، وفقا لما ذكرته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء بعد يوم من انهيار المحادثات رفيعة المستوى.

قال أندري لانكوف من جامعة كوكمين في سول:
كلما ازدادت كوريا الشمالية ضعفا، ازداد خوفها من الظهور ضعيفة، وذلك يجعلها حساسة إلى أبعد الحدود إزاء مسائل بروتوكولية لا سيما عندما تكون أمام الجنوبية الأكثر ثراء

وقالت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة بالعلاقات بين الكوريتين في بيان مقتضب "لقد اتصلنا حوالي الساعة التاسعة هذا الصباح لكن الشمالية لم تجاوب". ورأى الخبراء المعنيون بشؤون كوريا الشمالية أحد البلدان الأكثر عزلة وانزواء على وجه الكوكب، أن نظام بيونغ يانغ قلق من صلابته إلى درجة يرفض معها تقديم أي تنازل.

وقال أندري لانكوف من جامعة كوكمين في سول "كلما ازدادت كوريا الشمالية ضعفا، ازداد خوفها من الظهور ضعيفة، وذلك يجعلها حساسة إلى أبعد حدود إزاء مسائل بروتوكولية لا سيما عندما تكون أمام الجنوبية الأكثر ثراء".

جدول واسع
وكانت سول ترغب في جدول أعمال واسع جدا لهذه المحادثات، لكن بيونغ يانغ عارضت ذلك، مطالبة بتركيز الأولوية على بحث الملفات الاقتصادية ومنها مستقبل المجمع الصناعي "كايسونغ" والموقع السياحي (جبل كومغانغ) إلى شمال الحدود. فقد أغلقتهما بيونغ يانغ رغم كونهما مصدرا للعملات الصعبة بالنسبة لكوريا الشمالية.

وقال أندري لانكوف في هذا الصدد "إنهم بحاجة فعلا للمال، لكن قادة (كوريا) الشمالية لن يعطوا الانطباع مطلقا بأنهم يقدمون تنازلا سياسيا مهما صغر شأنه".

يشار إلى أن عرض استئناف الحوار الذي جاء من بيونغ يانغ الأسبوع الماضي اصطدم بتشكيك عدد من المراقبين تحدثوا عن سيناريو معروف جيدا، ملخصه إثارة أزمة وتأجيج التوترات إلى أعلى ذروة ثم عرض إجراء مفاوضات لانتزاع تنازلات.

إلا أن هذه الإستراتيجية باتت قديمة بحسب المحلل الذي يرى أن التوافق الدولي الذي تشارك فيه أيضا الصين -الداعم الكبير لبيونغ يانغ- يقضي بوجوب التوقف عن الرضوخ لرغبات كوريا الشمالية.

المصدر : وكالات