طمأنة سلفيي مصر بشأن السياحة الإيرانية
وقال زعزوع قبيل مغادرته القاهرة اليوم السبت متوجها إلى البحرين للمشاركة في مؤتمر حول "السياحة والثقافة"، إنه وجه الدعوة إلى أعضاء مجلس الشورى المنتمين للأحزاب السلفية، وعدد من قيادات الأحزاب والجماعات السلفية التي لديها تحفظات على قدوم الإيرانيين لمصر خوفا من نشر المذهب الشيعي.
وأوضح الوزير المصري أن هذه الجلسات ستكون مغلقة "حتى يقدم كل ذي وجهة نظر رأيه بكل صراحة، وفي ضوء النتائج التي سيتم التوصل إليها خلال الجلسات، سيتم الحكم على هذه التجربة، سواء باستمرارها أو وقفها".
وفي تقييمه لرأي المعارضين للسياحة الإيرانية، قال الوزير المصري "هناك مبالغة في تقدير الأخطار التي قد تنتج عن زيارة الإيرانيين لمصر، بل إن البعض نادى بإقالتي من الحكومة، واتهمني بأنني أتحدى وأصر على قدومهم لمصر وكأنني شيعي أرغب في نشر المذهب الشيعي، وهذا مخالف للواقع، لأنني لا يمكن أن أعمل إلا فيما يخدم مصلحة مصر ويحافظ على أمنها، وأن هناك تجارب لدول إسلامية سنية المذهب".
وزير السياحة المصري: |
النموذج التركي
واستشهد الوزير المصري بالتجربة السياحية التركية، فقال "تركيا ليس لديها هذا التخوف ولا تضع قيودا على الإيرانيين لزيارتها، وكانت نتيجة ذلك أن بلغ عدد السياح الإيرانيين لتركيا العام الماضي نحو مليون وتسعمائة ألف سائح".
وحول طبيعة مشاركته في المؤتمر السياحي الذي تستضيفه البحرين، قال "سأقدم عرضا خلال المؤتمر عن مشروع مصري سيتم تنفيذه لتطوير الرحلات النيلية الطويلة وتطوير القاهرة الفاطمية"، مضيفا أن السياحة المصرية حققت نتائج ملموسة خلال شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، وبلغت الزيادة 15% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وكان زعزوع قد أعلن وقف الرحلات السياحية للإيرانيين حتى شهر يونيو/حزيران المقبل في أعقاب تظاهر مجموعة من السلفيين أمام مقر القائم بالأعمال الإيراني مجتبى أماني مطلع الشهر الحالي احتجاجا على وصول سائحين إيرانيين إلى مصر، حيث أعرب السلفيون عن تخوفهم من أن يكون التقارب بين مصر وإيران ستارا لتغلغل المذهب الشيعي.
يذكر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حرص على زيارة مسجد السيدة زينب في القاهرة خلال زيارته لمصر في فبراير/شباط الماضي للمشاركة في أعمال الدورة 12 لقمة منظمة التعاون الإسلامي، والزيارة هي الأولى لرئيس إيراني في منصبه منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1980.
وأثارت زيارة الرئيس الإيراني إلى مصر ردودا متباينة على الساحة الداخلية، حيث رحَّبت قوى سياسية مدنية وإسلامية أبرزها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، في حين حذَّرت القوى والأحزاب السلفية من إمكانية أن تنطوي الزيارة على أهداف أخرى غير مُعلنة ربما تفتح باباً لنشر المذهب الشيعي.