مظاهرات حاشدة في شرق ليبيا

مظاهرات في مدينة درنة الليبية
من حشود المتظاهرين في درنة (الجزيرة)

شهدت مدن الشرق الليبي التي باتت خارج سيطرة نظام العقيد معمر القذافي مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام والتمسك بوحدة التراب والمجتمع، وسط أنباء عن مساع لتشكيل مجلس تنسيقي للتعامل مع الوضع الراهن في ليبيا.

 
فقد احتشد مئات الآلاف في مدن بنغازي ودرنة والبيضاء بعد أداء صلاة الجمعة التي أطلق عليها "جمعة النصرة"، احتفالا بـ"تحرير" الشرق الليبي من سيطرة النظام، وللمطالبة بنصرة طرابلس وتوسيع نطاق الاحتجاجات لاستكمال إسقاط النظام.
 
وفي مدينة بنغازي -التي أعلن فيها القبض على من وصفوا بأنهم جواسيس لصالح النظام- قال الصحفي الليبي نعيم العشيبي إن أكثر من مليون شخص من بنغازي والمناطق والقرى التابعة لها شاركوا اليوم الجمعة في المظاهرة التي نظمت في الميدان الرئيسي أمام محكمة شمال بنغازي والشوارع المحيطة بها.
 
الوحدة الوطنية
وردد المتظاهرون هتافات تدعو للوحدة الوطنية ونبذ محاولات النظام بث التفرقة القبلية، ورفض محاولات للتدخل الأجنبي، داعين الجيش للتوحد مع الثورة ونصرة طرابلس للتخلص من نظام العقيد معمر القذافي، كما أكدت هتافات أخرى أن دماء شهداء ثورة 17 فبراير لن تذهب هدرا.
 
وأوضح العشيبي أن الشيخ الذي ألقى خطبة الجمعة شدد على مطالب الشعب بالتخلص من النظام كليا، ودعم طرابلس وكل مدن المنطقة الغربية، وترسيخ قيم الوحدة الوطنية.
 
ولفت إلى أن بيانا سيصدر لاحقا اليوم الجمعة بخصوص تشكيل مجلس محلي مؤقت لتسيير الأعمال في بنغازي، يضم وجهاء وعقلاء وشخصيات متخصصة في مجالات الإعلام والقانون والخدمات العامة.
 
 من مظاهرات بنغازي
 من مظاهرات بنغازي

وأضاف العشيبي أن الإدارة المحلية القائمة بفعل الأمر الواقع -بعد خروج مدينة بنغازي وما يجاورها عن سيطرة النظام- قررت فتح المصارف والمدارس وجميع المرافق العامة الحيوية التي يحتاج إليها المواطنون في حياتهم اليومية.

 
وفي هذه الأثناء، شوهد العديد من المركبات العسكرية تجوب شوارع مدينة بنغازي تعلن انضمام الضباط والجنود في المدينة إلى الثورة.
 
درنة والبيضاء
ولم يكن الوضع مختلفا في درنة، حيث خرج مئات الآلاف من المتظاهرين بعد صلاة الجمعة في مظاهرة رفعت شعارات منددة بالعقيد القذافي تطالب بالزحف إلى طرابلس لتخليصها من أسر النظام.
 
ومن مدينة البيضاء -التابعة لشعبية الجبل الأخضر- أفاد الناشط السياسي ياسر المسماري بأن حشودا كبيرة تجمعت بعد صلاة الجمعة احتفالا بالتخلص من سيطرة نظام القذافي، حيث رفع المشاركون لافتات تحث على نصرة طرابلس لتحريرها.
 
وذكر المسماري للجزيرة أن جميع المتظاهرين رددوا هتافات تؤكد وحدة التراب والمجتمع الليبي، ونبذ الفرقة ومحاولات النظام بث الفتن القبلية، ورفض التدخل الأجنبي أيا كان نوعه.
 
مجلس تنسيقي
من جهته أكد سفير ليبيا المستقيل في الهند علي العيساوي في اتصال هاتفي مع الجزيرة من نيودلهي أن مشاورات تجري حاليا بين شخصيات وطنية من جميع أنحاء ليبيا، تضم سفراء ووزراء سابقين انفضوا عن النظام، وذلك لتشكيل كيان سياسي للتعامل مع الوضع الحالي للأزمة.
 
وأوضح السفير المستقيل أن من أهم أولويات وأهداف الكيان السياسي التنسيقي العمل على ملء الفراغ الناشئ عن انهيار النظام في بعض المناطق، لا سيما مدن الشرق الليبي، وتسهيل حياة المواطنين اليومية على المستوى الخدماتي.
 
وأضاف العيساوي أن المجلس المؤقت سيسعى لحشد الدعم الداخلي والخارجي للثورة الشعبية، لكن دون أن يعني ذلك التدخل الأجنبي المباشر، بل الطلب من المجتمع الدولي الضغط على النظام لوقف جرائمه ضد الشعب، وفرض حظر الطيران لمنع الأجهزة الموالية للنظام من استقدام المرتزقة، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تمس النظام مباشرة.

وفي هذا السياق، تحدث السكرتير الثاني المستقيل من السفارة الليبية في بكين حسين المصراتي عن ضغوط تمارس على السفراء والدبلوماسيين المستقيلين مع تهديدهم بحياة أسرهم في ليبيا وذلك للتراجع عن استقالاتهم، وإشاعة أن جهات إعلامية دفعت أمولا لهم للقيام بذلك.

المصدر : الجزيرة