مناوشات بين الشرطة ومتطرفين بإسرائيل

. AFP- Israeli security forces try to control a crowd of around 100,000 ultra-Orthodox Jews outside the central police station in Jerusalem on June 17, 2010, protesting against a school

إسرائيل شهدت توترات دينية بالغة الشدة على مدار الأسابيع الماضية (الفرنسية)

وقعت مناوشات بين الشرطة الإسرائيلية وعدد من المتطرفين اليهود في بلدة بيت شيمش القريبة من القدس المحتلة بعد مطالبات حركة دينية بمنع النساء من السير في بعض الشوارع بهدف الفصل بين الجنسين.

وأصيب أحد ضباط الشرطة واعتقل عدة محتجين ممن يرتدون الأثواب السوداء في الاشتباكات التي اندلعت بعد استنكار عام إثر بث لقطات تلفزيونية لطفلة إسرائيلية في الثامنة من عمرها تشكو من تعرضها لإساءات شفهية من جانب رجال متشددين يرتدون الأثواب السوداء أثناء ذهابها إلى المدرسة بدعوى أن ثيابها ليست محتشمة بالقدر الكافي.

وأذيعت الفقرة مساء الجمعة الماضي وتطرقت للكيفية التي يحاول بها المتدينون المتطرفون فرض أسلوب حياتهم على السكان الآخرين في بيت شيمس والتحرش بالذين يعارضون آراءهم. وتشمل قواعد السلوك والملابس المحافظة والفصل بين الجنسين.

وظهر المحتجون في تغطية للتلفزيون الإسرائيلي يصيحون في وجه أفراد الشرطة "نازيون نازيون" وهم يقتادونهم من الموقع.

وتعرض طاقم تلفزيوني الأحد إلى اعتداء في بيت شيمس أثناء قيامه بالتصوير في البلدة.

واشتبك العشرات من المتدينين المتشددين مع الشرطة أثناء محاولتها إزالة لافتة تطالب النساء بعدم التجمع أمام معبد، وعدّ ذلك بمنزلة تمييز.

وتصاعدت حدة الموقف أمس بقيام متدينين متشددين بإشعال النار في حاويات القمامة ورشقوا بالحجارة والبيض الشرطة وأطقم وسائل الإعلام. وأصيب شرطي بإصابات طفيفة.

وكان عدة آلاف من الإسرائيليين شاركوا اليوم الثلاثاء في مظاهرة نظمها نشطاء مؤيدون للديمقراطية والمساواة احتجاجا على التمييز ضد المرأة والتطرف الديني.

ويأتي الاحتجاج عقب يومين من أعمال الشغب من جانب المتدينين المتطرفين في المدينة.

بيريز دعا للتظاهر احتجاجا على التمييز والتطرف (رويترز-أرشيف)
بيريز دعا للتظاهر احتجاجا على التمييز والتطرف (رويترز-أرشيف)

إدانة
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حث في وقت سابق اليوم الثلاثاء  الإسرائيليين على التظاهر احتجاجا على التمييز ضد النساء والتطرف الديني.

وقال بيريز "اليوم اختبار يتعين فيه على الدولة بأسرها الاحتشاد لإنقاذ الغالبية من مخالب أقلية صغيرة تقوض أعظم قيمنا". وأضاف "لا يحق لشخص تهديد فتاة أو امرأة أو أي شخص بأي حال،. إنهم ليسوا سادة هذه الأرض".

كما أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المتدينين المتشددين الذين يبصقون أو يلعنون النساء بسبب ملابسهم أو يفرضون الفصل بين الجنسين. 

وأضاف نتنياهو قائلا إنه أصدر أمرا للشرطة بتنفيذ القانون على نحو تام وللبلديات المحلية بإزالة اللافتات التي تأمر بالفصل بين الجنسين. 

وكانت التوترات الدينية التي شهدتها إسرائيل على مدار الأسابيع الماضية بالغة الشدة.

واجتذبت البلدة عددا كبيرا من السكان المتطرفين، نظرا لأنها تقدم منازل بسعر أقل من الواقعة بالقدس.

ويخشى البعض من انتشار التطرف في المجتمع الإسرائيلي حيث ينمو السكان المتدينون ذوو العائلات الكبيرة بوتيرة أسرع من العلمانيين.

وحسب أحدث دراسة مجتمعية أجراها مكتب الإحصاءات المركزي بلغت نسبة المتدينين المتشددين 8% من عدد البالغين اليهود في إسرائيل. وأصبح الإسرائيليون الذين يصفون أنفسهم بالعلمانيين أقلية حيث تبلغ نسبتهم 41%. 

المصدر : وكالات