بعد إصابات بين حيوانات بأفريقيا.. تحذير من وصول كورونا إلى سباقات الهجن في الخليج

سباقات الهجن بقطر .. إرث تخطى حاجز الزمن
تحذيرات من وصول فيروس كورونا إلى سباقات الهجن (الجزيرة-أرشيف)

الدوحة ـ حذر المشرفون على سباقات الهجن في منطقة الخليج من وصول فيروس كورونا إلى الإبل بعد تسجيل إصابات بالفيروس لدى أسود وأفراس بحر في حدائق حيوانات بأفريقيا.

وفي عام 2012 كان العلماء يعتقدون أن الإبل مصدر فيروس كورونا بنوعه الأول المعروف بالفيروس التاجي المسبب لمتلازمة "الشرق الأوسط التنفسية"، وذلك دفع المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ مجموعة إجراءات وقائية يومئذ، بينها الحد من وجود الإبل في مناطق الحج.

وتعدّ سباقات الهجن في الخليج أحد أهم السباقات التراثية وتخصص لها مئات الملايين سنويا حرصا على انتشارها وانتقالها من جيل إلى جيل، فضلا عن وصول سعر الهجن التي تشارك في السباق إلى ملايين الريالات.

الخوف على هذه الصناعة الكبيرة دفع رئيس نادي الإبل السعودي فهد بن حثلين إلى التحذير من إصابة الإبل في المملكة بفيروس كورونا، لا سيما أنه لا تتوفر لقاحات لها، بعد تسجيل إصابات بين أسود في حديقة حيوان بجنوب أفريقيا.

سباقات الهجن بقطر .. موروث ثقافي وثروة اقتصادية
عدم توفر لقاحات للحيوانات يثير مخاوف المهتمين بسباقات الهجن (الجزيرة-أرشيف)

دعوة للحماية

ودعا بن حثلين -في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر- ملّاك الإبل إلى حماية حيواناتهم الصحراوية التي تبلغ قيمة بعضها ملايين الدولارات من فيروس كورونا، مطالبا إياهم بالحذر ومراقبة الإبل ووضعها الصحي.

ويتجاوز عدد الإبل في السعودية وحدها مليون رأس، حيث يُسجل معظمها وتُرقّم وتُوزّع شرائح إلكترونية صغيرة تحت جلودها لتكون مثل هوية إلكترونية لها تميزها عن غيرها، وتسهل مشاركتها في المسابقات التي تنظمها المملكة.

وتقام حاليا النسخة السادسة من مهرجان "الملك عبد العزيز" للإبل، وهو أكبر حدث من نوعه عالميا، وقد رفعت قيمة جوائزه هذا العام إلى 250 مليون ريال (66 مليون دولار).

ويرى الطبيب البيطري عبد القادر آدم أن كورونا عائلة كبيرة من الفيروسات أشهر إصاباتها لدى الإبل حدثت في الشرق الأوسط سنة 2012 تحت اسم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهذه كانت متناقلة بين الإنسان والإبل والخفافيش وحدثت في مناطق متعددة في الشرق الأوسط وفي منطقة الخليج بالذات، لكنها استمرت مدة وتوقفت نهائيا.

آدم يرى أن عمليات التجميل تشوه الإبل وتعذبها
آدم نفى تسجيل أي إصابة بـ"كوفيد-19″ لدى الإبل حتى الآن (الجزيرة)

وأضاف آدم -في حديث مع الجزيرة نت- أن خطورة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية كانت تكمن في إمكانية انتقالها بين الإنسان والحيوان، وذلك سبّب حالة كبيرة من الهلع حينئذ حتى تم القضاء على هذا الفيروس.

وأوضح الطبيب المتخصص في رعاية الهجن الصحية خلال السباقات المختلفة أن هناك أنواعا من الفيروسات تصيب الإبل، بعضها يصيب الجهاز التنفسي وأخرى تصيب الجلد، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يثبت إصابة الهجن بـ"كوفيد-19″.

الاختلاط بالإنسان

وأرجع آدم وجود إصابات كثيرة بين الحيوانات في حدائق الحيوانات إلى أن هذه الإصابات انتقلت من الإنسان إلى الحيوان، لأن هذه الحدائق يكون فيها اختلاط كبير بين الزائرين والحيوانات المعروضة، في حين لم يثبت بعد رجوع الإصابة إلى الإنسان مرة أخرى من الحيوان، لأنها ستكون عبر متحور جديد بسبب أن تلك الفيروسات دائمة التحور حتى تتكيف مع البيئة وتكون أكثر قدرة على التهرب من عمل الجهاز المناعي.

وبسبب عدم وجود تحصين صالح للحيوانات، ومنها الإبل، من فيروس "كوفيد-19″، دعا آدم جميع مربّي الإبل إلى مراقبتها الدقيقة في هذه الفترة ومتابعة أي تغيرات قد تطرأ عليها، لافتا إلى وجود فحوص للإبل شبيهة بفحوص الكشف عن كورونا "بي سي آر".

وطالب الطبيب البيطري بضرورة تنفيذ إجراءات الصحة العامة بتطهير الأماكن التي تعيش فيها الإبل، ومنع اختلاطها بالحيوانات الأخرى في البيئة نفسها، فضلا عن الإشراف البيطري الدقيق ومراقبة التغذية والرعاية الصحية.

وحث آدم المربّين على تبليغ عيادات الطب البيطري عند حدوث أي أعراض مشابهة لأعراض "كوفيد-19″، أو أي أعراض مختلفة لمعرفة سببها والتعامل السريع معها.

المصدر : الجزيرة