بالفيديو- تبقى الدار عامرة بأهلها.. عراقيون يهبون لمساعدة مريض عرضت عائلته بيع المنزل لعلاجه

"لو خليت قلبت" بهذه المثل الشعبي يبدأ محمود الباشا حديثه للجزيرة نت وهو يصف كيف أن التكافل بين أهالي ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمال العراق) كان كفيلا بمنعهم من بيع دارهم لأجل علاج ولدهم موفق.

ويتابع عم الشاب المريض في حديثه للجزيرة نت أن الباشا مصاب بمرض وراثي (تليف الرئتين) وهو رابع شخص في عائلته يصاب بهذا المرض، حيث توفي والده بالمرض عام 2009 ومن ثم شقيقته عام 2015 ثم أخوه عام 2016.

ويكشف الباشا أنهم كانوا قد اكتشفوا إصابة موفق بهذا المرض منذ نحو 8 أشهر، وبعد مراجعتهم للعديد من الأطباء وإجراء الفحوصات الطبية تبين لهم أن لا علاج له في العراق، وأن علاجه يتطلب زراعة رئتين في الهند وبأسرع وقت ممكن تجنبا لوفاته.

الدار عامرة بأهلها

الفقر وقلة ذات اليد دفعت عائلة موفق للاتجاه نحو بيع دارهم في ناحية القيارة، حيث إن تكلفة العلاج تصل 80 ألف دولار، ليكشف عم المريض أن عبارة (معروض للبيع) مُحيت خلال أيام بعد أن أقدم العديد من المواطنين في الناحية وفي محافظة نينوى على جمع مبلغ العلاج وتسهيل إجراءات السفر خارج البلاد، ومن ثم تم محو العبارة الأولى واستبدالها بعبارة (الدار عامرة بأهلها).

ورغم شدة مرض الباشا (18 عاما) وصعوبة حديثه مطولا، فإنه أصر على الحديث للجزيرة نت ليكشف أنه خضع لعملية جراحية داخل العراق قبل أشهر، إلا أنها لم تكلل بالنجاح، لافتا إلى أنه سيسافر إلى الهند الأسبوع القادم لإتمام علاجه.

ويقول أحد مشايخ ناحية القيارة الشيخ عبد الرحمن الطابور إن عائلة المريض نُكبت خلال السنوات السابقة بفقدان 3 من أفرادها بذات المرض، وإنه وبسبب فقر العائلة وتكلفة العلاج الباهظة اضطرت العائلة لعرض دارها للبيع.

غير أن التكافل الاجتماعي والتكاتف بين عشائر وشباب الناحية ومحافظة نينوى أدى إلى جمع المبلغ خلال أيام والتكفل بعلاجه خارج البلاد، بحسب الطابور الذي تحدث للجزيرة نت.

ويقول معاون مدير ناحية القيارة حميد مطلك صالح إن جهودا شبابية كبيرة من وجهاء الناحية ومحافظة نينوى استطاعوا في أيام قليلة جمع 80 ألف دولار للشاب من أجل تدارك فاجعة جديدة قد تصيب عائلة المريض، وأن الباشا سيسافر إلى الهند للعلاج خلال أيام.

ويضيف صالح للجزيرة نت أن هذه المبادرة استمرار للتكافل الاجتماعي في ناحية القيارة، مشيرا إلى أنه ومنذ أن استعادت القوات الأمنية السيطرة على الناحية من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس/آب 2016 تشهد المنطقة قصصا كثيرة في التكافل والتعاضد، بحسب تعبيره.

أما الناشط المدني من ناحية القيارة أحمد السالم فيرى من جانبه أن قصة المريض بدأت بمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن عرض عائلة الشاب دارها للبيع حثّ الناشطين والميسورين على البدء بحملة تبرعات كبيرة، استطاعت توفير مبلغ العلاج خارج البلاد.  ويكشف السالم أن هذه المبادرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.

المصدر : الجزيرة