ركن البكاء للموظفين.. حيلة مصرية لمواجهة ضغوط العمل

بمجرد قيام شركة مصرية بتخصيص ركن للبكاء للمساعدة على التخلص من أحزانهم؛ أقبل الموظفون على حجز مقاعدهم داخل الركن.

ركن البكاء حيلة لتجاوز ضغوط العمل مواطن مصري تصوير زميل صحفي وتم الحصول على إذن لاستخدامها
خصصت إحدى الشركات مكانا داخل مبانيها ليكون مساحة خاصة لأي موظف يحتاج للبكاء (الجزيرة)

القاهرة – مع الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الموظفون طوال ساعات العمل، تنامت فكرة لدى أحد أصحاب الأعمال المصريين تستهدف منح الموظف مساحة مكانية للتنفيس عن مشاعره السلبية.

وتحت اسم "ركن البكاء" خصص أمير عبد المجيد -صاحب إحدى الشركات بمحافظة الأقصر والتي لها عدة أفرع بمحافظات مختلفة- مكانا داخل شركته ليكون مساحة خاصة لأي موظف يحتاج للبكاء.

ونقلت صحيفة الوطن المصرية عن صاحب فكرة ركن البكاء للموظفين أنه قرر قبل 3 أشهر تخصيص مكان داخل شركته يستطيع فيه أي موظف التنفيس عن أحزانه بالبكاء.

صورة1 الضغوط المتزايدة على الموظفين تدفعه للرغبة في التنفيس موظفين داخل إحدى المستفيات الحكومية بمصر تصوير زميل صحفي وتم الحصول على إذن لاستخدامها
الضغوط المتزايدة على الموظف تدفعه للرغبة في التنفيس (الجزيرة)

وأضاف عبد المجيد أن ركن البكاء داخل شركته أصبح مكانا مميزا ومصدر للراحة والقدرة على العودة للعمل مرة أخرى.

وعن منبت الفكرة قال إن هناك نسبة كبيرة من الإناث ضمن العاملين بشركته، مشيرا إلى أن الأنثى أقرب إلى البكاء في حال تعرضها للضغط أو موقف عصيب أو الإخفاق في تحقيق المطلوب منها، وهو ما دفعه للتفكير في التخفيف عن الموظفات العاملات لديه.

واستطرد "في مرة مديرة إحدى الفروع قعدت تعيط على السلم جامد، لأنها محققتش "التارجت" (الرقم المالي المطلوب منها) فقعدت أهديها وأقنعها أن محصلش حاجة، وده بيحصل في الشغل كتير، فجاءت لي فكرة أني أعمل مكان يعيطوا فيه براحتهم".

إقبال

وبالنسبة للإقبال على ركن البكاء أكد صاحب الشركة المنفذة للفكرة أنه بمجرد تخصيص الركن أقبل الموظفون على حجز مقاعدهم داخل الركن "أول واحد راح المكان فعليا كان شاب قعد وغمض عينيه كان باين عليه مخنوق، لكن معيطش قعد مع نفسه وقام كمل شغله عادي".

ويبدو أن ركن البكاء أثار لدى الموظفين مشاعر بعيدة عن أي منحى سلبي، فبحسب تأكيد عبد المجيد تحول ركن البكاء إلى مادة للسخرية داخل الشركة.

وأضاف "بقينا ناخد الموضوع في شكل كوميديا، يعني لو حد عايز يعيط أول ما أقوله على "crying corner"، يفضل يضحك ويتغير مزاجه ويبقى أحسن بكثير، ويرجع يكمل شغل من غير ما يروح للركن ولا حاجة".

أما أفضل مردود لركن البكاء فكان لموظفة تعرضت لارتباك قبل إلقائها محاضرة لمتدربين جدد، وأوضح عبد المجيد "لقيناها خايفة وعايزة تعيط، قلت لها روحي الـ "crying corner" (ركن البكاء)، خلصي وتعالي وفعلا راحت عيطت، ورجعت طلعت المتدربين وكلنا كنا متفاجئين من النتيجة كانت مميزة فعلا".

ويملك صاحب فكرة "ركن البكاء" 11 فرعا لشركته بعدة محافظات، لكنه خصص ركن للبكاء داخل فرعين فقط، وعن باقي الأفرع قال إن "إدارة التنمية البشرية تستمع للموظف الحزين وتتقبل مشاعره حتى ولو وصلت للبكاء".

مطلب قديم

ويبدو أن فكرة "ركن للبكاء" التي أقدم على تنفيذها المصري أمير عبد المجيد هي مطلب متجدد لكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن رغبتهم في مساحات مكانية يمكنهم فيه التخلص من مشاعر سلبية آنية ليعودوا بعد ذلك لممارسة أنشطتهم الحياتية بشكل طبيعي.

وتداول رواد الإعلام الاجتماعي صورا لشركة تخصص ركنا لبكاء موظفيها مع ثناء على الفكرة ودعوة لتعميمها داخل كل الشركات.

المصدر : الجزيرة + الصحافة المصرية