الإفراط في التفكير يسبب الشعور بالوحدة.. كيف تُوقف تخيل السيناريوهات الكارثية؟

احترس! إنها أكثر من مجرد شعور غير مريح.. الوحدة قاتلة
ينصح العلماء بالاهتمام بالطريقة التي نتعامل بها مع مشاعرنا السلبية (غيتي)

الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة الدائمة هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وهو شعور لا يؤثر على الحالة النفسية فحسب، بل إنه مضر بالجسد أيضا؛ إذ يؤكد علماء النفس أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والسمنة والآلام المزمنة.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بالوحدة، منها ما هو واضح مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي ألغت -في عديد من الحالات- الحاجة إلى التفاعل وجها لوجه، فضلا عن جائحة كوفيد-19، في حين يجد البعض صعوبة في التواصل مع الناس؛ لأنهم -بكل بساطة- لا يملكون الوقت لذلك، أو لأنهم يخافون من أن يتم لفظهم، أو لأنهم انطوائيون بطبعهم.

وبحسب تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر" (Business Insider)، فقد درس باحثون من عدة جامعات -أبرزها جامعة هارفارد الأميركية بولاية ماساشوستس- عاملا آخر اعتقدوا أنه قد يعزز الشعور بالوحدة، فلقد رغبوا في فهم تأثير الطريقة التي نتعامل بها مع مشاعرنا على هذا الإحساس بالوحدة، وخلصوا إلى أن لهذه الطريقة تأثيرا "كبيرا للغاية"، وفق ما أوردت مجلة "سيكولوجي توداي" (Psychology Today).

يجد البعض صعوبة في التواصل مع الناس لأنهم يخافون من أن يتم لفظهم أو لأنهم انطوائيون بطبعهم (بيكسلز)

واستخدم الباحثون استبيانا شاملا تم توزيعه على أكثر من 500 شخص، طُلب منهم تحديد مدى شعورهم بالوحدة، وكيف يتعاملون بشكل عام مع المشاعر السلبية، فوجدوا أن بعض إستراتيجيات التكيف التي يتبنونها تزيد بشكل كبير من خطر الشعور بالوحدة. ومن هذه الإستراتيجيات:

  1. الإفراط في التفكير في شيء ما
  2. إلقاء اللوم على الذات أو على الآخرين
  3. تخيل سيناريوهات كارثية
  4. قمع المشاعر السلبية
  5. الانسحاب المتعمد من التواصل الاجتماعي وتفادي الآخرين
  6. رفض الدعم العاطفي

وذكرت المجلة أنه غالبا ما يكون من الصعب تغيير هذه الآليات التي نحاول بها السيطرة على المشاعر السلبية، خاصة أنها تكون نتاج تربيتنا وتجاربنا السابقة. لكن بالرغم من ذلك، فقد قدم الباحثون لمن يشعرون بالوحدة بعضا من الخطوات التشجيعية.

فمن الممكن -رغم صعوبة ذلك في كثير من الأحيان- العمل على الطريقة التي نتعامل بها مع مشاعرنا السلبية، ويمكن -في خطوة أولى- البدء من نقطة "التفكير الذاتي"؛ حيث يستطيع المرء إن شعر بالوحدة أن ينتبه للطريقة التي يتصرف بها حينما تعترضه مشكلة ما.

على سبيل المثال، إذا كنت قد خضت للتو شجارا مع شخص مهم أو لم تسر الأمور كما تتمنى في مشروع ما بالعمل، فربما تجد أنك تكبت غضبك وخيبة أملك أو تقضي ساعات في التفكير السلبي، بدلا من البحث الجاد عن حل.

في هذه الحالة يمكن أن تذكر نفسك أن هناك آليات صحية للتعامل مع مشكلتك، وقد تكون إحداها مثلا مجرد الخروج لتناول مشروب مع صديق مخلص والتحدث عما يدور في خاطرك.

المصدر : بيزنس إنسايدر