حساء الأرملة وعمامة الإمام ورقبة الجدة.. حكايات شعبية لأغرب المأكولات التركية

في المطبخ التركي.. الجدة والأرملة والقطة حاضرات في أسماء أشهر الأكلات التركية

لطبق علي نازك قصة تاريخية تعود إلى القرن الـ16 (مواقع التواصل)

لكل شعب عاداته المميزة والغريبة أحيانا، التي تضفي على تاريخه الخصوصية، يتضح ذلك في الملابس أو الأكلات التراثية. وفي المطبخ التركي لا تقتصر هذه الغرابة على مكونات الأكلات فحسب، بل في بعض الأحيان تحمل الأكلة نفسها اسما طريفا وقصة شعبية مضحكة تتناقلها الأجيال.

وكما هي الحال في بلداننا العربية تأخذ الأكلة اسمها من هوية مبتكرها أو الحدث الذي يؤصل تاريخيا لبداية نشأتها، ويزخر المطبخ التركي بالأسماء الغريبة للمأكولات التي يصفها الأتراك بالأسماء "الكوميدية" التي ترسم الابتسامة على الوجوه قبل تناولها. ومن أبرز هذه المأكولات:

  • حساء "السيدة الأرملة" Dul avrat çorbası

يدل اسم الأكلة أن وراءها قصة حزينة. وتشير الروايات الشعبية إلى أن هذا الحساء دخل إلى المطبخ التركي بفضل سيدة توفي زوجها وكانت في ضائقة مالية كبيرة، لم تتمكن على إثرها من إطعام صغارها، فقررت جمع كل ما تبقى في منزلها وغليه بالماء، ومن هنا ظهر اسم حساء السيدة الأرملة.

وعادة يتم تحضير هذا الحساء الذي خرج من مدينة أضنة، جنوبي تركيا من الحمص والعدس ومعجون الطماطم والدقيق والماء والزيت.

  • علي نازك Ali Nazik

لهذه الأكلة الشهيرة في تركيا قصة تاريخية تعود إلى القرن الـ16، عندما دخل السلطان سليم الأول إلى مدينة غازي عنتاب الشهيرة بمأكولاتها اللذيذة، وتم تحضير مأدبة طعام بها جميع أشكال المأكولات للترحيب به.

ومن بين المأكولات طبق أثار إعجاب السلطان بشدة، فطلب التعرف على الطاهي الذي أعده وسأل "من الطاهي صاحب اليد الرائعة التي صنعت هذا الطبق؟".

ويد رائعة بالتركية تلفظ "إيلي نازك" لكن مع مرور السنوات، باتت تستخدم عبارة "علي نازك" للإشارة إلى هذا الطبق الشهي.

وهذه الأكلة عبارة عن باذنجان مهروس مع الثوم والطحين وممزوج مع الزبادي (اللبن)، وفوقه قليل من الزبدة الساخنة.

  • القطة لا تغمس Kedi Batmaz

تشتهر هذه الأكلة بأن وراءها قصة شعبية تتداول بكثرة بين الأجيال. نشأت هذه الأكلة في مدينة بولو، شمالي تركيا. وهي شاهدة على صراع بين الكَنّة (زوجة الابن) والحَماة.

وتقول الموروثات إن شابا فقيرا اسمه علي تزوج من فتاة تدعى فاطمة، ولكن والدة علي لم تكن تحب فاطمة وكانت تحرص على تتبع عثراتها وزلاتها لتفسد هذا الزواج.

وفي يوم من الأيام لم تجد فاطمة في منزلها سوى الطحين فوضعته في ماء مغلي وراحت تحركه وهي تبكي، ولكن النتيجة كانت طعاما ذا منظر جميل.

لم يعجب الأمر والدة علي فحملت قطتها وحاولت أن تغمس أقدامها في الطعام ولكن القطة رفضت ذلك بشدة ولم تتمكن الحماة من إفساد الأكلة.

منذ ذلك اليوم اشتهرت هذه الأكلة باسم "القطة لا تغمس".

  • حلوى عمامة الإمام İmamın Sarığı

أخذت هذه الحلوى اسمها من الشكل الذي تظهر به والذي يشبه شكل عمامة الأئمة والشيوخ.

وتتكون هذه الحلوى من طبقتين من كيك الشوكولاتة تتوسطهما كمية وفيرة من حشوة الكريمة البيضاء. ويقوم بعض الأتراك بتزيين هذه الحلوى بجوز الهند أو المكسرات.

  • الإمام الفاقد وعيه İmam bayıldı

شكل الإمام الحاضر دائما في ذهن الأتراك دفعهم لتسمية وجبة طعام تعتمد على الباذنجان باسم "الإمام الفاقد وعيه" أو "الإمام المغمى عليه".

ويرتبط الاسم بالشكل الذي تظهر عليه الأكلة حيث يتم رص ثمرات الباذنجان المقلية مسبقا في الزيت، في صينية وفتحها من المنتصف وحشوها بالثوم والبصل والطماطم وتتم تغطيتها بزيت الزيتون.

وتظهر هذه الأكلة في شكل الإمام المستلقي على ظهره بعد نضوجها تماما، ومن هنا أخذت تسميتها.

  • الشفاه الجميلة Dilber dudağı

هي شكل من أشكال حلوى البقلاوة الشهيرة في تركيا، وأخذت اسمها من الهيئة التي تظهر عليها بعد خروجها من الفرن حيث تظهر كشفتين بينهما حشوة من المكسرات.

تعود نشأتها والاسم الذي اتخذته إلى مدينة بورصة، شمال غربي تركيا.

  • رقبة الجدة Kocakarı Gerdanı

هذه الحلوى تعد أيضا شكلا من أشكال البقلاوة التركية لكنها تأتي في شكل ملفوف مجعد وسميك، ومن هنا أطلق عليها اسمها الحالي، لأنها تشبه شكل رقبة المسنين ولا سيما السيدات منهن.

ونشأت هذه الحلوى في مدينة ريزا، شمال شرقي تركيا، وتشتهر أيضا باسم البقلاوة البورما.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية