بعد 24 عاما.. الأمير هاري يكشف عن خضوعه لعلاج نفسي لتخطي صدمة وفاة ديانا

آلام الأمير هاري النفسية استمرت معه رغم وفاة والدته في أغسطس/آب 1997

الأمير هاري يكشف خضوعه لعلاج نفسي لتخطي صدمة وفاة والدته ديانا
الأمير هاري أثناء خضوعه لعلاج "إي إم دي آر" (آبل تي في)

في مقابلة مع الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، تحدث الأمير هاري عن العلاج الذي يستخدمه لعلاج القلق واضطراب ما بعد الصدمة، للتخلص من الشعور بالحزن المستمر بعد وفاة والدته أميرة ويلز ديانا.

واستمرت آلام الأمير هاري النفسية معه رغم وفاة والدته في أغسطس/آب 1997.

وعرض اللقاء عبر السلسلة الوثائقية "أنا الذي لا تستطيع رؤيته" (The Me You Can’t See) التي تعرض حاليا عبر منصة "آبل تي في" (apple tv).

وإلى جانب الكشف عن مشاعر الأمير هاري تجاه العائلة المالكة وانطباعات حول الصحة العقلية؛ قال الأمير البريطاني إنه يأمل أن تساعد تصريحاته في تخفيف وصمة العار حول مشكلات الصحة العقلية وطرق العلاج منها.

وتُظهر الحلقة الثالثة من السلسلة -المكونة من 5 أجزاء- أن هاري يخضع لعلاج "إي إم دي آر" (EMDR)، الذي يعني إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (Eye Movement Desensitization and Reprocessing)، لعلاج قلقه. وتستخدم هذه الطريقة النفسية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب واضطراب الوسواس القهري.

وقال كبير مديري الجمعية الأميركية لعلم النفس الدكتور فايل رايت إن هذا النوع من العلاج من المفترض أن يجعل الذكريات المؤلمة أقل تأثيرا، ويفترض أن يسهل الاسترخاء البدني، ومن المتوقع أيضًا أن يزيد العلاج المرونة الإدراكية لدى المريض.

وخلال العلاج، يناقش المريض الذكرى المؤلمة التي لا يقدر على التكيف مع وقوعها، والمحفزات المحتملة التي تسهم في إحياء تلك الذكرى، وطرق التعامل مع تلك المحفزات.

وأضاف رايت أن هذا النوع من العلاج قد يقترن بالتحدث مع المريض، وذلك اعتمادا على حالته ومستوى تأثره بالصدمة. وخلال السلسلة الوثائقية، قال هاري إن قلقه غالبًا كان ناتجًا عن رحلاته إلى لندن.

وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، قال إنه كان قلقًا وخائفًا عند عودته إلى لندن لحضور جنازة جده الأمير فيليب في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف هاري "طوال حياتي، كنت أشعر بالقلق والتوتر والاضطراب قليلًا عندما أعود إلى المملكة المتحدة، وتحديدا عند السفر إلى لندن". وتابع "بالنسبة لي، لندن هي الزناد، للأسف بسبب ما حدث لأمي وما عشته وما رأيته".

وأكد هاري خلال السلسلة الوثائقية أنه يأمل أن يستمر في تركيزه على العلاج ليجعل والدته فخورة به.

وقال "أنا أعيش الحياة التي أرادت أن تعيشها لنفسها، الحياة التي أرادت لنا أن نعيشها. لا أعرف؛ ربما هي الآن فخورة بي بشكل لا يصدق، فهي من ساعدتني في الوصول إلى هنا".

وخلال جلسة العلاج، كان هاري ينفذ تعليمات بمعالجته في "إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها" حسب طريقة "إي إم دي آر"، للتخفيف من الضيق المرتبط بالذكريات المؤلمة. وظهر هاري عاقدا ذراعيه ويربت على كتفيه، وهي تقنية تسمى المحاكاة الثنائية.

مع هذا النوع من العلاج، "نعود إلى الوراء، وننظر إلى الماضي، وننظر في كيفية تأثير ماضيك على ما يحدث لك حاليًا"، حسب ما تقوله رئيسة جمعية "إي إم دي آر" الدولية ويندي بيرد، لبرنامج "صباح الخير يا أميركا". وتضيف "إنها تغير طريقة تخزين التجربة، وعندما يغير الدماغ طريقة تخزينها، تشعر بشكل مختلف حيال ذلك".

يذكر أن هاري تنحى عن مهامه الملكية، وانتقل إلى كاليفورنيا مع زوجته ميغان وابنهما آرشي البالغ من العمر عامين العام الماضي. وقال الأمير البريطاني إن العيش في لندن كان "حافزًا" لاستدعاء ذكريات أليمة بالنسبة له.

ويقول هاري عن والدته الراحلة في مقطع آخر "لم أرغب في التفكير فيها"، "لأنني إذا فكرت فيها فسيظهر حقيقة أنه لا يمكنني إعادتها وسيجعلني ذلك حزينًا فقط، وقررت عدم التحدث عن ذلك".

الأمير هاري وميغان
هاري تنحى عن مهامه الملكية وانتقل إلى كاليفورنيا مع زوجته ميغان قبل عامين (الأوروبية)

ماذا يعني إي إم دي آر؟

إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (إي إم دي آر) علاج نفسي تم تصميمه في الأصل للتخفيف من الضيق المرتبط بالذكريات المؤلمة عام 1989.

ويسهل هذا النوع من العلاج الوصول إلى الذكريات المؤلمة ومعالجتها للوصول بها إلى حل تكيفي، ومن خلاله يتم التخلص من الضيق العاطفي، وإعادة صياغة المعتقدات السلبية، وتقليل الاستثارة الفسيولوجية لمحفزات الشعور بالحزن بعد الصدمة.

ويتضمن هذا العلاج 3 محاور: أولها تتم معالجة الأحداث الماضية التي أرست الأساس للخلل الوظيفي، وصياغة روابط جديدة مع المعلومات التكيفية، وثانيها يتم استهداف الظروف الحالية التي تثير الضيق، وإزالة التحسس من المحفزات الداخلية والخارجية، والأخير يتم فيه دمج القوالب التخيلية للأحداث المستقبلية لمساعدة المريض على اكتساب المهارات اللازمة للعمل التكيفي.

المصدر : مواقع إلكترونية