جيهان السادات.. شاهدة على عصر السادات

عرض: الجزيرة نت
في مقدمة كتاب الجزيرة الأول "جيهان السادات.. شاهدة على عصر السادات" يكشف محرر الكتاب ومقدم برنامج شاهد على العصر أحمد منصور أنه لم يكن يتوقع حينما بدأ تسجيل الحلقات الأولى من هذا البرنامج بداية العام 98 أن أيا منها يمكن أن يتحول إلى كتاب فيما بعد.

ويبين منصور أنه تلقى عروضا من الناشرين لتحويل هذه الشهادات إلى كتب وذلك منذ عام 1999، وأنه آثر ترك الفكرة للاختمار ملاحظا أن كثيرا من الكتب التي تصدر في الغرب ليست سوى حوارات مطولة مع شخصيات بارزة ومميزة قضى بعض الصحفيين فترات طويلة في إعدادها، كذلك الحوارات الصحفية ما هي في بدايتها إلا حوارات شفهية تجرى بعد ذلك صياغتها وإعدادها للنشر، كما أن مذكرات كثير من الشخصيات البارزة في جميع أنحاء العالم أعدت من خلال حوارات مطولة مع صحفيين متميزين ومهتمين.

خصوصيات "شاهد على العصر"

undefined-اسم الكتاب: جيهان السادات شاهدة على عصر السادات
-المؤلف: أحمد منصور
-عدد الصفحات: 512 –الطبعة:
الأولى 2001
الناشر: الدار العربية للعلوم ودار ابن حزم بيروت

ويوضح أحمد منصور في تلك المقدمة ما يراه من تميز في برنامج "شاهد على العصر"، إذ يرى أن له خصوصيات كثيرة تجعله يختلف عن السيرة الذاتية أو المذكرات، ففي السير الذاتية والمذكرات يقول صاحب المذكرات ما شاء ويصبح هو المصدر الأساسي والوحيد لمعلوماته، يذكر ما يريد ويحجب ما يريد ويكون مسؤولا عن كل ما يورد، فلا أحد يمنعه أو يعترض عليه قبل نشر مذكراته، وإنما الاعتراضات والانتقادات ربما تكون بعد ذلك لكن الأمر يبقى له خصوصياته، ويستدرك منصور أن الشهادة في هذا البرنامج تختلف عن تلك في أنها قائمة على مناقشة الشاهد في ما قام به أو شارك فيه من أحداث أو كان قريبا منه من وجهة نظر أخرى ولا يكون له دور في تحديد محاورها أو أسئلتها أو مجراها، وعادة ما تكون كل أسئلتها مفاجئة له، وتقوم على محاولة التعرف على ما يريد أن يعرفه الناس لا مايريد أن يقوله الشاهد، والغالب أنها تحاول كشف الحقائق المستورة، والأحداث المخفية، والمواقف المثيرة للجدل والنقاش، ولا تقف عند حد ما يعرفه الناس، وإنما تحاول النفاذ إلى ما وراء الكواليس، وأن تسبر غور أحداث التاريخ من خلال إعداد مطول، واطلاع واسع على المصادر المختلفة ومحاولة استخراج ما هو كامن في نفس الضيف".

ويلفت منصور إلى أهمية اختيار الشهود باعتبار ذلك ميزة للبرنامج فيوضح أنها تقوم على تميز في اختيار صناع القرار والأحداث والمسؤولين وليس المعاصرين فقط للحدث، فالشهود كلهم من صناع القرار بدءا من رؤساء الدول السابقين ومرورا بمن يليهم في المناصب وصولا إلى وزراء ورؤساء أحزاب وقوى سياسية لعبت دورا في صناعة القرار السياسي والتأثير فيه خلال العقود الخمسة أو الستة الماضية من تاريخ الأمة العربية.

النقلة الجديدة وأهمية التدوين


كثير من الكتب التي تصدر في الغرب ليست سوى حوارات مطولة مع شخصيات بارزة ومميزة قضى بعض الصحفيين فترات طويلة في إعدادها، كذلك الحوارات الصحفية ما هي في بدايتها إلا حوارات شفهية يجري بعد ذلك صياغتها وإعدادها للنشر

ويستطرد منصور أن هناك آثارا كبيرة بدأ البرنامج يحدثها من جميع النواحي سواء من حيث اختيار الشهود أو أسلوب الإعداد أو التقديم، أو المعلومات والأحداث الهامة التي نتطرق لها، وأن هذه الآثار بمجملها جعلت الحديث يتصاعد عن أهمية تدوين هذه المعلومات وإخراجها في كتب، وهو يسوق لذلك مبررات أجملها في ثلاث هي:

  1. أن الكلمة المكتوبة تبقى في النهاية هي التي تمثل المرجعية والمصدر الأساسي في المعلومات عن الكلمة المحكية، التي ربما ينسى الناس نصها أو معانيها بعد فترة وجيزة.
  2. أن البرنامج يتناول تاريخا عاش كثير من المشاهدين والقراء جانبا هاما من أحداثه، فالتاريخ له أيضا مكانته الهامة على اعتبار أن الحاضر الذي نعيشه ليس سوى امتداد له.
  3. ولأن كثيرا مما أثير في الشهادات يدعو إلى إعادة النظر في ما تم تدوينه من هذا التاريخ لا سيما وأن كثيرا من شهوده لازالوا أحياء فقد أصبح تدوينه مطلبا لا نستطيع إغفاله.

ويبين أحمد منصور أن الاقتناع ازداد لديه شيئا فشيئا بأهمية تدوين هذه الشهادات، موضحا أن إدارة "قناة الجزيرة" قامت بدراسة الأمر دراسة مستفيضة، وأقرتها مع ذكرى مرور خمس سنوات على انطلاقة القناة، بعدما اتفقت مع اثنتين من دور النشر العربية في لبنان هما "الدار العربية للعلوم" و"دار ابن حزم" على أن تقوما بنشر سلسلة "كتاب الجزيرة". منبها هنا إلى أن الإدارة كلفته إعداد مادة الكتاب على أن يكون مسلسلا ويحتوى كل إصدار على شخصية من شخصيات برنامج "شاهد على العصر".

وهنا يشير الكاتب إلى أنه تم تحديد بعض الشخصيات التي يتم إصدار شهادتها تباعا وتم اختيار شهادة السيدة جيهان السادات لتكون البداية باعتبارها كانت السيدة الوحيدة التي أدلت بشهادتها في البرنامج حتى الآن، وباعتبار شهادتها كانت من أكثر الشهادات إثارة للجدل علاوة على أنها كانت وما زالت شخصية مثيرة للجدل.

فصحى وعامية
وهنا يكشف منصور كيف فكر في "أن يكون الكتاب متميزا يضفي الشعور بالمتعة والمتابعة للقارئ مع المحافظة على رشاقة الأسلوب ومتانة الصياغة دون أن تفقد الكلمة المحكية معناها أو المكتوبة جوهرها أو أضيف أو أنتقص شيئا من نص الشهادة"، وكيف اختار العربية الفصحى لذلك وابتعد عن الدارجة المصرية التى سادت في بعض جوانب الحوار، مع مراعاة عدم حذف أو إضافة أي شيء والاقتصار على النص كل ذلك حتى يبقى الكتاب أقرب إلى تدوين الشهادة، لكنه يستدرك أنه "في بعض الأحيان وأمام بعض الكلمات المصرية الدارجة التي تكسب النص جو الحوار وحرارته وظرفه أحيانا" اضطر لترك كلمات عامية حتى تبقى للحوار أجواؤه.

تميز عن البرنامج


تم تحديد بعض الشخصيات التي يتم إصدار شهادتها تباعا وتم اختيار شهادة السيدة جيهان السادات باعتبارها كانت السيدة الوحيدة التي أدلت بشهادتها في البرنامج حتى الآن، وباعتبار شهادتها كانت من أكثر الشهادات إثارة للجدل

وليتميز الكتاب عن البرنامج المذاع يقول أحمد منصور "كان لا بد من التفكير في إضافة خصوصيات عديدة للكتاب.. فأضفت إلى نص الشهادة عدة فصول منها ما دار وراء الكاميرا من أحداث تعلقت أساسا بالتفكير في اختيار جيهان للحوار وأسباب اختيارها مرورا باللقاء الأول معها ومرحلة الإعداد الطويلة للحلقات التي استمرت عاما كاملا، ومرحلة التسجيل والمونتاج وعرض الحلقات وردود الفعل التي استمرت ما يزيد على ستة أشهر، وحتى الجلسة الأخيرة في بيتها كل ذلك في الفصل الأول من المؤلَّف..

أما في الفصل الثاني فيؤكد منصور أنه ضمنه نصوص الحلقات الإحدى عشرة مصاغة باللغة العربية الفصحى مبينا أنه حرص في بداية كل حلقة على ذكر محتوياتها في عدة أسطر كما قام بوضع عناوين فرعية تساعد الباحث أو القارئ على الوصول بسرعة إلى ما يريده من معلومات.

وفي الفصل الثالث تناول أحمد منصور ما اعتبره أهم الردود التي أعدها أصحابها على ما جاء في شهادة السيدة جيهان السادات بشأنهم، كما اختار ثلاثة مقالات نقدية كتبت عن الشهادة اعتبرها هي الأهم "من بين عشرات المقالات التي كتبت في الصحف العربية"، كما اختار "من بين مئات الرسائل" التي وصلته "مجموعة متنوعة تعكس الآثار التي تركتها الشهادة لدى المشاهد العربي وهي ما بين مؤيد ومعارض"، ويستطرد أنه في النهاية نشر حوارين أجرتهما مجلة "الأهرام العربي" أحدهما مع السيدة جيهان السادات بشأن الشهادة، والآخر معه هو باعتباره معد البرنامج.

المصدر : غير معروف