منتدى لمؤسسة حمد يناقش في الدوحة تكيّف الأنظمة الصحية مع الأزمات العالمية

وزيرة الصحة العامة فى قطر د. حنان الكواري
وزيرة الصحة العامة في قطر الدكتورة حنان الكواري: دولة قطر كانت في وضع جيد لمواجهة تحديات مثل جائحة كوفيد-19 بنجاح (الجزيرة)

الدوحة- ناقش خبراء في الرعاية الصحية في دول الشرق الأوسط مسألة " قدرة منظومة الرعاية الصحية على التكيف في الظروف الاستثنائية" وكيفية الحفاظ على جودة وسلامة الخدمات رغم التحديات التي تصاحب هذه الظروف، وذلك خلال منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية الذي تنظمه مؤسسة حمد الطبية في قطر بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأميركية.

وعبّر مسؤولون عن أهمية المنتدى الذي يستمر إلى 19 مارس/آذار الحالي في تبادل الخبرات بين المشاركين لاستعراض أوجه النجاحات والخبرات المتراكمة التي يمكن الاستفادة منها في مواجهة التحديات الصحية، التي قد تطرأ بشكل مفاجئ مثلما حدث مع أزمة كوفيد-19، مؤكدين أهمية أن تتسم الأنظمة الصحية بالمرونة للتكيف مع الواقع في أوقات الأزمات بما يسهم في الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان في المقام الأول.

وسجل نحو 3 آلاف مشارك من مقدمي الرعاية الصحية من 20 دولة حضورهم في المنتدى الذي يعد الأول من نوعه من حيث عقده حضوريا منذ جائحة كوفيد-19، كما يشارك عدد من مقدمي الخدمات في المنتدى بشكل افتراضي ومن بينهم -لأول مرة- 30 شخصا من الأطباء والممرضين والإداريين الفلسطينيين العاملين في مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الاصطناعية في قطاع غزة.

ظروف استثنائية

وقالت وزيرة الصحة العامة في قطر الدكتورة حنان الكواري إن انعقاد المنتدى بالحضور الشخصي أول مرة منذ عام 2019 يعد أمرا مهما لا سيما عقب الظروف الاستثنائية التي أجبرت العالم على تغيير العديد من جوانب الحياة، بسبب جائحة كوفيد-19، واعتبرت ما حدث خلال فترة الجائحة مثالا رائعا على قدرة منظومة الرعاية الصحية على التكيف في الظروف الاستثنائية، والذي يمثل شعار المنتدى لهذا العام.

وأكدت الكواري خلال كلمتها بالمنتدى أن دولة قطر كانت في وضع جيد لمواجهة تحديات مثل جائحة كوفيد-19 بنجاح، مشيرة إلى أن قطر تولي كذلك أهمية كبيرة للأمن الصحي العالمي، من خلال البرامج الإغاثية القطرية بإمداد الدول التي تمر بأزمات؛ مثل الزلازل الأخيرة التي وقعت في تركيا وسوريا.

وأشارت إلى أن جائحة كوفيد-19 وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قد جعلتا السنوات الثلاث الماضية من أكثر الأوقات تحديا لموظفي الرعاية الصحية وبقاءً في الذاكرة، ونوهت بدور فرق الرعاية الصحية المتفانية في قطر في إحراز تقدم هائل في تحسين وتعزيز جودة الرعاية المقدمة عبر النظام الصحي.

وزير الصحة المصري د. خالد عبدالغفار: أهمية كبيرة فى التركيز على قضيتي الجودة والأمان للمرضى ( الجزيرة)
وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار تحدث عن أهمية المنتدى لمناقشته قضية الجودة والأمان للمرضى (الجزيرة)

التعرف على البرامج التطويرية

من جهته قال الرئيس المشارك للمنتدى ناصر النعيمي للجزيرة نت إن المنتدى شهد مشاركة عدد من وزراء الصحة في الدول العربية، والذين أبدوا رضاهم الكامل عما رأوه مما توفره دولة قطر من خدمات بالقطاع الصحي، والتطور الذي تشهده هذه الخدمات، موضحا أنه تم تنظيم جولات ميدانية للمشاركين للوقوف على ما توفره قطر من خدمات والتعرف على البرامج التطويرية الصحية في البلاد.

وأشار النعيمي إلى أن المنتدى يعد فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين واستعراض التجارب العالمية التي من شأنها أن تثري المناقشات، مثل تجربة دولة قطر خلال كأس العالم 2022.

وأوضح أن عرض تجربة المونديال تضمن الجانب المتعلق بالاستعداد في الملاعب نفسها أو المستشفى الميداني أو الاستعداد المتعلق بالبنى التحتية الصحية، وغيرها من أوجه الاستعداد، وبما حققته دولة قطر من إنجاز بعدم وقوع أي خطأ من الناحية الطبية خلال الحدث العالمي، فضلا عن استعراض تجربة قطر في مواجهة أزمة كوفيد-19 والتي استطاعت خلالها أن تكون أحد أقل الدول على مستوى العالم في أعداد الوفيات خلال الجائحة العالمية.

الجودة والأمان للمرضى

من جانبه، قال وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار في تصريح للجزيرة نت إن المنتدى له أهمية كبيرة لأنه يركز على قضيتين مهمتين للغاية وهما الجودة والأمان للمرضى، حيث إن الخدمات الصحية لم تعد معنية فقط بالتعامل مع المرضى ولكنها تركز أيضا بشكل كبير على تجنب المرض في حد ذاته من خلال الوقاية وهو أحد محاور المنتدى الذي يركز على الاهتمام بالشخص قبل الاهتمام بالمرض نفسه.

وأكد عبد الغفار أهمية التركيز على الجودة في الأداء وفي نفس الوقت الحفاظ على صحة المريض وأمان الخدمات الصحية المقدمة، موضحا أن جميع محاور المنتدى مهمة للغاية كما أن هناك جلسات تركز على أهمية مرونة الأنظمة الصحية للتعامل مع أي جائحات أو كوارث طبيعية مثل كوفيد-19 أو الزلازل والفيضانات وما يطرأ عنها من أزمات صحية.

وأشاد وزير الصحة المصري بالتجربة القطرية في التعامل مع أزمة كوفيد-19 وكذلك في توفير الرعاية الصحية خلال كأس العالم موضحا أنها تجارب ناجحة ونماذج متميزة في كيفية التعامل مع الأحداث العالمية التي تتضمن تحديات كبيرة.

الدكتور عبد اللطيف الخال: دولة قطر اكتسبت خبرة كبيرة في تقوية الأنظمة الصحية من خلال تعاملها مع جائحة كورونا (الجزيرة)

القوة الكامنة للأنظمة الصحية

من جهته، قال الدكتور عبد اللطيف الخال نائب رئيس الإدارة الطبية في مؤسسة حمد الطبية، إن دولة قطر اكتسبت خبرة كبيرة في تقوية الأنظمة الصحية من خلال تعاملها مع جائحة كورونا، وأيضا خلال استضافتها لبطولة كأس العالم 2022، وشكل المنتدى فرصة لعرض تلك التجارب كي يستفيد منها كل مشارك في أكبر مؤتمر من نوعه في المنطقة مخصص لجودة الرعاية الصحية.

وتطرق الخال إلى موضوع القوة الكامنة في الأنظمة الصحية التي من خلالها تستطيع الاستجابة للتحديات والكوارث مثلما حدث في جائحة كورونا، مشددا على ضرورة التعلم من الكارثة التي مررنا بها، بحيث تكون الأنظمة الصحية قوية بما فيه الكفاية، وأن تتسم بالمرونة للتعامل مع أي كارثة قد تحدث في المستقبل سواء كانت جائحة أو غيرها.

علم جديد في المجال الطبي

وقال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة رئيس إدارة الطب الباطني ومدير الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض في مؤسسة حمد الطبية إن المنتدى يناقش الجودة في مجال الخدمات الطبية التي تعد علما جديدا في المجال الطبي، موضحا أن جودة الخدمة الطبية وحماية المريض جزء من التعليم والتدريب الطبي.

وأشار إلى أن جائحة كوفيد-19، جاءت ترجمة لمعايير الجودة على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، توسعت مؤسسة حمد الطبية من خلال استحداث غرف للعناية المشددة لم تكن بهذا العدد قبل الجائحة؛ فغرف العناية المشددة كانت 60 غرفة على مستوى الدولة، أما خلال الجائحة فقد تراوح العدد ما بين 300-400 غرفة، موضحا أن ذلك التوسع تطلب أيضا دراسة معايير الجودة على كافة المستويات.

المصدر : الجزيرة