مسؤول أممي: الإيدز يتركز في مجموعات معينة

تفشي الدعارة في دول أوربا الشرقية يتسبب بإصابة 1,6 مليون شخص بالإيدز
undefined
قال مبعوث خاص للأمم المتحدة إن فيروس نقص المناعة المكتسب "إيدز" بدأ يصبح أكثر تركزا في مجموعات معينة وصفها بـ"المهمشة" مثل المشتغلات بالجنس ومتعاطي المخدرات والمثليين، وقد يمثل هذا تحديا للمحاولات العالمية لمحاربة الفيروس دون حدوث تغير بالسلوكيات.

ويقول ميشيل كازاتشكين، مبعوث برنامج المنظمة المشترك لفيروس نقص المناعة المكتسب ومرض الإيدز في شرق أوروبا، إنه يود أن يصبح قادرا على الاحتفال دون تحفظ بالتقدم العالمي الكبير الذي تحقق في السنوات العشر الماضية لكن معدلات العدوى العنيدة والنمو المثير للانزعاج لتفشي المرض في مجتمعات سكانية يصعب الوصول إليها تجعل هذا الأمر صعب التحقيق.

ويرى أن المخاطر تتمثل في أنه بينما يطوي العالم صفحة الوباء العام لمرض الإيدز عالميا فإن الفيروس سيعود إلى كونه مرضا يصيب فقط جماعات بعينها، وأن الارادة السياسية للتغلب عليه قد تفتر.

عالميا يوجد نحو 35.3 مليون شخص انتقل لهم فيروس نقص المناعة المكتسب "إتش آي في" الذي يسبب مرض الإيدز

جذور المشكلة
وقال كازاتشكين في مقابلة إنه إذا لم نتعامل مع جذور المشكلة وإذا لم نتعامل مع مسألة الوصمة والتمييز والتشريع غير المناسب، وإذا لم ننظر إلى هؤلاء الناس من منظور الصحة العامة وليس من "منظور إجرامي" ينطوي على تقصير من جانبهم مثلما نفعل الآن فإن هذا الاتجاه سوف يستمر.

ويوجد نحو 35.3 مليون شخص في أنحاء العالم انتقل لهم فيروس نقص المناعة المكتسب "إتش آي في" الذي يسبب مرض الإيدز، لكن العدد المتزايد للمرضى يعكس الطفرات الكبيرة بالسنوات الاخيرة في تطوير اختبارات متقدمة للفيروس.

وتراجع العدد السنوي للوفيات نتيجة للإصابة بالإيدز إلى 1.6 مليون شخص عام 2012 من 2.3مليون شخص عام 2005. كما يوجد تراجع منتظم في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس والذي قلَّ بمقدار الثلث عما كان عليه عام 2011.

وأثار هذا التقدم مزيدا من الأمل وشغل الكثير من عناوين الصحف بشأن نهاية محتملة للإيدز أو عالم بدونه أو فرصة لوجود جيل خال من الإصابة بالفيروس.

‪الرسم التقريبي لفيروس الإيدز‬ (الجزيرة-عيادة الدكتورة إيفانا مارتينكوفا)
‪الرسم التقريبي لفيروس الإيدز‬ (الجزيرة-عيادة الدكتورة إيفانا مارتينكوفا)

قلق بشأن المستقبل
لكن كازاتشكين يشعر بالقلق بالفعل بشأن مستقبل وباء الإيدز، وذلك بالرغم من أننا في وقت نشعر فيه بتفاؤل كبير وصفه بـ"المبالغ فيه" بسبب التقدم الضخم الذي نحرزه من الناحيتين التكنولوجية والعلمية.

وأضاف أنه بينما نحتفل بالتقدم غير العادي يجب أن نعي أننا لن نوقف انتشار الإيدز من خلال توفر أدوية أكثر تقدما، بينما نحن لا نركز بقدر كاف على الانتشار الوبائي المركز في جماعات بعينها.

والجماعات مثار القلق من الإصابة بالفيروس هم مستخدمو المخدرات عن طريق الحقن الذين يمكنهم نقل الفيروس إلى بعضهم البعض من خلال تبادل الإبر والمحاقن، والعاملات في مجال الجنس اللاتي يجرَّمن دائما ولا يتمكنّ من الوصول إلى خدمات الصحة العامة، والمثليون وهم الجماعات التي بدأ فيها وباء الإيدز قبل ثلاثة عقود.

المصدر : رويترز