الأزهر يحرم والفاتيكان يستنكر استنساخ البشر


undefined

أصدر مجمع البحوث الإسلامية في الجامع الأزهر بالقاهرة فتوى جاء فيها أن "استنساخ الإنسان حرام ويجب التصدي له ومنعه بكل الوسائل". وأكد نص الفتوى الصادر عن الأزهر أن الاستنساخ "يعرض الإنسان الذي كرمه الله لأن يكون مجالا للعبث والتجربة وإيجاد أشكال مشوهة وممسوخة".


undefinedوشددت الفتوى على أن الإسلام لا يعارض العلم النافع بل يشجعه ويحث عليه ويكرم أهله, أما العلم الضار الذي لا نفع فيه أو الذي يغلب ضرره على نفعه فإن الإسلام يحرمه ليحمي البشر من أضراره. وأوضحت أن القاعدة الفقهية في الإسلام هي أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

وذكرت الفتوى أنه يجب التفريق بين الاستنساخ واستخدام الهندسة الوراثية في النبات والحيوان لإنتاج سلالات قيمة ونافعة وكذلك في علاج الأمراض.

وصدرت هذه الفتوى قبل إعلان العالمة الفرنسية والعضو في طائفة الرائيليين بريجيت بواسوليي ولادة طفلة سميت "حواء" بتقنية الاستنساخ.

أما الفاتيكان فاعتبر في بيان رسمي أن الإعلان عن ولادة طفل مستنسخ يعكس عقلية قاسية خالية من أي اعتبار أخلاقي وإنساني. وأشار المتحدث باسم الفاتيكان إلى أن الإعلان يفتقد أي دليل ويثير الريبة والإدانة لدى قسم كبير من المجتمع العلمي الدولي. ويعارض الفاتيكان تقليديا أي شكل من أشكال الاستنساخ سواء أكان لأغراض علاجية أو بهدف التكاثر.

ردود فعل

undefinedفي هذه الأثناء توالت ردود أفعال العلماء والهيئات على هذه التجربة، فقد شكك خبير الخصوبة الإيطالي سيفيرينو أنتينوري في مزاعم طائفة الرائيليين ومؤسسة "كلون إيد" بنجاح تجربة استنساخ أول إنسان. وقال أنتينوري إن هذه المزاعم تسيء إلى سمعة العلم مؤكدا أن أعضاء الجماعة لا يحظون بأي مصداقية. وأنتينوري طبيب أعلن أن إحدى مريضاته ستلد أول طفل مستنسخ في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وحذر معهد روزلين في أدنبرا بأسكتلندا من مخاطر استنساخ كائن بشري. وانتقد الناطق باسم المعهد الدكتور هاري غريفين هذه التجربة بشدة وقال إن كل المجموعات التي عملت على استنساخ الحيوانات -من أبقار وخراف وخنازير وفئران وماعز- أشارت إلى وجود نسبة كبيرة من حالات الإجهاض والوفيات بعد الولادة والمشاكل مع الحيوانات المستنسخة أثناء حياتها.


undefined

وأظهرت أبحاث البروفسور أيان ويلموت المسؤول عن معهد روزلين الذي استنسخ النعجة دولّي أن كل الحيوانات المستنسخة في العالم تعاني من تشوهات جينية وجسدية. وكان المعهد قد شهد ولادة دولّي أول نعجة مستنسخة عام 1996.

واستبعد الدكتور عبد المجيد القطمة المنسق الإسلامي مع جمعية مناهضة الاستنساخ في بريطانيا إمكانية توصل العالمة الفرنسية بريجيت بواسوليي إلى استنساخ أول طفل بشري, واتهمها بالبحث عن الشهرة.

غير أنه حذر في حديث للجزيرة من حدوث تطور في تجارب الاستنساخ سرا. وعبر عن قلقه من دخول بعض العلماء المغامرين إلى العالم العربي والإسلامي لإجراء مثل تلك التجارب.

تشكيك في التجربة
وسيتم التحقق من ولادة أول طفلة عن طريق الاستنساخ في الأيام العشرة المقبلة بفضل رؤية الطفلة والوالدة حسبما أعلنت بواسوليي التي ذكرت أن الطفلة المستنسخة أنجبت بعملية قيصرية وأنها تزن 3.1 كلغ. وأضافت أن هناك أربعة مستنسخين آخرين سيولدون في نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل.

وقالت إن الطفلة ستنقل إلى الولايات المتحدة في غضون ثلاثة أيام للانضمام إلى والديها الأميركيين. وصرح أستاذ العلوم الوراثية في جامعة بوردو في إنديانا وليام موير أن أسبوعا واحدا سيكون كافيا للتحقق من مصدر علمي مستقل بأن الحامض النووي للطفلة هو نفسه لدى الأم وهي المهلة ذاتها التي حددتها بواسوليي.


undefined

وأثار إعلان بواسوليي قلق العلماء من أن تعرض مثل هذه التجارب العشوائية للخطر الاستنساخ العلاجي الذي يمكن أن يؤدي إلى شفاء الكثير من الأمراض المستعصية. يشار إلى أن الاستنساخ لأغراض علاجية مجال بحث تعتمده فرق باحثين بينهم فريق جامعة ستانفورد الأميركية لإنتاج خلايا قد تستخدم في علاج أمراض مستعصية مثل السرطان والزهايمر وباركنسون.

ومن جانب آخر يعتبر الإعلان عن ولادة طفلة بتقنية الاستنساخ ضربا من الدعاية الناجحة للطائفة الرائيلية وزعيمها الفرنسي كلود فوريلون الذي يؤكد وجود أشخاص أتوا من كوكب آخر ويؤيد الاستنساخ والتلاعب بالجينات.


وعندما أسست الطائفة الرائيلية عام 1975 لم يكن أحد يكترث بها إلى أن دخلت مجال الاستنساخ البشري الذي يصفه فوريلون بأنه "مفتاح الحياة الأبدية".

المصدر : وكالات