"جماعة الإسلام".. تنظيم يتبع القاعدة بمنطقة الساحل

أعلنت أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل الاندماج في جماعة جديدة تحت مسمى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، واختارت زعيم جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي أميرا لها
أمراء حركات مسلحة في مالي خلال إعلان الاندماج في "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" (ناشطون)

حركة جهادية سلفية تابعة لتنظيم القاعدة تنشط في منطقة الساحل والصحراء، تستهدف القوات الفرنسية والمالية والأفريقية التي تقاتل على أراضي مالي، أعلنت مسؤوليتها يوم 3 مارس/آذار 2018 عن هجومين وقعا في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو.   

التأسيس
تأسست جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في الأول من مارس/آذار2017، باندماج أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل هي: "أنصار  الدين"، "كتائب ماسينا"، "كتيبة المرابطون"، "إمارة منطقة الصحراء الكبرى"، وهي تنظيمات تمتلك خبرات في تنفيذ الضربات الموجعة لخصومها.

وتنظيم "المرابطون"على سبيل المثال هو الذي قام بعملية "عين أميناس" جنوبي الجزائر مطلع 2013، وكذلك الهجوم الذي استهدف تجمعا لقوات الدوريات المشتركة بين مالي والحركات الأزوادية في يناير/كانون الثاني 2017 وأسفر عن مقتل قرابة مئة عنصر من تلك القوات.

وجاء الإعلان عن التأسيس في شريط فيديو أرسل إلى وكالة نواكشوط للأنباء وبث اليوم التالي، حيث ظهر على منصة إعلان الاندماج قاضي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو عبد الرحمن الصنهاجي، والحسن الأنصاري نائب أمير كتيبة "المرابطون" وأمير جماعة أنصار الدين "إياد أغ غالي" وأمير إمارة منطقة الصحراء يحيى أبو الهمام، وأمير كتائب ماسينا "أمادو كوفا".

وتم اختيار أمير جماعة "أنصار الدين" المالية أغ غالي أميرا لـ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، الذي أعلن فور تشكيله مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان الأفغانية الملا هيبة الله، كما أشادت الجماعة بمؤسس القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

ونهاية 2017 قدرت المخابرات الفرنسية عدد أفراد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" بحوالي 500 عنصر

الأهداف 
أسست "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بعد أقل من شهر من قرار دول الساحل الخمس (مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو) تأسيس قوة عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب بالمنطقة.

ويهدف هذا التنظيم لتعزيز نفوذه بمنطقة الساحل والصحراء، من خلال تنفيذ عمليات نوعية تبعث رسائل إلى القوى المعنية بالحرب ضد الإرهاب، وعلى رأسها فرنسا التي شنت عملية عسكرية في شمال مالي بداية عام 2013 لإخراج عناصر بعض التنظيمات.

وقد أكد زعيم التنظيم -خلال إعلان التأسيس في مارس/آذار 2017- أن هذا الاندماج يهدف إلى "الوقوف صفا واحدا ضد العدو الصليبي المحتل" وتلك إشارة إلى الفرنسيين وحلفائهم في الميدان.

كما اعتبر الإعلان عن ميلاد تلك الجماعة رسالة من تنظيم القاعدة إلى منافسه تنظيم الدولة الإسلامية، مفادها أنه ما يزال موجودا في الساحة "الجهادية".  

العمليات
نفذت الجماعة منذ تشكيلها العديد من العمليات التي استهدفت القوات المالية والفرنسية، ففي 5 مارس/آذار 2017 تبنت هجوما أوقع 11 قتيلا في صفوف الجيش المالي. ثم تبنت هجوما آخرا في أبريل/نيسان من نفس العام أسفر عن مقتل جندي فرنسي.

وفي 2 يوليو/تموز 2017 بثت الجماعة شريط فيديو ظهر فيه ستة رهائن غربيين لديها، وأيضا في شريط آخر بثته في أكتوبر/تشرين الأول 20017 ظهر 11 مختطفا عسكريا ماليا اختطفوا في الفترة ما بين يوليو/تموز 2016 ومارس/آذار 2017.

وفي 2 مارس/آذار 2018، أعلنت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" مسؤوليتها عن هجومي واغادوغو اللذين استهدفا مقر رئاسة أركان الجيش والسفارة الفرنسية وخلفا ثمانية قتلى.

ووفقا لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة -التي نقلت إعلان الجماعة من تسجيل لها- فإن الهجومين نُفذا انتقاما لمقتل أحد قادتها في غارة نفذتها القوات الفرنسية في وقت سابق.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية