بكري صالح.. رجل البشير الجامع بين "الرئاسة" و"الوزارة"

الموسوعة - epa03983874 The newly-appointed Sudanese First Vice-President Bakri Hassan Saleh is seen during the swearing-in ceremony in Khartoum, Sudan, 09 December 2013. A new Sudanese government and two vice-presidents took the oath on 09 December 2013. EPA/STR

رئيس وزراء السودان، والنائب الأول لرئيس الجمهورية. ضابط سام في الجيش السوداني يحمل رتبة فريق أول، ويُعد من أبرز المقربين للرئيس عمر حسن البشير، شغل منذ وصوله إلى السلطة مناصب مهمة أمنية وعسكرية وسياسية.

المولد والنشأة
ولد بكري حسن صالح عام 1949، قبيل استقلال جمهورية السودان بست سنوات، في بلدة "حفير مشو" شمالي مدينة دنقلا.

الدراسة والتكوين
تلقى تعلميه الابتدائي في مدرسة الحفير الأولية الصغرى، ثم انتقل إلى مدرسة البرقيق الوسطى ليتلقى فيها تعليمه المتوسطي، ثم إلى مدرسة دنقلا التي أكمل فيها المرحلة الثانوية (1964-1968).
تخرج في الكلية الحربية السودانية برتبة ملازم في الأول من يناير/كانون الثاني 1973.

واستفاد من مجموعة من الدورات العسكرية المتنوعة، من أهمها دورة قادة قفز مظلي (مصر)، ودورة قوات خاصة (العراق)، ودورة إمداد جوي (السعودية)، ودورة كلية القادة والأركان السودانية (السودان)، ودورة كتائب صاعقة (مصر 1989).

التوجه الفكري
ينتمي بكري حسن صالح للحركة الإسلامية السودانية، وهو من قادتها الذين شاركوا بقوة في إدارة وتسيير الدولة وتولي مناصب حساسة فيها، تعكس مستوى الثقة والحضور اللذين يتمتع بهما الرجل بين إسلاميي السودان.

كما ساهم -ضمن مجلس قيادة الثورة- في تنفيذ الانقلاب الذي قاده الرئيس عمر البشير في 30 يونيو/حزيران 1989 ضد حكومة الصادق المهدي، وسُمي "ثورة الإنقاذ" ودعمه الإسلاميون.

وانحاز صالح للرئيس البشير في صراعه مع أبي الحركة الإسلامية السودانية الراحل حسن الترابي، ولعب دورا رئيسيا فيما يعرف بمذكرة العشرة التي مهدت لانشطار الحركة الإسلامية السودانية، والانفصال بين طرفيها الأساسيين: "البشير" في الرئاسة، و"الترابي" في قيادة الحركة حينها.

المسار
تقلد صالح بعض الوظائف والمسؤوليات المحدودة ذات الطابع العسكري في فترة ما قبل انقلاب الإنقاذ، من أهمها قيادة القوات الخاصة في الثمانينيات، ولكن المسار الوظيفي والسياسي للرجل بدأ بقوة بعد الانقلاب.

وقد كان من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذي تشكل على خلفية انقلاب 1989، ونائبا لرئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس.

وبعد عام واحد من انقلاب الإنقاذ، تسلم الرجل قيادة جهاز الأمن القومي واستمر في رئاسته حتى عام 1995، ثم عين رئيسا للجنة السلام بجنوب كردفان، ومستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي.

وفي عام 1995 عين وزرا للداخلية قادما إليها من رئاسة جهاز الأمن القومي، واستمر في المنصب حتى عام 1998، ثم عين وزيرا لشؤون رئاسة الجمهورية من عام 1998 حتى عام 2000.

وشغل منصب وزير الدفاع في الفترة ما بين 2000 و2005، قبل أن يعود إلى رئاسة الجمهورية، حيث عين مرة أخرى وزيرا لشؤون الجمهورية في الفترة 2005-2013.

وفي يناير/كانون الثاني 2013، تقلد صالح المنصب الأهم والأرفع خلال مساره الوظيفي والسياسي، حيث عين نائبا أولا لرئيس الجمهورية.

عين بكري صالح في مارس/آذار 2017 أول رئيس وزراء للسودان بعد الانقلاب الذي قاده البشير عام 1989، وذلك كجزء من مخرجات حوار سياسي –الوثبة– دعا له البشير وقاطعته أغلب قوى المعارضة بشقيها السياسي والعسكري.

وقد صادق البرلمان السوداني في ديسمبر/كانون الأول 2016 على تعديل دستوري، استحدث بموجبه منصب رئيس الوزراء، لأول مرة منذ إلغائه عام 1989. وكان زعيم "الأمة القومي" المعارض الصادق المهدي آخر رئيس وزراء تقلد المنصب قبل أن يطيح به البشير ليتحول نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، ملغيا بذلك منصب رئيس الوزراء.
 
وأعطى التعديل رئيس الجمهورية حق تعيين وإقالة رئيس الوزراء على أن يكون مساءلا أمامه بجانب البرلمان.
 
وخلال أدائه اليمين أمام البشير، قال صالح للصحفيين "أشكر رئيس الجمهورية الذي أولاني هذه الثقة التي أعتز بها، وآمل أن أكون عند حسن ظنه"، وأضاف "أتمنى أن أحمل الأمانة كتكليف بحقها، خدمة للبلاد التي تخطو في هذه المرحلة إلى توافق سياسي".

وعن المرحلة القادمة، أشار صالح إلى أن "ملامح الحكومة الجديدة ستكون على هدى مخرجات الحوار الوطني من كل ألوان الطيف السياسي والقوى السياسية والمجتمعية التي شاركت في الحوار"، محددا أولوياته في "تحسين معاش الناس وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية للشعب السوداني".

يعرف عن الرجل صمته وبعده عن الأضواء، وهو الوحيد المتبقي من مجلس قيادة الثورة إلى جانب الرئيس البشير، ويحظى بثقة كاملة منه.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية