حمود التويجري.. ولعٌ بالتأليف وزهد في المناصب

حمود بن عبد الله التويجري/ عالم وقاض سعودي توفي عام 1992

حمود التويجري عالم وقاض سعودي، أفنى سنين طويلة في طلب العلم الشرعي، وقد أعرض عن تولي المناصب وتفرغ للبحث والتأليف، وأشاد بعلمه طلابه وكبار المشايخ في عصره.

المولد والنشأة
ولد حمود بن عبد الله التويجري عام 1916 في مدينة المجمعة التابعة لمنطقة الرياض شرقي المملكة العربية السعودية، لأسرة تنتمي لقبيلة عنزة، وتوفي عنه والده وهو في الثامنة من عمره فنشأ يتيما.

الدراسة والتكوين
حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ودرس مبادئ اللغة والدين على الشيخ أحمد الصائغ، كما درس المتون الشرعية واللغوية في حلقة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ولازمه ربع قرن.

كما تلقى العلم على مشايخ آخرين بينهم: عبد الله بن محمد بن حميد ومحمد بن عبد المحسن الخيال والشيخ سليمان بن حمدان.

الوظائف والمسؤوليات
تولى القضاء في بلدة رحيمة بالمنطقة الشرقية لنصف عام، ونقل منها إلى بلدة الزلفي، وبقي قاضياً فيها لسنوات، ثم أعفي من القضاء بطلب منه.

التجربة العلمية
تميزت التجربة العلمية للتويجري بكثرة المؤلفات خصوصا في القضايا الخلافية، فقد ألف نحو خمسين كتابا، وتصدى لبعض معاصريه وأنكر عليهم فتاواهم في مجالات البنوك والعقيدة والأهلة.

وبعد اعتزاله القضاء دُعي إلى العمل في الجامعة الإسلامية ودار الإفتاء، لكنه اعتذر وآثر التفرغ للعلم والبحث والتأليف.

يعرف عن التويجري تحذيره من التسرع في إطلاق الفتوى وتصديه لممارسات ومظاهر يعتبرها من البدع، وقد حذر من تبديل الأحكام الشرعية تذرعا بتغير الحكم مع تغيّر الزمان والمكان.

وله تعليقات وتصويبات مدونة على هامش نسخة مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوعة بتحقيق أحمد شاكر، وتعليقات على فتح الباري، وتعقيبات على مستدرك الحاكم، "مما يدلل على سعة علمه وتبحره في علم الحديث سنده ومتنه".

وأثنى عليه كثير من معاصريه من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن إبراهيم. ووُصف بالتقى والصلاح والإقبال على العبادة والذكر، وشهد له تلامذته بسعة العلم والإخلاص والبعد عن الظهور.

المؤلفات
ومن مؤلفات حمود التويجري: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر، تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران، القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الرد على من أباح الربا الجاري في بعض البنوك.

الوفاة
توفي حمود بن عبد الله التويجري في مدينة الرياض عام 1992 ودفن في مقبرة النسيم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية