عثمان سو.. نحات الأجسام الضخمة المفتولة العضلات

Senegalese artist Ousmane Sow listens to French President Francois Hollande's speech during a ceremony at the Elysee Palace in Paris, December 11, 2013. Ousmane Sow earlier attended the ceremony where he became a member of the French Beaux Arts Academy in Paris. REUTERS/Charles Platiau (FRANCE - Tags: POLITICS SOCIETY)

نحات سنغالي يعد أحد أبرز النحاتين على الساحة العالمية، كان أول أفريقي ينتخب لعضوية الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة المرموقة.

المولد والنشأة
ولد عثمان سو العاصمة في السنغالية دكار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1935، وحارب والده "مختار" ضمن الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى.

بعد وفاة والده عام 1956 هاجر على ظهر سفينة إلى باريس وهو في عمر 22 عاما وعاش ظروفا معيشية صعبة فترة من الزمن حيث لجأ في مرات عدة إلى مراكز الشرطة بحثا عن الدفء، وعاش من أعمال صغيرة قبل أن يدخل مدرسة "بوريس دولتو" للعلاج الطبيعي، وكانت مهنته الأولى على علاقة وطيدة بالجسد.

الوظائف والمسؤوليات
مارس خلال إقامته في فرنسا بالفترة ما بين 1957 و1961 مهنا عدة من أجل تدبير مصاريف عيشه.

عثمان سو الذي فضل الجنسية السنغالية على غيرها، كان أول مروض طبي ببلاده بعد استقلالها، حيث عاد إلى دكار بعد استقلال السنغال.

مارس هناك مهنة الترويض الطبي فترة من الزمن قبل أن يقرر العودة لفرنسا وعمل فيها هي الأخرى لسنوات، وعاد مجددا إلى وطنه عام 1978.

التجربة الفنية
منذ طفولته ظهر بشكل واضح ميول عثمان سو إلى عالم النحت، وعرف بولعه الكبير بجمع الأحجار على شواطئ السنغال ليصقلها.

بعد تجربة باريس التي تعرف فيها أكثر عن فن النحت لاحتكاكه بطلبة مدرسة الفنون الجميلة انتظر حتى سن الخمسين ليتفرغ بشكل كامل للفن الذي يعشقه.

وهكذا أقام أول معرض له في دكار عام 1987 وتسبب له ذلك في انتقادات بسبب تصويره لأجساد ذكور عراة، مع ذلك كان المعرض مناسبة ليتعرف الجمهور على الرجل وفنه.

عرضت أعماله في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، وفي واحدة من المحطات البارزة التي شكلت انطلاقة حقيقية للرجل اختيرت أعماله لتكون ضمن دورة عام 1993 من معرض كاسل الألماني، ولاحقا بعامين شارك في معرض بمدينة فينسيا الإيطالية.

تناول سو عبر أعماله الإنسان والأفارقة وقبائل الزولو والماساي والنوبة، حيث عرف سو بنحته لتماثيل ضخمة لأجساد بشرية تعبر عن مصارعين من النوبة اجتذبت أكثر من ثلاثة ملايين زائر عندما عرضت على جسر الفنون في العاصمة باريس عام 1999، ولاحقا قدم أعمالا تستلهم الشعوب الأميركية الأصلية.

نحت سو التماثيل التي تصور أجسام المصارعين الضخمة مفتولة العضلات من طين بلون الصدأ احتفظ بخلطة مكوناته سرا.

سو الذي قضى معظم حياته متنقلا بين دكار وباريس انتخب بالإجماع لدخول الأكاديمية الفرنسية في 2013، ليخلف في المقعد الرسام الأميركي أندرو وايت.

وقال في حفل تنصيبه "أنا أنتمي إلى تيار يهتم بأفريقيا، على غرار نظيري ومواطني الكاتب السنغالي  ليوبولد سيدار سنغور الذي انتخب في الأكاديمية الفرنسية للأدب قبل ثلاثين عاما، لهذا أهدي هذا التكريم لأفريقيا كاملة ولجاليتها في الشتات".

ووضعت فرانسواز مونا -وهي مؤرخة للفن في باريس- عثمان سو في مصاف أعظم النحاتين في العالم مثل أوغوست رودان، مضيفة "لقد غير حقا من مسار تاريخ النحت المعاصر".

وقالت مونا التي عرفت النحات السنغالي شخصيا على مدى عشرين عاما "لقد كان الرجل أفريقيا لكن تماثيله كانت عالمية"، وأضافت أنه ظل يعمل حتى قبل وفاته بشهر. 

الوفاة
توفي في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2016 عن عمر ناهز 81 عاما.

المصدر : وكالات