تعرف على أحمد قايد صالح

الموسوعة - أخرى للعسكري الجزائري الفريق أحمد قايد صالح

عسكري جزائري عيّنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في منصب قائد أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع منذ سبتمبر/أيلول 2013.

المولد والنشأة
ولد أحمد قايد صالح يوم 13 يناير/كانون الثاني 1940 ببلدة عين ياقوت بولاية باتنة شرق الجزائر.

الدراسة والتكوين
بعد الاستقلال، تلقى قايد صالح دورات تكوينية في الجزائر ثم في الاتحاد السوفياتي سابقا لمدة عامين 1969-1971 تخرّج منها بشهادة عسكرية من أكاديمية فيستريل.

الوظائف والمسؤوليات
التحق بالكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1957 وعيّن قائد كتيبة في الفيالق 29 و21 و39 لجيش التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية.

تدرج في سلم الوظائف العسكرية من قائد لكتيبة مدفعية، ثم قائدا للواء، إلى قائد للقطاع العملياتي الأوسط ببرج لطفي بالناحية العسكرية الثالثة، ثم قائدا لمدرسة تكوين ضباط الاحتياط بالبليدة في الناحية العسكرية الأولى.

وعيّن قايد صالح بعدها قائدا للقطاع العملياتي الجنوبي لتندوف بالناحية العسكرية الثالثة، ثم نائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، ثم قائدا للناحية العسكرية الثالثة ببشار، ثم قائدا للناحية العسكرية الثانية بوهران.

التجربة العسكرية
تمت ترقية قايد صالح إلى رتبة لواء يوم 5 يوليو/تموز 1993، ثم عين قائدا للقوات البرية عام 1994، فقائدا لأركان الجيش الوطني الشعبي خلفا للفريق محمد العماري يوم 3 أغسطس/آب 2004.

وقلّد رتبة فريق يوم 5 يوليو/تموز 2006. وعين يوم 11 سبتمبر/أيلول 2013 نائبا لوزير الدفاع الوطني الجزائري خلفا لعبد الملك قنايزية، كما احتفظ قايد صالح بمنصبه قائدا للأركان وأعطيت له بعض صلاحيات قيادة المخابرات العسكرية.

ظل قايد صالح قائدا للقوات البرية نحو عشرة أعوام، وخلال هذه الفترة كانت البلاد تعيش واحدة من  أحلك أيامها فيما عرف بالعشرية السوداء، وهي وصف يطلق على عقد تسعينيات القرن العشرين الذي عاشت فيه الجزائر -إثر وقف الجيش للعملية الديمقراطية- أعمال عنف دموية خلفت مئات الآلاف من القتلى والمصابين والمفقودين، ودمارا هائلا في الاقتصاد.

وقد ارتبطت فترة "العشرية الحمراء" في أذهان الجزائريين بالنزاع المسلح بين الجماعات الإسلامية وقوات الأمن من شرطة ومخابرات وجيش. وبدأ الأمن يستتب تدريجيا منذ قدوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم عام 1999، وإصداره قانون الوئام المدني ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلن قايد صالح خلال لقاء في ولاية بشار جنوب غرب الجزائر أن بلاده "على وشك رفع تحدينا وبصفة نهائية للإرهاب، لنرمي به في سلة مهملات التاريخ".

ويعد قايد صالح من الشخصيات المقربة من الرئيس بوتفليقة داخل مؤسسة الجيش، وكان قد دعمه في العديد من القرارات التي اتخذها مثل مشروع التعديل الدستوري الذي كشفت عنه الرئاسة الجزائرية يوم 5 يناير/كانون الثاني 2016.

كما زار قايد صالح رفقة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال في يونيو/حزيران 2016 الرئيس بوتفليقة عندما كان يعالج في مستشفى فال دوغراس بفرنسا.

وفي السياق نفسه، نددت مجلة الجيش الناطقة باسم وزارة الدفاع في افتتاحية سابقة لها بدعوات سابقة لتدخل المؤسسة العسكرية من أجل عزل رئيس البلاد بوتفليقة بسبب المرض، ووصفت ذلك بمحاولات "يائسة" لضرب وحدة القوات المسلحة، وحذرت من وصفتهم بـ"المصطادين في المياه العكرة".

وقبل ذلك، كان خالد نزار، الرجل القوي في النظام الجزائري سنوات التسعينيات من القرن الماضي، قد هاجم بشدة قايد صالح على خلفية سن قانون يلزم الضباط العسكريين بواجب التحفظ (امتناع العسكري عن كل تصريح من شأنه أن يخل بسلطة المؤسسة العسكرية وسمعتها)، واتهمه بإقحام المؤسسة العسكرية في المعترك السياسي، مشبها إياه بـ"العسكري الهائج والمصاب بجنون العظمة، الذي ينام لديه شيطان المغامرة".

وقد نفى الفريق أحمد قايد صالح في 3 يوليو/تموز 2016 أي طموحات سياسية، مؤكدا أن الجيش
يقدس مهامه الدستورية ومتمسك بشدة بقوانين الجمهورية.

في علاقة المؤسسة العسكرية بالفساد، نشر موقع ويكيليكس عام 2010 وثائق سرية تخص الدبلوماسية الأميركية، تحدثت عن فساد بأبعاد أسطورية في المؤسسة العسكرية الجزائرية، وقالت إن رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أحمد قايد صالح ربما يكون أكثر المسؤولين فسادا في الجهاز العسكري.

الجوائز والأوسمة  
حاز قايد صالح أوسمة عديدة هي: وسام جيش التحرير الوطني، ووسام الجيش الوطني الشعبي من الدرجة الثالثة، ووسام الاستحقاق العسكري، ووسام الشجاعة، ووسام الشرف.

الوفاة
توفي قايد صالح يوم الاثنين 23 ديسمبر/كانون الأول 2019 عن عمر ناهز 80 عاما.

وقرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة يام على إثر وفاة قايد صالح، ولمدة سبعة أيام بالنسبة للجيش الجزائري.

وقال بيان الرئاسة إن قايد صالح توفي بسكتة قلبية في بيته نقل على إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة.

وعبر البيان عن حزن الجزائر لفقدان "أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية