بيدرو ألمودوفار

MADRID, SPAIN - FEBRUARY 07: Pedro Almodovar the 2015 edition of the 'Goya Cinema Awards' ceremony at Centro de Congresos Principe Felipe on February 7, 2015 in Madrid, Spain.

مخرج وسينمائي إسباني، يعتبر المخرج الإسباني الذي حقق أكبر شهرة خارج بلاده في العصر الحديث. أسس شركة إنتاج سينمائي وفاز بأهم الجوائز السينمائية الإسبانية والعالمية، ومنها جائزة الأوسكار مرتين.

المولد والنشأة
ولد بيدرو ألمودوفار يوم 25 سبتمبر/أيلول 1951 في قرية كالثادا دي كالاترابا (إقليم قشتالة) بإسبانيا. نشأ في كنف أسرة متواضعة، وكان أبوه يعمل حمّالا للبضائع ينقلها على ظهور البغال.

الدراسة والتكوين
هاجر ألمودوفار مع أسرته إلى مقاطعة كاثيريس (قصرش) الواقعة غربي إسبانيا، ليكمل تعليمه الثانوي في مدارس الرهبان الساليزيان والفرنسيسكان بمدينة كاثيريس (عاصمة المقاطعة).

وهناك شاهد السينما فأصبح من عشاقها وسافر في سن 18 إلى مدريد ليدرس السينما، ولكنه لم يستطع الالتحاق بمعهد السينما الذي أغلِق في تلك السنة بأمر من النظام الحاكم وقتئذ بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو (حكم إسبانيا 1936-1975 بعد انقلابه على المَلَكية، ووُصف عهده بـ"الدكتاتوري").

عمل ألمودوفار في مختلف المهن التي أتيحت له لكسب قوت يومه، ثم اشتغل ساعيا في شركة الهاتف الإسبانية "تيليفونيكا"، واحتفظ بهذه الوظيفة 12 عاما حاول خلالها الاختلاط بعالم الفن وشارك فيما يعرف بـ"الحراك المدريدي"، وهي حركة فنية كانت معارضة لنظام فرانكو وتدعو لبسط الحريات المدنية.

كما أصبح عضوا في فرقة "لوس غولياردوس" المسرحية، وكوّن ثنائيا غنائيا "هزليا" لموسيقى الروك مع المغني الإسباني فابيو ماكنامارا، وكتب مقالات في مختلف المواضيع لعدد من المجلات الإسبانية.

التوجه الفكري
ينتمي ألمودوفار لتيار اليسار السياسي، وفي صفوفه ساند قضايا الطبقات المهمشة. فقد هاجم الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين في عدد من المناسبات وساهم في كتابة بيانات لإدانتها، كما شارك في المظاهرات الشعبية التي عارضت انضمام بلاده إلى تحالف الحرب على العراق (2003) خلال عهد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا أزنار.

التجربة الفنية
قام ألمودوفار بتعليم نفسه بنفسه، وبدأ تجربته السينمائية بأفلام قصيرة قام بإخراجها حتى حلول عام 1980 تاريخ إخراجه أول أفلامه الطويلة الذي حمل اسم "بيبي ولوسي وبوم وفتيات أخريات من الكثيرات"، وقد تمكن من إنتاجه بفضل قروض منحها له أصدقاؤه، وأصبح هذا الفيلم رمزا لفترة الثمانينيات في إسبانيا. كان ألمودوبار غزير الإنتاج، وقدم لجمهوره فيلما في كل عام.

وبعد ضيقه من تعذر إيجاد تمويل لأفلامه، أسس ألمودوفار عام 1985 -بالتعاون مع أخيه أغوستين- شركة "ألديسيّو" (الرغبة) لإنتاج الأفلام، وكان أول إنتاج لهذه الشركة فيلم "مصارع الثيران" (1985) الذي عزز شهرة ألمودوبار على المستوى الإسباني.

وكان ثالث إنتاج لهذه الشركة العائلية هو فيلم "نساء على حافة الانهيار العصبي" (1988)، الذي جلب شهرة عالمية لألمودوفار بعد ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار الأميركية عن أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية، وعلى الرغم من عدم حصوله على الجائزة فإنه كان أفضل دعاية عالمية لموهبة المخرج الإسباني.

وسمحت أفلام مثل "قيِّدني" (1990) و"كعبان متباعدان" (1991) لألمودوفار بترسيخ شهرته العالمية في بلاد مثل الأرجنتين وفرنسا وتوسيع أصداء هذه الشهرة، إلا أن إنتاجه بعد ذلك كان متفاوت النتائج فصار أحيانا يقترب من الجمهور ويبتعد عن النقاد وبالعكس.

ومن هذه التجارب ازداد نضج ألمودوفار الفني إلى أن أخرج في عام 1999 فيلم "كل شيء عن أمي" الذي كسب أعلى الإيرادات بعد أن حقق إقبالا جماهيريا واسعا، ونال إعجاب النقاد فحصل على العديد من الجوائز العالمية، أبرزها جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية.

وعاد ألمودوفار للفوز للمرة الثانية بجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو في عام 2002، وذلك عن فيلمه "تحدث إليها" الذي فاز أيضا بجائزة "غولدن غلوب" (الكرة الذهبية).

الجوائز والأوسمة
فاز ألمودوفار بأبرز الجوائز السينمائية الإسبانية والعالمية، فهو حائز في مناسبتين جائزة الأوسكار (في 1999 و2002)، وكذلك جائزة غولدن غلوب الأميركية (عاميْ 2000 و2003).

كما نال ستاً من جوائز "غويا" من عدة فئات (1988 و1999 و2006)، وخمساً من جوائز "بافتا" من عدة فئات (1999 و2002 و2011)، وتعتبر هذه الجائزة أعلى جوائز السينما البريطانية، وجائزتين من "مهرجان كان" السينمائي الفرنسي الشهير (1999 و2006)، وغيرها من جوائز مهرجانات السينما بدول أميركا الجنوبية.

كما حصل ألمودوبار على جائزة "أمير أستورياس" للفنون (1990) وهي جائزة إسبانية عالمية، والجائزة الوطنية للسينما (1990)، وميدالية الاستحقاق الذهبية للفنون الجميلة (1998) التي تمنحها وزارة الثقافة الإسبانية للشخصيات البارزة في مجاليْ الآداب والفنون.

المصدر : الجزيرة