حيدر العطاس

حيدر أبو بكر العطاس (الجزيرة نت) الموسوعة

سياسي يمني، بدأ حياته مهندسا ووصل إلى أرفع المناصب السياسية، عاصر قيام دولتيْ الشطرين ودولة الوحدة. تولى شؤون رئاسة الجنوب 1986 وحين توحد مع الشمال 1990 تقلد رئاسة حكومة الوحدة، ثم صار رئيسا لحكومة الانفصال إثر حرب 1994.

المولد والنشأة
ولد حيدر أبو بكر العطاس يوم 5 أبريل/نيسان 1939 في منطقة حريضة (مدينة حضرموت) باليمن، ترعرع في كنف عائلة ميسورة الحال، متدينة ومنتمية إلى المذهب الشافعي، هاجر والده إلى إندونيسيا ونشط هناك في المجالات السياسية والاجتماعية والتجارية.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه في محافظة حضرموت, وحُرم من الابتعاث للدراسة ببريطانيا لمشاركته في مظاهرة طلابية 1962 ضد زيارة حاكم عدن البريطاني للمكلا بحضرموت، وسافر إلى مصر لإكمال دراسته فحصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية, ثم عاد إلى اليمن. وكان أثناء دراسته في القاهرة أمينا عاما لرابطة الطلاب اليمنيين.

التوجه الفكري
أعرب العطاس -في مقابلة بثتها الجزيرة 2009- عن توجهه الفكري بقوله: "أنا شخصيا تكويني قومي، قومي عربي، ودخل علينا الفكر اليساري قسرا في 1965 و1967، لم نستوعبه ولم نتبنّه بشكل كامل، أنا لم أكن في أي يوم اشتراكيا، كنت عضوا في قيادة الحزب الاشتراكي ولكن عارضت كثيرا من الإجراءات التي اتخذها مثل التأميم".

الوظائف والمسؤوليات
كان عضوا في تنظيم "الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني" التي كونتها في يوليو/تموز 1965 مجموعة من القوى السياسية -من أبرزها "حركة القوميين العرب"- لطرد الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن.

تولى عددا من الوظائف السامية، منها وزارة الأشغال العامة والمواصلات، ورئاسة "هيئة مجلس الشعب الأعلى" (منصب شرفي بمثابة رئاسة الدولة)، وتقلد رئاسة الوزراء مرتين قبل الوحدة وبعدها.

التجربة السياسية
بدأ العطاس مسيرته السياسية وهو في سن العشرين، فساهم في إنشاء فرع حركة "القوميين العرب" بحضرموت 1960، وانخرط في النضال الطلابي من أجل الاستقلال، ثم أسند إليه العديد من المسؤوليات السياسية في دولة اليمن الجنوبي (سابقا) والحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكمها آنذاك.

فبعد تعيينه 1969 وزيرا للأشغال العامة والمواصلات, انتخب عضوا في اللجنة المركزية للجبهة القومية 1972, وجدد انتخابه لعضويتها 1975, ثم عين وزيرا للإنشاءات 1977.

انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني عقب مؤتمره التأسيسي في 1979, ثم أعيد انتخابه في ذات المنصب وصار عضوا في المكتب السياسي للحزب 1980.

عُين 1985 رئيسا لمجلس الوزراء, وأعيد انتخابه في ذات العام لعضوية المكتب السياسي للحزب في المؤتمر الثالث.

عندما انقسم الحزب الاشتراكي إلى طائفتين متصارعتين يتزعم إحداهما رئيس الدولة علي ناصر محمد, ويقود الأخرى علي عنتر، انضم العطاس إلى جماعة عنتر، واشتد الصراع بين الطرفين حتى انفجر أحداثا دامية في 13 يناير/كانون الثاني 1986، وحدثت مجزرة داخل مقر الحزب صفى فيها الرفاقُ رفاقــَهم، ونجا العطاس لأنه كان في زيارة رسمية للهند.

أسفرت المواجهات حينها عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص معظمهم من الحزب الاشتراكي, كما قتلت قيادات في الحزب من بينهم علي عنتر, ولجأ الرئيس علي ناصر محمد بجيشه إلى اليمن الشمالي.

أصبح العطاس -في ظل نتائج المواجهة العسكرية- رئيسا لـ"هيئة مجلس الشعب الأعلى" (بمثابة رئاسة الدولة), وجُدد انتخابه لذات المنصب في نفس العام, وظل في منصبه حتى أعلنت الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 1990؛ فعُين رئيسا للوزراء في دولة الوحدة اليمنية.

نشبت أزمة سياسية بين حزبيْ "المؤتمر الشعبي العام" و"التجمع اليمني للإصلاح" من جهة, والحزب الاشتراكي من جهة أخرى، وأدى تفاقمها إلى انفجار حرب صيف 1994 بين الشمال والجنوب.

كان للعطاس دور كبير في إدارة الحرب نظرا لموقعه القيادي في الحزب الاشتراكي, وفي إعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله، حتى إن خصومه الشماليين سموه "مهندس الانفصال".

انتهت الحرب بهزيمة الانفصاليين ولجوء قادتهم إلى خارج اليمن، بمن فيهم حيدر العطاس الذي حُكم عليه بالإعدام غيابيا 1998, ثم صدر عفو عام في 20 مايو/أيار 2003 شمله هو وكافة قادة الانفصال.

حين سألت الجزيرة حيدر العطاس: هل تشعر بالندم على موقف الانفصال؟ أجاب قائلا "لا والله ما أشعر، أنا الآن أعتقد أننا قمنا بخطوة دفاعية أسيء فهمها، والخطوة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق لأننا وقعنا في خطأ تاريخي عند إعلان الوحدة، وهو الدخول إلى الوحدة كليا".

وأضاف "أردنا تصحيح هذا الخطأ في إطار دولة الوحدة فقامت الحرب، والحرب قامت ضد وثيقة العهد والاتفاق لأنها كانت مخططة، كل المحاولات التي تمت لعرقلة بناء دولة الوحدة وإقامة وحدة حقيقية قادت إلى هذا الوضع المأساوي؛ وأنا لست نادما على أي قرار اتخذته لأن لكل قرار أسبابا وظروفا".

الجوائز والأوسمة
مُنح عددا من الأوسمة، منها "وسام الإخلاص" من الدرجة الأولى, ووسام "30 نوفمبر" 1983, و"قلادة الاتحاد" (دولة الإمارات), و"وسام الفاتح من سبتمبر" (ليبيا).

المصدر : الجزيرة