اليوم الوطني لدولة قطر

Qatari soldiers participate in a military parade to mark Qatar's National Day celebration, in Doha, Qatar, 18 December 2014. Qatar National Day marks Qatar's unification and independence in 1878 when Shaikh Jasim, the founder of the State, succeeded his father, Shaikh Muhammad Bin Thani, as the ruler and led the country towards unity.
يتميز اليوم الوطني لقطر بتنظيم عرض عسكري كبير بكورنيش الدوحة يحضره أمير البلاد وكبار الضيوف (الأوروبية-أرشيف)

تحتفل دولة قطر في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام بذكرى اليوم الوطني وذلك إحياء لذكرى مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (1826-1913) الذي أصبحت قطر في ظل زعامته كيانا عضويا واحدا متماسكا وبلدا موحدا مستقلا، ألغيت احتفالات 2016 تضامنا مع حلب التي تعرضت لمجازر على يد النظام السوري وحلفائه.

ذكرى المؤسس
ولد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عام 1242 للهجرة، الموافق لـ 1826 للميلاد، وتولى المسؤولية في حياة الأب الشيخ محمد بن ثاني نظرا لمرضه عام 1876، وكان عمر المؤسس حينها 51 عاما، وبعد وفاة الشيخ محمد بن ثاني عام 1878 تولى المؤسس الحكم مباشرة وكان عمره حينها 53 عاما.

يعد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر فقد كان من كبار الساسة وعمل نائبا لوالده الشيخ محمد مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة، وعمل على أن تكون قطر بلدا موحدا مستقلا، فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كيانا عضويا واحدا متماسكا، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي في تلك الفترة وهما بريطانيا وتركيا.

توفي الشيخ جاسم عصر يوم الخميس 13 من شهر شعبان سنة 1331هـ، الموافق 17 يوليو/تموز 1913م، ودفن في الوسيل وهي قرية تقع على بعد 24 كيلومترا شمالي الدوحة.

استمرار البناء
وبعد وفاة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني تولى حكم قطر ابنه الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني الذي وقع بعد ثلاث سنوات من حكمه مع بريطانيا معاهدة لإدخال قطر تحت نظامها المعروف باسم "إدارة الإمارات المتصالحة".

في 30 يونيو/حزيران 1948 عين الشيخ عبد الله ابنه الشيخ علي بن عبد الله نائبا له وذلك عقب وفاة أخيه ولي العهد الشيخ حمد بن عبد الله في 27 مايو/أيار 1948، وبعد تنازل الشيخ عبد الله عن الحكم في 20 أغسطس/آب 1948 أصبح الشيخ علي حاكما لقطر.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 1960 أصبح الشيخ أحمد بن علي حاكما لقطر بعد تنازل والده الشيخ علي عن الحكم، وفي التاريخ نفسه تم تعيين الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وليا للعهد ونائبا للحاكم.

ومن أبرز ما قام به الشيخ أحمد بن علي تشكيله في عام 1964 مجلسا استشاريا للمساعدة في شؤون الحكم، كما صدر الدستور المؤقت في 2 أبريل/نيسان 1970م وتم تشكيل أول مجلس للوزراء في البلاد في 28 مايو/أيار 1970، وفي عهده أيضا انضمت قطر إلى عضوية الأوبك.

وفي 3 سبتمبر/أيلول 1971 أعلن الشيخ خليفة بن حمد استقلال قطر لتنتهي بذلك المعاهدة البريطانية القطرية التي أبرمت عام 1916.

وفي 22 فبراير/شباط 1972 تقلد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حكم البلاد، وكان أول عمل قام به هو تعيين وزير للخارجية ومستشار للأمير، ليدشن بذلك مرحلة جديدة من التنظيم الحكومي والإداري.

وفي يونيو/حزيران 1995 تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من تاريخ قطر المعاصر.

وحققت دولة قطر منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم إنجازات مشرقة في مسيرة التنمية والبناء الشامل في كافة مناحي الحياة ضمن إطار منظومة التحديث التي قادها برؤية تستشرف آفاق مستقبل واعد وعهد جديد من الرخاء والرفاهية للوطن والمواطن.

وفي 25 يونيو/حزيران 2013 تولى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد بعد تنازل الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في خطوة اعتبرها كثيرون سابقة في المنطقة العربية وفي العالم كله أن يكون أحد الحكام في أوج أدائه وعظمة نجاحه وإنجازاته ويتنازل عن السلطة بهذه الكيفية، وأن مبادرة الأمير الوالد في نقل السلطة إلى الشيخ تميم بهذا الأسلوب المشرف كانت "علامة فاصلة" في تاريخ كيفية إدارة الحكم في العالم العربي بأسلوب حضاري على عكس الأسلوب التقليدي الذي لا يحترم إرادة الشعوب.

يوم بهجة
ويتميز اليوم الوطني لقطر بتنظيم عرض عسكري كبير بكورنيش الدوحة يحضره أمير البلاد وكبار الضيوف، إلى جانب المواطنين والمقيمين.

وخلال العرض تتقدم التشكيلات العسكرية المختلفة أمام المنصة الرسمية، بينما تحلق الطائرات الحربية والمروحية في سماء الدوحة، وسط إعجاب الحضور وخاصة من الأطفال الذين تأخذ مشاهد العروض العسكرية بألبابهم.

وبعد انتهاء العرض العسكري، تستأنف الاحتفالات عصرا وتستمر حتى وقت متأخر من الليل، حيث تقدم مختلف المؤسسات الثقافية القطرية عروضا تخليدا لهذا اليوم، وتعد أبرز مظاهر تلك الاحتفالات مهرجان تراثي كبير تحت اسم "درب الساعي"، إضافة إلى احتفالات "العرضة" التراثية التي تنظمها القبائل.

وتنتهي الاحتفالات بإطلاق الألعاب النارية والشهب الاصطناعية التي تنير سماء الدوحة ليلة ذلك اليوم.

وفي 2016، أعلنت دولة قطر إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني للدولة تضامنا مع مدينة حلب السورية.

وقال بيان أميري نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه "تضامنا مع أهلنا في مدينة حلب الذين يتعرضون لأشد أنواع القمع والتنكيل والتشريد والإبادة" فقد وجه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد بـ "إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للدولة".

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)