ميناء حمد.. أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط

أحد أهم وأكبر الموانئ في منطقة الشرق الأوسط، وأحد أضخم مشاريع البنية التحتية في قطر، ويشكل أهم بوابة بحرية للتجارة الخارجية لقطر، وهو قادر على استقبال السفن والبواخر بمختلف أحجامها وأوزانها، ولعب دورا بارزا في كسر الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر في يونيو/حزيران 2017.

الموقع
يقع ميناء حمد بمدينة مسيعيد (جنوبي قطر). وهو أحد ثلاثة موانئ بحرية رئيسية في قطر، هي ميناء الرويس في الشمال، وميناء الدوحة في العاصمة الدوحة، وميناء حمد في الجنوب.

ويعد من أبرز مشاريع البنية التحتية الكبرى التي خططت دولة قطر لإنجازها وفقا لرؤية قطر 2030، التي خصصت لها ميزانية تفوق 140 مليار دولار، وتتوزع هذه المشاريع الضخمة بين شبكات الطرق البرية والبحرية والجوية والسكك الحديدية.

الافتتاح
افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول 2017 ميناء حمد، ومن المقرر أن يستحوذ الميناء على أكثر من ثلث تجارة الشرق الأوسط، كما سيسهم في خفض كلفة الاستيراد ورفع قدرة البلاد على تخزين المواد الأساسية.

وجاء الافتتاح قبل ستة أشهر من الموعد المقرر، وبكلفة إنشاء أقل من الكلفة التقديرية التي كانت مخصصة له.

مراحل الإنجاز
بدأت الأعمال الإنشائية والهندسية في ميناء حمد في يونيو/حزيران 2010، ووضع حجر الأساس ولي عهد قطر حينها الأمير تميم بن حمد آل ثاني يوم 11 يناير/كانون الثاني 2011، وأطلق عليه رسميا اسم ميناء حمد خلال حفل تدشينه من قبل الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب أمير قطر يوم 26 فبراير/شباط 2015، وافتتح رسميا في ديسمبر/كانون الأول 2016.

وتم تجهيز ميناء حمد بثماني رافعات من السفن إلى الرصيف، وتستطيع الرافعة الواحدة حمل ثمانين طنا، أو حاويتين طول الواحدة 40 قدما في الوقت نفسه، حيث استقبل يوم 19 يوليو/تموز 2015 أول سفينة تجارية وعلى متنها الشحنة الأولى من رافعات حاويات الميناء وتتألف من أربع رافعات حاويات من السفن إلى ساحة الميناء وثماني رافعات جسرية ذات الإطارات.

وفي 13 أغسطس/آب 2015، استقبل ثاني سفينة تجارية وعلى متنها الشحنة الثانية من رافعات الميناء، التي تتألف من عشر رافعات، منها أربع رافعات حاويات من على ظهر السفن إلى الميناء (STS)، وست رافعات جسرية ذات الإطارات (RTG)، ووصلت الشحنة الثالثة في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وسيتم تجهيز الميناء في المجمل بعدد 12 رافعة من السفن إلى الرصيف، وهناك أيضا رافعات جِسرية مطاطية لخدمة الحاويات وعدد من الرافعات المتحركة والرافعات الشوكية وزوارق القطر وزوارق الإرشاد وزوارق رسو السفن.

وأعلنت وزارة المواصلات بدء التشغيل الجزئي المبكر لميناء حمد اعتبارا من 24 ديسمبر/كانون الأول 2015، لأنواع من السفن والشحنات، بما في ذلك محطات الشحن العام والتفريغ واستيراد المركبات ومعدات البناء.

وتم التشغيل الكامل للمرحلة الأولى في الميناء في ديسمبر/كانون الثاني 2016، ومنذ ذلك الحين بدأ في استقبال مختلف أنواع السفن التي تربط بين قطر ونقاط أخرى عديدة من العالم.

وبلغ عدد ساعات العمل بالمشروع ستين مليون ساعة عمل، كما بلغ عدد العاملين في المشروع في جزئه الأول تسعة آلاف شخص، وقد يصل العدد إلى 17 ألف شخص في أوقات الذروة بهدف الإسراع في استكمال أعمال الإنشاءات، وتمت الاستعانة باثنين من أكبر المعدات للجرف بالقطع والشفط في العالم.

مواصفات
يمتد ميناء حمد على مساحة 28.5 كيلومترا مربعا، وبتكلفة إجمالية أقل من التكلفة التقديرية التي كانت مخصصة له والبالغة 27 مليار ريال (7.4 مليارات دولار)، ويبلغ طوله أربعة كيلومترات، بعرض سبعمئة متر، وبعمق يصل إلى 17 مترا، وهي مقاييس ومواصفات تجعله قادرا على استقبال أكبر السفن في العالم.

وتصل القدرة الاستيعابية لميناء حمد إلى ستة ملايين حاوية في العام الواحد، ويحتوي على محطة للبضائع العامة بطاقة استيعابية تبلغ 1.7 مليون طن سنويا، ومحطة للحبوب بطاقة استيعاب تبلغ مليون طن سنوياً، ومحطة لاستقبال السيارات بطاقة استيعاب تبلغ خمسمئة ألف سيارة سنويا، ومحطة لاستقبال المواشي، ومحطة لسفن أمن السواحل، ومحطة للدعم والإسناد البحري.

كما يضم منطقة للتفتيش الجمركي لسرعة تخليص البضائع وبرج للمراقبة بطول 110 أمتار، ومنصة لتفتيش السفن ومرافق بحرية متعددة، وعددا من المرافق الأخرى مثل المستودعات والمساجد والاستراحات وكذلك منشأة طبية، كما يحتوي الميناء على المباني الإدارية اللازمة لتشغيل الميناء.

وتم إنشاء منطقة اقتصادية متاخمة لميناء حمد في إطار سعي دولة قطر لزيادة صادراتها غير النفطية وإنشاء صناعات تحويلية. وسيعمل الميناء من خلال المنطقة اللوجستية المتكاملة على ربط قطر بشبكة السكك الحديدية بدول الخليج، وأما شبكة الطرق السريعة التي يتم إنشاؤها فستعمل على خفض تكلفة نقل البضائع مما سيجعل الميناء مركزا إقليميا للشحن.

كسر الحصار
لعب ميناء حمد دورا بارزا وملفتا في كسر الحصار من خلال تنشيط حركة استيراد البضائع والمؤن، وتوفير البدائل بعد غلق المنفذ البري الوحيد لقطر مع السعودية.

وبادرت الشركة القطرية لإدارة الموانئ في الأيام الأولى لبدء الحصار على قطر إلى فتح خطوط بحرية جديدة تربط بين ميناء حمد وعدد من الوجهات البحرية لاستيراد الحاجات الأساسية التي كانت تصل من دول الحصار؛ حيث أعلنت شركة الموانئ القطرية تدشين خط ملاحي جديد يربط ميناء حمد بميناء صحار في سلطنة عمان تم تدشينه بتاريخ 12 يونيو/حزيران 2017، ثم أعلنت لاحقا فتح خط آخر يربط بين ميناء حمد وميناء صلالة العماني.

وبالإضافة إلى ذلك تم تدشين خط ملاحي جديد لنقل البضائع بشكل مباشر بين قطر والهند، ويربط هذا الخط الملاحي بين ميناء حمد وميناءي "ماندرا" و"نافا شيفا" في الهند، وستصل سفن هذا الخط إلى ميناء حمد كل جمعة من كل أسبوع، حيث يصل حجم الشحنة إلى 710 حاويات، على أن تتم زيادة الحجم على حسب الحاجة، وفقا للمسؤولين.

وشهد ميناء حمد يوم الثلاثاء الثاني من مايو/أيار 2017 تدشين خط بحري مباشر لتحالف (Ocean Alliance) المصنف كأكبر تحالف بحري في العالم، الذي يضم خمس شركات من كبريات الشركات العاملة في مجال الشحن والنقل البحري بأسطول يزيد على 350 سفينة وقدرة استيعابية تتجاوز 3.5 ملايين حاوية نمطية.

وكانت الشركة القطرية لإدارة الموانئ (موانئ قطر) دشنت أول خط نقل بحري مباشر بين الدوحة ومدينة شنغهاي الصينية أواخر يناير/كانون الثاني 2017، مما يختصر زمن الرحلة بين الدولتين إلى عشرين يوما.

في منتصف يونيو/حزيران 2017، وصلت سفينة تحمل أكثر من 32 ألف رأس من الماشية إلى ميناء حمد ضمن جهود تقوم بها قطر لتأمين الإمدادات الغذائية في مواجهة الحصار المفروض عليها.

وقالت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "موانئ قطر" عبر حسابها بموقع تويتر "سفينة المواشي "الشويخ" ترسو بميناء حمد قادمة من أستراليا، وعلى متنها أكثر من 32 ألف رأس من الماشية".

ويتوقع أن يشكل ميناء حمد دفعا قويا للاقتصاد القطري من خلال تحقيق التنوع الاقتصادي، وتحويل البلد إلى مركز تجاري إقليمي، ودعم المخزون الإستراتيجي للدولة من الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها، وزيادة حجم التبادل التجاري بين قطر والعالم، وتخفيض كلفة الاستيراد من الخارج، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى خفض الأسعار.

وسبق له أن استقبل خلال يوليو/تموز 2017 نحو 49 ألف حاوية، و80 ألف طن من البضائع العامة، وخمسة آلاف سيارة، و74 ألف رأس ماشية، ونحو ثمانية آلاف طن من مواد البناء.

الجوائز
حصد ميناء حمد في أكتوبر/تشرين الأول 2016 جائزة أكبر مشروع ذكي وصديق للبيئة ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض سيتريد الشرق الأوسط للقطاع البحري الذي عقد بدبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بحضور أكثر من سبعة آلاف خبير ومختص في قطاع النقل البحري من 67 دولة من جميع أنحاء العالم.undefined

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية