"ظل العاصفة" صاروخ بريطاني-فرنسي بعيد المدى

صاروخ ظل العاصفة (Storm Shadow) بدأ تصميمه عام 1996 ودخل الخدمة عام 2002 (الفرنسية)

صاروخ "ظل العاصفة" (Storm Shadow)، صاروخ بريطاني-فرنسي من فئة "كروز" (Cruise) البريطانية، التي تطلق من الجو.

طُوِّر بشكل مشترك بين بريطانيا وفرنسا، وتصنّعه شركة الصواريخ الأوروبية (MBDA)، واستوحي تصميمه من صواريخ "أباتشي".

يطلق عليه اسم "ظل العاصفة" في بريطانيا، أما الفئة التي تستخدم في فرنسا فتسمى "سكالب إي جي" (SCALP EG)، وهو اختصار لعبارة فرنسية تعني "صواريخ مواجهة جوالة طويلة المدى للأغراض العامة".

تصنيف الصاروخ وبداياته

صاروخ ظل العاصفة صاروخ جو-أرض بعيد المدى، صُمم لتلبية المتطلبات الصعبة للهجمات المخطط لها مسبقا، ضد الأهداف الثابتة أو الثابتة ذات القيمة العالية، مثل القواعد الجوية، ومنشآت الرادار، ومراكز الاتصالات العسكرية، والموانئ اللوجيستية.

وحسب وكالة بلومبيرغ، يمكن إطلاقه بدقة في أي ظروف جوية أثناء النهار والليل على المدى الطويل والمنخفض، ويتميز بسرعة كبيرة تجعله صاروخا خفيا يصعب رصده وإسقاطه، كما تمنحه سرعته قدرة شن ضربات عميقة لا تضاهى.

وهو متوافق التركيب والإطلاق مع مقاتلات "تورنيدو" (Tornado) و"يوروفايتر تايفون" (Eurofighter Typhoon) البريطانية، ومع الطائرات الفرنسية المقاتلة "رافال" (Rafale) و"ميراج 2000″ (Mirage 2000).

وقد شرع في تطويره عام 1996 ودخل الخدمة عام 2002، وبدأ استعماله فعليا في المعارك مع القوات الجوية البريطانية والقوات الجوية الفرنسية عام 2003 في العراق، ثم في ليبيا عام 2011، واقتصر استخدامه على عدد محدود من الدول.

مميزاته

صاروخ "ظل العاصفة" مصمم لاختراق الأهداف، وبفضل التكنولوجيا وقدرات التوجيه المستقلة من الصعب رصده واستهدافه أو إسقاطه، ويبلغ طوله نحو 5.1 أمتار، بجناحين طولهما 3 أمتار، وقطر مجسم 0.48 متر.

ويزن الصاروخ حوالي 1300 كيلوغرام، ويبلغ وزن رأسه الحربي والمسمى "بروش" نصف طن، وسرعته تصل إلى ألف كيلومتر في الساعة، ويمكن أن يبلغ مداه أكثر من 250 كيلومترا.

وهو مزود بنظام ملاحة خاص وآخر للملاحة بالقصور الذاتي، وأيضا نظام الملاحة العالمي لتحديد المواقع ونظام الملاحة المرجعية للتضاريس، ما يمكنه من تحديد المواقع والتحكم بشكل أفضل وأقوى في المسار، وتوجيه ضربات دقيقة بسبب قارئ الأشعة تحت الحمراء المزود به.

الإصدار "بلاك شاهين"

الإصدار "بلاك شاهين" (Black Shaheen) في الأساس عبارة عن صاروخ "ظل العاصفة" بمدى منخفض، يجعله متوافقا مع نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ.

ولا يوجد مدى محدد لصاروخ "كروز بلاك شاهين"، لكن يُفترض أن مداه أقل من صاروخ "ظل العاصفة".

آلية عمل الصاروخ

لا يَستخدِم صاروخ "ظل العاصفة" أي مدخلات من الطائرة التي تحمله، سواء قبل الإطلاق أو بعده، بل يبرمج مسبقا على الأرض حتى يتتبع نقاط الطريق نحو المنطقة المستهدفة بشكل مستقل، باستخدام أنظمة الملاحة القصورية والتوجيه بنظام التموضع العالمي.

صاروخ ظل العاصفة يتمتع برأس حربي أكبر بكثير من الصواريخ الموجهة متعددة الإطلاق (الفرنسية)

وتُحلِّق المقاتلات التي تحمل هذه الصواريخ في المعتاد على ارتفاع يتراوح بين 30-40 مترا فوق سطح الأرض، لتقليل فرص رصدها بالرادارات.

وتتمتع الصواريخ بدعم جناحين بارزين، وتحلق بسرعة أقل بقليل من سرعة الصوت بفضل المحرك النفاث "تي آر آي 60-30″، وليست لهذه الصواريخ بصمة رادارية مرتفعة بفضل هندستها الرياضية غير العاكسة.

وبمجرد الاقتراب من الهدف، يندفع صاروخ "ظل العاصفة" إلى الأعلى ليتخلص من رأسه المدبب، ويكشف عن مستشعر الأشعة تحت الحمراء أسفله، ثم يستغل تحليقه المرتفع لفحص الأرض من تحته، والبحث عن أي شيء يشبه صور الهدف المحملة مسبقا من الأقمار الصناعية، وذلك باستخدام تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي تسمى "رابط المطابقة الرقمية للمشاهد والمناطق" (DSMAC).

وإذا عجز الصاروخ عن إيجاد هدفه؛ تُخصَّص له نقطة تحطم بعيدة لتفادي الأضرار الجانبية، أما إذا عثر على هدف مطابق، فسوف ينقض عليه ليُطلق شحنة متفجرة مسبقة من حمولة رأسه الحربي "بروش"، التي تصل إلى نصف طن تقريبا.

وتُفجر الشحنة المسبقة الخارقة للدروع ثقبا على سطح الهدف، ما يسمح للشحنة المتفجرة الرئيسية الأكبر بالمرور إلى داخل الهيكل المستهدف قبل الانفجار، وهذا ما يجعل الرأس الحربي فعالا في مواجهة الأهداف المدرعة، كمنشآت التخزين والمخابئ الموجودة تحت الأرض.

ويستطيع صاروخ ظل العاصفة قطع مسافة أطول، ويتمتع برأس حربي أكبر بكثير من الصواريخ الموجهة متعددة الإطلاق، لكنه أغلى منها بنحو 4 إلى 5 أضعاف، وبسبب ذلك في الحرب الروسية على أوكرانيا وعد الحلفاء الغربيون كييف بعدد قليل فقط من هذه الصواريخ.

مبيعات الصاروخ

بحسب مصادر المصانع المختلفة، فقد بلغت طلبات الشراء لصاروخ "ظل العاصفة" بكل إصداراته ما يلي:

  • طلبت فرنسا 500 صاروخ من نوع "سكالب إي جي" في ديسمبر/كانون الأول 1997.
  • طلبت المملكة المتحدة أكثر من 900 صاروخ "ظل العاصفة" في عام 1997.
  • طلبت الإمارات العربية المتحدة 600 صاروخ "بلاك شاهين" عام 1997.
  • طلبت إيطاليا 200 صاروخ من نوع "سكالب إي جي" وكذا "ظل العاصفة" في عام 1999.
  • طلبت اليونان 56 صاروخًا من طراز "سكالب إي جي" في عام 2000.
  • طلبت المملكة العربية السعودية أكثر من 200 صاروخ "ظل العاصفة" عام 2006.

وليست صواريخ "ظل العاصفة" رخيصة كما هي غالبية الصواريخ الجوالة طويلة المدى، حيث تصل تكلفة الصاروخ الواحد إلى نحو مليون دولار، وتمتلك غالبية الدول مخزونا لا يتجاوز المئات، مما يحد من عدد الصواريخ المتوفرة.

استخدام أوكرانيا لصاروخ "ظل العاصفة"

بما أن صواريخ "ظل العاصفة" لا تحتاج إلى أنظمة ضبط النيران من الطائرة المقاتلة التي تطلقها، فقد كان من السهل نسبيا إضافتها إلى المقاتلات السوفياتية الخاصة بالقوات الجوية الأوكرانية، وخاصة مقاتلات "سو-24" أو "سو-27" بسبب حجمها ووزنها الكبيرين.

لذلك فإن المقاتلات الأوكرانية تطلق هذه الصواريخ من مجال جوي آمن نسبيا بفضل مداها الكبير، لكن الرغبة في تأخير أو تجنب رصد الصواريخ بواسطة الرادارات الأرضية الروسية، والرغبة في الهجوم من زوايا غير متوقعة، جعلت أوكرانيا تختار إطلاق الصواريخ من ارتفاع منخفض، حتى وإن قلل ذلك من المدى الأقصى للصاروخ وتطلب الاقتراب من الهدف أكثر.

وبالطبع فإن طائرات "ميغ-31" الاعتراضية ومقاتلات "سو-35" الروسية الكاشفة للأراضي من الأعلى، والحاملة لصواريخ "آر-37 إم" ذات المدى الطويل للغاية؛ كانت العقبة الكبرى أمام أوكرانيا في استخدام صواريخ "ظل العاصفة"، غير أنها بالجمع بين بعض الوسائل المختلفة لإطلاق صواريخ "ظل العاصفة" من البر تتمكن من ذلك، لكن يظل تأثيرها محدودا.

المصدر : مواقع إلكترونية