أونغ سان سوتشي مستشارة ميانمار المعزولة.. سجينة فازت بنوبل واتهمت بدعم اضطهاد الروهينغا

تواجه أونغ سان سوتشي اتهامات عديدة تشمل انتهاك قانون الأسرار الرسمية، والفساد، وتزوير الانتخابات، وتواجه السجن لأكثر من 100 عام في حال أدينت في تلك القضايا كلها.

أونغ سان سو تشي.. صمت عما يتعرض له الروهينغا
مستشارة (رئيسة الوزراء) ميانمار المعزولة أونغ سان سوتشي (الجزيرة)

قضت محكمة خاصة في نايبيداو، عاصمة ميانمار (بورما)، الاثنين 6 ديسمبر/كانون الثاني 2021، بسجن مستشارة الدولة (رئيسة الوزراء) المعزولة أونغ سان سوتشي لمدة 4 سنوات، في حكم هو الأول ضمن عدة قضايا تحاكم فيها منذ أطاح بها الجيش في فبراير/شباط الماضي.

بعد صدور الحكم بساعات قليلة، أعلن قائد المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار، مين أونغ هلاينغ، تخفيف الحكم الصادر بحق أونغ سان سوتشي من 4 أعوام إلى عامين فقط.

وصدر الحكم في هذه القضية بعد إدانة المستشارة المعزولة (76 عاما) بتهمتي التحريض على الجيش وخرق قانون الكوارث الطبيعية المرتبط بجائحة كورونا، في حين ينتظر صدور حكم في قضية أخرى ضدها الأسبوع المقبل.

وتواجه أونغ سان سوتشي اتهامات عديدة تشمل انتهاك قانون الأسرار الرسمية، والفساد، وتزوير الانتخابات، وتواجه السجن لأكثر من 100 عام في حال أدينت في تلك القضايا كلها.

وواجهت المسؤولة السابقة انتقادات من منظمات حقوقية دولية، وصدرت دعوات لسحب جائزة نوبل للسلام منها، بسبب تأييدها لحملات الاضطهاد التي نفذها جيش بلادها ضد أقلية الروهينغا المسلمة.

المولد والنشأة

ـ 19 يونيو/حزيران 1945: ولدت أونغ سان سوتشي بالعاصمة يانغون (رانغون).

ـ هي ابنة أونغ سان مؤسس مجموعة "الرفاق الثلاثون" وقائد المقاومة ضد المستعمر البريطاني وبطل الاستقلال، والذي اغتيل مع مجموعة من رفاقه عام 1947 بعد عامين على ولادة ابنته وقبل 6 أشهر من إعلان الاستقلال.

ـ تربت على يد والدتها في العاصمة البورمية هي وشقيقاها، ولاحقاً غرق أحدهما في حمام السباحة وهو طفل والآخر هاجر إلى الولايات المتحدة.

ـ تلقت أونغ سان سوتشي تعليمها الأساسي في المدارس الكاثوليكية.

ـ عام 1960: عملت أمها السيدة وخين كيي سفيرة لبورما في الهند ونيبال وكانت ابنتها أون سان سوتشي ترافقها بأسفارها ودرست في نيودلهي بمدرسة يسوع ومريم.

ـ عام 1964: تخرجت في كلية السيدة شيري رام بمرتبة الشرف في علوم السياسة.

ـ عام 1969: حصلت على البكالوريوس في علوم الاقتصاد والسياسة والفلسفة من جامعة أكسفورد ببريطانيا.

ـ بعد التخرج سكنت أون سان سوتشي بمدينة نيويورك مع صديق للعائلة هو السيد ما ذان إيي الذي كان مغنياً شعبيا بورميا.

ـ عملت في الأمم المتحدة في نيويورك لمدة 3 أعوام في مسائل تتعلق أساساً بالميزانية.

ـ عام 1972: تزوجت من البريطاني مايكل أريس الأستاذ الجامعي الذي تخصص في شؤون التبت والبوذية، لكنه كان يعيش في دولة بوتان القريبة من الهند، وأنجبت منه ولديها ألكسندر وكيم.

ـ عملت لمدة سنتين في المعهد الهندي للدراسات المتقدمة في مدينة شيملا بالهند كما عملت أيضاً لصالح حكومة اتحاد بورما.

ـ عام 1985: حصلت على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية جامعة لندن.

ـ عملت محاضرا بمدرسة الدراسات الشرقية في لندن.

ـ عام 1988: عادت إلى بورما لكي تعنى بأمها المريضة، لكنها فيما بعد أسست حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية أهم أحزاب المعارضة في بورما، وتولت منصب الأمين العام للحزب.

الإقامة الجبرية

ـ عام 1989: وضعت تحت الإقامة الجبرية في منزلها وتم عرض الإفراج عنها مقابل مغادرتها البلاد لكنها رفضت.

ـ لم يسمح لزوجها برؤيتها إلا 5 مرات فقط كان آخرها في عيد الميلاد عام 1995.

ـ عام 1990: دعا المجلس العسكري الحاكم إلى انتخابات عامة في البلاد وقادت حزبها في الانتخابات لتحصل على أعلى الأصوات، مما كان سيترتب عليه تعيينها في منصب رئيس الوزراء، لكن النخبة العسكرية رفضت تسليم مقاليد الحكم واستمرت في وضعها تحت الإقامة الجبرية.

ـ عام 1991: حصلت سوتشي على جائزة نوبل للسلام.

ـ منتصف عام 1995: إلغاء وضعها قيد الإقامة الجبرية والسماح لها بحرية التنقل والحركة.

ـ 27 مارس /آذار 1999: توفي زوجها إثر إصابته بالسرطان عن عمر ناهز 53 عاما ودون أن تتمكن سوتشي من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.

ـ عام 1998: قررت احتجاجا المكوث في إحدى السيارات ستة أيام كاملة.

ـ عام 1999: ينسب إليها تصريح قالت فيه "إن الجنرالات لا يدركون معنى كلمة حوار".

ـ عام 2000: فرضت عليها إقامة جبرية مجددا في منزلها على ضفاف بحيرة رانغون لمدة 19 شهرا.

ـ مايو/ أيار 2003: فرضت عليها الإقامة الجبرية للمرة الثالثة إثر هجوم دام على موكبها.

ـ سبتمبر/أيلول 2003: أجرت عملية جراحية بسبب أمراض النساء في مستشفى آسيا الملكي خلال فترة الإقامة الجبرية.

ـ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2010: قاطع حزب أون سان سوتشي الانتخابات التشريعية.

ـ 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2010: تم إطلاق سراح أون سان سوتشي من إقامتها الجبرية.

ـ عام 2011: سمح لولديها اللذين يعيشان في المملكة المتحدة بزيارتها في بورما.

ـ أغسطس/آب 2011: التقى الرئيس تين سين -الجنرال السابق- مع أونغ سان سوتشي وهو لقاء تبعه إعادة تأهيل حزب الرابطة الوطنية.

ـ 14 مارس/آذار 2012: طالبت أونغ سان سوتشي بإجراء تعديلات شاملة على الدستور المؤيد للجيش، وقالت إنه دستور لا يتوافق مع مبادئ الديمقراطية ما دام البرلمان يتألف من 25% من النواب الذين لم يجر انتخابهم.

ـ صرحت سوتشي للمراسلين بأنها لا تعلم ما إذا كان من الممكن اعتبار الروهينغا مواطنين بورميين أم لا.

ـ أبريل /نيسان 2012: أصبحت نائبة في البرلمان عن دائرة كاوهمو بمنطقة رانغون إثر انتخابات تشريعية تكميلية شارك فيها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية.

ـ 6 يونيو/حزيران 2013: أعلنت أونغ سان سوتشي أنها تعتزم الترشح للرئاسة، وذلك قبل سنتين من موعد الانتخابات المرتقبة في 2015.

ـ طالبت بتعديل الدستور لأنه يحظر على بورمي متزوج من أجنبي الترشح للرئاسة.

ـ ديسمبر/كانون الأول 2013: خضعت لعملية جراحية صغيرة في القدم.

ـ عام 2015: تصدر حزب سوتشي الانتخابات التشريعية.

ـ عام 2016: لم تتمكن من الترشح للرئاسة، بموجب الدستور الذي يمنع وصول أشخاص يحمل أبناؤهم جنسيتين لذلك المنصب.

ـ أجرت جراحة للعيون وقال طبيبها تين ميو وين إنها لا تعاني من مشاكل صحية خطيرة، لكن وزنها 48 كجم فقط، وتعاني من انخفاض ضغط الدم.

ـ انتخب البرلمان ثين تشو رئيسا لميانمار، ليصبح أول رئيس ينتخب ديمقراطيا بعد عقود من سيطرة الجيش على مقاليد الحكم.

ـ ينتمي تشو إلى حزب الرابطة الديمقراطية المعارض بزعامة أونغ سان سوتشي، وهو محل ثقتها وأحد أكثر المقربين منها.

ـ تقلدت سوتشي منصب مستشارة الدولة، وهو منصب يوازي رئيس الحكومة.

"أكبر مقترفي التطهير العرقي"

ـ مايو/أيار 2016: وصفت صحيفة نيويورك تايمز موقف سوتشي من الروهينغا بـ"الجبان"، ودعتها إلى إعادة النظر فيه على وجه السرعة، قائلة إن منظمات حقوق الإنسان طالبت واشنطن بتجديد العقوبات ضد بلادها.

ـ أشارت الصحيفة إلى أن سوتشي لا ترغب في إطلاق "الروهينغا" وهو الاسم الذي يستخدمه المسلمون هناك لأن البوذيين "العنصريين المتعصبين" -وهم الأغلبية الطاغية بالبلاد- يرغبون في استمرار كذبة أن الروهينغا ليسوا بورميين، بل بنغاليون وعليهم العودة لبلادهم.

ـ 5 سبتمبر/أيلول 2017: دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام من أونغ سان سو تشي، كما شن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لذات الهدف.

ـ 30 سبتمبر/أيلول 2017: أزالت كلية سانت هيوز بجامعة أوكسفورد البريطانية من مدخلها لوحة فنية تحمل صورة مستشارة ميانمار.

ـ صحيفة تايمز البريطانية قالت إن إدارة الكلية استبدلت لوحة زعيمة ميانمار التي تحمل الزمالة الفخرية للكلية بلوحة لزهرة يابانية، ما أثار تساؤلات عما إذا كان القرار مرتبطا بعمليات التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينغا التي تحدث في ميانمار.

ـ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2017: وصف المغني الإيرلندي العالمي بوب غيلدوف مستشارة ميانمار بأنها "أكبر مقترفي التطهير العرقي".

ـ 1 فبراير/شباط 2018: إلقاء قنبلة حارقة على المجمع السكني لأونغ سان سو تشي، لكنها لم تكن في المنزل وقت الحادث الذي أوقع أضرارا بسيطة.

ـ 7 مارس/آذار 2018: سحب متحف الهولوكوست التذكاري الأميركي جائزة حقوق الإنسان المرموقة "إيلي فيزيل" التي منحها عام 2012 لزعيمة ميانمار بسبب فشلها في وقف التطهير العرقي ضد أقلية الروهينغا المسلمة في بلدها، وعدم اعترافها بذلك.

ـ 11 ديسمبر/كانون الأول 2019: اعترفت سوتشي باستخدام بلادها "قوة غير متناسبة" في التعامل مع مسلمي ولاية أراكان (راخين).

ـ جاء ذلك في إفادتها أمام محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي، خلال أولى جلسات القضية التي تقدمت بها غامبيا ضد ميانمار، على خلفية اتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" ضد أقلية الروهينغا المسلمة في أراكان (غرب).

ـ قالت سوتشي "لا أستبعد استخدام قوة غير متناسبة (في أراكان)، لكن هذا الأمر لا يرقى إلى حد الإبادة الجماعية"، ولم تتفوه زعيمة ميانمار خلال إفادتها بكلمة "روهينغا"، بل استعاضت عنها بكلمات مثل مدنيين ومسلمي أراكان.

ـ 13 ديسمبر/كانون الأول 2019: ندد مجلس الروهينغا الأوروبي (منظمة أهلية مقرها الدانمارك)، بزعيمة ميانمار، لدفاعها أمام محكمة العدل الدولية عن جرائم الجيش ضد الأقلية المسلمة في ولاية أراكان، والتي راح ضحيتها الآلاف وتسببت في لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش.

ـ 14 أبريل/نيسان 2020: قالت منظمة العفو الدولية إن أونغ سان سو تشي وحكومتها أشرفتا على استمرار مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين وتخويفهم واعتقالهم ومحاكمتهم وسجنهم منذ توليها السلطة في ميانمار قبل أربع سنوات.

ـ نوفمبر/تشرين الثاني 2020: فاز حزب أونغ سان سوتشي بأغلبية كبيرة في الانتخابات وكان يفترض أن يقود البلاد لمدة 5 سنوات إضافية، لكن الانقلاب العسكري سبق عقد البرلمان المنتخب أولى جلساته.

انقلاب عسكري

ـ 1 فبراير/شباط 2021: انقلاب عسكري سبق عقد البرلمان المنتخب أولى جلساته وأعلن الجيش حالة الطوارئ وتولي قائده السلطة في البلاد لمدة عام.

ـ اعتقل الجيش قيادات حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" الحاكم، وعلى رأسهم زعيمته أونغ سان سو تشي ورئيس البلاد وين مينت ومسؤولون آخرون كبار.

ـ تحظى أونغ سان سوتشي بدعم غربي وأميركي على وجه الخصوص، وينظر إليها في الغرب كمانديلا أو غاندي.

ـ رغم ما يصفها به أنصارها من كونها تتمتع بذكاء وشعبية وقوة إرادة، فإن معارضيها يأخذون عليها تعنتها الشديد، خاصة إثر دعوتها لفرض عقوبات دولية على بلدها وإلى مقاطعته سياحيا.

ـ دعت عضوات مجلس الشيوخ الأميركي وزارة الخارجية للعمل من أجل الإفراج بدون شروط عن سوتشي التي أمضت سنوات طويلة إما رهن الاحتجاز المنزلي أو خلف قضبان السجون.

من مؤلفاتها

ـ رسائل من بورما (1998) بالاشتراك مع فيغال كين.

ـ صوت الأمل (1998) بالاشتراك مع ألان كليمنتس.

ـ التحرر من الخوف وكتابات أخرى (1995) بالاشتراك مع فاكلاف هافل وديسموند توتو وميشال أريس، فضلا عن أكثر من عشرة مؤلفات أخرى.

المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا