منظمة شنغهاي.. حلف عسكري يضم نصف البشرية

تعد إيران العضو الرئيسي التاسع والأحدث في المنظمة، رفقة روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان.

Shanghai Cooperation Organisation in Uzbekistan
بعد انضمام أوزبكستان والهند وباكستان ثم انضمام إيران أصبحت منظمة شنغهاي للتعاون تضم نصف سكان الأرض (مواقع التواصل)
  • تأسست منظمة شنغهاي للتعاون "إس سي أو" (SCO) عام 1996 بوصفها تكتلا إقليميا أوراسيا باسم "خماسية شنغهاي"، يضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، وبعد انضمام أوزبكستان والهند وباكستان ثم انضمام إيران في قمة الهند أصبحت المنظمة تضم نصف سكان الأرض.

جاء الإعلان عن عضوية إيران الكاملة في المنظمة، خلال القمة الـ23 لمنظمة شنغهاي للتعاون التي انعقدت الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، في الهند، عبر تقنية الفيديو كونفراس بمشاركة زعماء من بينهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

النشأة والتأسيس

تأسست منظمة شنغهاي للتعاون يوم 26 أبريل/نيسان 1996 بوصفها تكتلا إقليميا أوراسيا باسم "خماسية شنغهاي"، يضم الصين وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان.

وقع رؤساء الدول الخمس على معاهدة تعميق الثقة العسكرية في المناطق الحدودية، وفي 24 أبريل/نيسان 1997 وقعت الدول نفسها في اجتماع موسكو على معاهدة الحد من القوات العسكرية في المناطق الحدودية.

وفي عام 2000 اتفق الأعضاء في قمة دوشانبي على معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الإنسانية وحماية حقوق الإنسان، ودعم جهود بعضهم بعضا في حماية الاستقلال الوطني للدول الخمس والسيادة والسلامة الإقليمية والاستقرار الاجتماعي.

الإعلان الرسمي عن تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون بشكلها الجديد جاء يوم 15 يونيو/حزيران 2001 بعد انضمام أوزبكستان إلى المنظمة.

وبدعم كبير من روسيا والصين، أصبحت إيران عضوا في منظمة شنغهاي للتعاون، التي تعد ـحسب كثير من المحللين- حلفا عسكريا جديدا في مواجهة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).

وخلال قمة المنظمة التي عقدت بالعاصمة الطاجيكستانية دوشنبه يوم 17 سبتمبر/أيلول 2021، وافق الأعضاء على تعديل وضع إيران بالمنظمة من عضو "مراقب" إلى عضو "كامل" على أن يجري توقيع مذكرة التزام إيران كعضو في المنظمة في قمة سمرقند التي تعقد يومي 15 و16 سبتمبر/أيلول 2022.

وتعد إيران العضو الرئيسي التاسع والأحدث في المنظمة، رفقة روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان والهند وباكستان.

ميثاق المنظمة

في يونيو/حزيران 2002، في قمة سانت بطرسبرغ تم توقيع ميثاق المنظمة الذي يشرح أهداف المنظمة ومبادءها وهياكلها وأشكال عملها، للاعتراف بها في القانون الدولي، وفي 19 سبتمبر/أيلول 2003 دخل ميثاق المنظمة حيز التنفيذ.

وفقًا لميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، تُعقد قمم مجلس رؤساء الدول سنويًا في أماكن محددة بالتناوب، حسب الترتيب الأبجدي لاسم الدولة العضو باللغة الروسية.

ينص الميثاق أيضًا على أن يجتمع أعضاء مجلس رؤساء الحكومات (أي رؤساء الوزراء) سنويًا في مكان يقرره أعضاء المجلس.

ويعقد مجلس وزراء الخارجية بالمنظمة قمة قبل شهر من انعقاد مؤتمر القمة السنوي لرؤساء الدول، ويمكن لأي دولتين عضوين أن تدعوا إلى عقد اجتماعات غير عادية لمجلس وزراء الخارجية.

لغات العمل الرسمية للمنظمة هي الصينية والروسية، ويقع مقر الأمانة العامة للمنظمة في العاصمة الصينية بكين.

المهام والأهداف

تهدف منظمة شنغهاي للتعاون إلى تعزيز سياسة حسن الجوار بين الدول الأعضاء، إلى جانب دعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي "ديمقراطي وعادل".

منذ تأسيسها، كان التعاون الأمني أحد المهام الرئيسية للمنظمة، ولا تزال على قمة أولوياتها وهدفًا رئيسيا في المستقبل.

وتصرح المنظمة بأنها تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات.

أبرز المحطات

ـ تبنت قمة شنغهاي مشروع قرار يدعم الاستمرار في معاهدة حظر الصواريخ الباليستية الموقعة بين موسكو وواشنطن عام 1972 باعتبارها "حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار العالمي والحد من التسلح" في مواجهة المشروع الأميركي المضاد للصواريخ.

ـ يوليو/تموز 2005: خلال قمة أستانا شارك ممثلون عن الهند وإيران ومنغوليا وباكستان بصفة "مراقب".

ـ استهل رئيس الدولة المضيفة نور سلطان نزارباييف حديثه قائلا "قادة الدول الذين يجلسون على طاولة المفاوضات هم ممثلون لنصف البشرية".

ـ عام 2004: أصبحت المنظمة مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ـ عام 2005: أصبحت عضوا برابطة الدول المستقلة ورابطة دول جنوب شرق آسيا.

ـ عام 2007: وقعت دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي -التي تضم كلا من بيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا وطاجكستان وأوزبكستان لإضافة إلى روسيا- أكثر من 20 وثيقة مشتركة، من أبرزها ربط المنظمة بمنظمة شنغهاي للتعاون الأمني التي ترأسها الصين.

ـ عام 2011: انضمت لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

ـ عام 2014: انضمت للمؤتمر المعني بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.

ـ عام 2015: انضمت للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادي التابعة للأمم المتحدة.

ـ يوليو/تموز 2015: قررت المنظمة قبول الهند وباكستان بوصفهما عضوين كاملين.

ـ يونيو/حزيران 2016: ووقعت الهند وباكستان مذكرة الالتزامات في طشقند، وبذلك بدأت العملية الرسمية للانضمام إلى المنظمة عضوين كاملين.

ـ 9 يونيو/حزيران 2017: انضمت كل من الهند وباكستان إلى المنظمة عضوين كاملي العضوية في قمة أستانا، حيث أصبحت المنظمة تضم نصف البشرية تقريبا.

ـ دول مراقبة: أرمينيا، وأذربيجان، وبنغلاديش، وأفغانستان، وبيلاروسيا، ومنغوليا.

ـ تقدمت كل من مصر وسوريا بطلب للحصول على صفة مراقب.

شركاء الحوار

شهد عام 2008 إنشاء منصب شريك الحوار وفقًا للمادة 14 من ميثاق المنظمة، وتتناول هذه المادة شريك الحوار على أنه دولة أو منظمة تتشارك أهدافها ومبادئها مع منظمة شنغهاي للتعاون، وترغب في إقامة علاقات شراكة معها.

حصلت بالفعل كل من كمبوديا ونيبال وسريلانكا على صفة شريك الحوار، في حين تقدمت كل من إسرائيل والعراق وجزر المالديف وأوكرانيا وفيتنام بطلب للحصول على الصفة ذاتها.

في عام 2012 منحت تركيا، وهي دولة عضو بحلف الناتو، صفة شريك الحوار خلال قمة المجموعة التي عُقدت في بكين، وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مُنحت أنقرة رئاسة نادي الطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون للفترة 2017، مما جعل تركيا أول دولة ترأس ناديا في المنظمة دون حصولها على العضوية الكاملة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية