استقال من منصبه.. مشوار حمدوك من "موظف" بالحكومة إلى رئاستها

بدأ حمدوك مشواره موظفا بالحكومة قبل أن تفصله وتنهي بعثته العلمية ليعود بعد نحو 30 عاما ليرأس الحكومة الانتقالية عقب الثورة على البشير، قبل أن تصل الأمور بينه وبين الجيش إلى طريق مسدود ثم تعود المياه لمجاريها لفترة وجيزة انتهت بإعلان استقالته من منصبه.

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (الجزيرة)

أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك استقالته من منصبه مساء الثاني من يناير/ كانون الثاني في كلمة بثها التلفزيون السوداني، وبرر قراره هذا بفشل مساعيه الأخيرة ولقاءاته مع الشرائح والمكونات السياسية المختلفة للتوصل إلى توافق سياسي، يجنب البلاد الانزلاق نحو ما وصفه بالفوضى وعدم الاستقرار.

وجاءت استقالة حمدوك بعد 42 يوما من التوصل إلى اتفاق سياسي مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عاد بموجبه حمدوك لمنصبه بعد نحو شهر من عزله.

حياة حافلة لحمدوك بدأها موظفا بالحكومة في الثمانينيات قبل أن تفصله وتنهي بعثته العلمية بخطاب رسمي في التسعينيات، ليعود لرئاسة الحكومة عقب الثورة على الرئيس المعزول عمر البشير في 2019، قبل أن تصل الأمور بينه وبين الجيش إلى طريق مسدود في 2021، ثم تعود المياه لمجاريها لفترة وجيزة انتهت بإعلان استقالته من منصبه.

المولد والنشأة

ـ الأول من يناير/كانون الثاني 1956: ولد عبد الله حمدوك في قرية الدبيبات بولاية جنوب كردفان.

ـ ينتمي إلى قبيلة كنانة العربية التي هاجر فرع منها إلى كردفان.

ـ أكمل دراسته المتوسطة في مدينة الدلنج، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة خور طقت الثانوية بنين.

ـ عام 1975: التحق بجامعة الخرطوم فدرس الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة، وتخرج بمرتبة الشرف عام 1981.

ـ في الجامعة بدأ حمدوك الانخراط فعليا في الحراك السياسي الأيديولوجي المحتدم حينئذ في الساحات الطلابية، وكان محسوبا على تيار الحزب الشيوعي إلا أنه لم يكن قياديا بارزا بسبب انشغاله بالدراسة والتحصيل الأكاديمي.

ـ عام 1981: بعد التخرج عمل حمدوك في عدد من المناصب الحكومية، فبدأ حياته العملية في مدينة كادقلي بجنوب كردفان موظفا بمؤسسة جبال النوبة الزراعية، ثم في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي حتى 1987.

بريطانيا.. استكمال دراسته العلمية

ـ عام 1987: غادر الخرطوم إلى بريطانيا في بعثة حكومية لاستكمال تعليمه في جامعة مانشستر.

ـ أبريل/نيسان 1990: تلقى حمدوك خطابا من وزير الزراعة يفيد بفصله من الخدمة بذريعة "الصالح العام" وإنهاء منحته الدراسية، لكنه أكمل تعليمه عبر منحة وفرتها الجامعة للنابغين.

ـ عام 1990: حصل على الماجستير من جامعة مانشستر البريطانية.

ـ عام 1991: مع غروب شمس الشيوعية في روسيا، أعلن حمدوك فراقا بإحسان مع الحزب الشيوعي.

ـ عام 1993: حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة ذاتها، وفي تخصص يضمن له اقترابا أكثر من قضايا الاقتصاد وهموم التنمية.

ـ تزوج زميلته الباحثة السودانية منى محمد عبد الله وهو الآن أب لشابين هما علي وعمرو.

ـ حصل حمدوك على جنسية أخرى هي الجنسية الكندية.

رحلته في القارة السمراء

ـ عام 1993: سافر إلى زيمبابوي حيث عمل في إحدى مؤسسات القطاع الخاص ذات السمة العالمية والمتخصصة في المراجعة والتدقيق.

ـ عام 1995: التحق بمنظمة العمل الدولية في مكاتب العاصمة الزيمبابوية هراري، ثم بعد ذلك عمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ـ عام 1997: سافر إلى ساحل العاج وهناك عمل في بنك التنمية الأفريقي 5 سنوات.

ـ عام 2001: عاد مرة أخرى لخدمة الأمم المتحدة عبر اللجنة الاقتصادية لقارة أفريقيا.

ـ عام 2003: غادر إلى جنوب أفريقيا مديرا إقليميا لمعهد الديمقراطية والمساعدات الانتخابية، وغطى مجال عمله منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بما فيها وطنه الأم السودان.

ـ خلال تلك الفترة قدم العديد من المساعدات الفنية لقادة الأحزاب والفاعلين في المسرح السوداني عقب توقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005.

ـ عام 2008: التحق بخدمة الأمم المتحدة عبر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا من مقرها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حتى تقاعد عن العمل بها عام 2018.

ـ ارتبط حمدوك بعلاقة خاصة مع رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، واستمر حمدوك في الإقامة بأرض المرتفعات موظفا رفيعا بالأمم المتحدة.

ـ خلال تلك الفترة تنوعت خبرات حمدوك، فقد أدار شعبة الحكم الرشيد والتنمية، ثم بات نائبا للأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لقارة أفريقيا بالأمم المتحدة، ثم تولى المنصب ذاته بالوكالة حتى تركه في 2018.

ـ أكتوبر/تشرين الأول 2018: تقاعد حمدوك عن عمله الأفريقي وعرض عليه الرئيس المعزول عمر البشير منصب وزير المالية في حكومة الإنقاذ لكنه اعتذر.

ـ نوفمبر/تشرين الثاني 2018: أصبح حمدوك مستشارا لبنك التجارة والتنمية الأفريقي.

علاقات واسعة في أفريقيا

ـ نشط في عدد من المنظمات الطوعية، فهو عضو بمؤسسة الحكم الرشيد التي أسسها السوداني البريطاني محمد إبراهيم المعروف بـ"مستر مو" في بريطانيا، التي خصصت جائزة معتبرة لأفضل رؤساء أفريقيا تقيدا بالحكم الرشيد.

ـ كما ينشط حمدوك في التحالف الأفريقي من أجل التنمية، وهي منظومة تجمع عددا من زعماء أفريقيا أبرزهم الرئيس النيجيري السابق أوباسانغو.

ـ يعدّ أحد أعمدة منظمة مكافحة التدفقات المالية غير الشرعية في قارة أفريقيا وآلية مراجعة النظراء التي تتبع للاتحاد الأفريقي وتهتم بترسيخ الحكم الرشيد في أفريقيا.

ـ يتمتع حمدوك بعلاقات واسعة ومتنوعة ويعدّ أحد نجوم المجتمع الأفريقي والدولي في أديس أبابا، كما ارتبط بعلاقات صداقة مع عدد من الرؤساء الأفارقة مثل رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثامبو أمبيكي ورئيس وزراء إثيوبيا الراحل ملس زيناوي والرئيس النيجيري الأسبق أوباسانغو، وكان الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من أشد المعجبين بنجاحاته.

رئاسة الحكومة.. المهمة الأصعب

ـ عام 2019: برز اسم حمدوك خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس عمر البشير فنُظر إليه على أنه أحد أبرز المرشحين لتولّي رئاسة الوزراء في الفترة الانتقالية.

ـ 20 أغسطس/آب 2019: عيَّن مجلس السيادة حمدوك رئيسًا للوزراء وفقًا لما يقتضيه مشروع الإعلان الدستوري.

ـ 21 أغسطس/آب 2019: أدى حمدوك اليمين رئيسا للحكومة الانتقالية.

ـ التاسع من مارس/آذار 2020: أثناء سير موكب حمدوك في ضاحية الخرطوم بحري بالقرب من منطقة كوبر تعرَّض موكبه لانفجار سُمع صداه في العاصمة.

ـ أعلنت زوجته منى في ما بعد أن عبد الله بخير وأن المحاولة كانت فاشلة، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي للدولة الذي قال إن رئيس الوزراء نُقل إلى مكان آمن من دون إصابته بأذى، في حين لم تُعلن أي جهة مسئوليتها عن التفجير.

ـ 25 أغسطس/آب 2020: أعلن حمدوك أن حكومته "لا تملك تفويضا" لاتخاذ قرار بشأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها "محددة" باستكمال العملية الانتقالية وصولا إلى إجراء انتخابات.

ـ الرابع من سبتمبر/أيلول 2020: وقّع حمدوك ورئيس الحركة الشعبية-قطاع الشمال عبد العزيز الحلو في أديس أبابا على اتفاق مشترك يتضمن مبدأ فصل الدين عن الدولة في دستور السودان.

ـ 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021: حمدوك يرفض طلبا من البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) لحل الحكومة الحالية وتعيين حكومة جديدة بدلا منها.

ـ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021: اختُطف ونُقل إلى مكان مجهول من قبل الجيش الذي أعلن قائده عبد الفتاح البرهان حلّ المجلس السيادي وحكومة حمدوك.

ـ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: رفع الجيش الإقامة الجبرية عن حمدوك عقب اتفاق معه للعودة إلى منصبه خلال الفترة الانتقالية.

ـ 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: مراسم إعلان وتوقيع الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك.

– 2 يناير/ كانون الثاني 2022: حمدوك يعلن استقالته من منصبه في كلمة بثها التلفزيون السوداني

المصدر : الجزيرة + ويكيبيديا