الهند وإسرائيل.. من قطيعة لتحالف إستراتيجي

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu is welcomed by his Indian counterpart Narendra Modi upon his arrival at Air Force Station Palam in New Delhi, India, January 14, 2018. REUTERS/Adnan Abidi
بنيامين نتنياهو يستقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي (يسار) خلال زيارته لإسرائيل (رويترز)

اتسمت العلاقات الهندية الإسرائيلية بنوع من القطيعة في فترة حكم نهرو وأنديرا غاندي، حيث كانت نيودلهي حينها تلعب دورا محوريا في كتلة "عدم الانحياز"، لكن هذه القطيعة تحولت إلى تعاون وثيق بمجالات مختلفة بعد عام 1992، تاريخ إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الجانبين، وتوطدت بعد ذلك لتصبح إسرائيل المصدر الأساسي لواردات الهند العسكرية.

ووفقا لمعطيات نشرها مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية عام 2017، فقد تنامى التبادل التجاري بين الدولتين من مئتي مليون دولار عام 1992 إلى أربعة مليارات دولار عام 2016.

وتعاونت الهند مع إسرائيل في بعض القضايا التي تعرضت فيها إسرائيل للإدانة الدولية، خاصة في ما يتعلق بالمساواة بين الصهيونية والعنصرية، مقابل تأييد إسرائيل للهند في مواجهة باكستان.

وفي التالي أبرز محطات التعاون بين الهند وإسرائيل منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما:

29 يناير/كانون الثاني 1992: رئيس وزراء الهند ناراسيما راو (حزب المؤتمر) يعلن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الهند وإسرائيل، وتبادلت الدولتان السفراء. مع العلم بأن الهند اعترفت بإسرائيل في 17 سبتمبر/أيلول 1950. 

21 نوفمبر/تشرين الثاني 2001: سكرتير وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس يارون يجري محادثات مع المسؤولين في نيودلهي بشأن التعاون العسكري وتطوير التكنولوجيا العسكرية في البلدين، وقبله زار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي ديان نيودلهي في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

17 يوليو/تموز2001: إسرائيل والهند توقعان عقدا بقيمة ملياري دولار، تقوم بموجبه مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية بتزويد وزارة الدفاع الهندية بمعدات عسكرية متطورة ومجموعة من المنتجات الحديثة في المجال الجوي.

إعلان

6 يناير/كانون الثاني 2002: وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز يزور الهند ثلاثة أيام، ويجري محادثات مع المسؤولين في نيودلهي بشأن التعاون العسكري ومكافحة ما يسمى الإرهاب، وتزامنت الزيارة مع إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مسؤولين هنودا وإسرائيليين اجتمعوا في القدس لتبادل الأفكار بشأن مكافحة ما يسمى الإرهاب.

3 نوفمبر/تشرين الثاني 2002: صحيفة هآرتس الإسرائيلية تكشف عن أن إسرائيل والهند وقعتا اتفاقا للتعاون في مجال الأبحاث الفضائية، وذكرت الصحيفة أن إسرائيل عرضت تزويد الهند بتلسكوب قوي يمكن أن يجهز به قمر صناعي للاتصالات تنوي نيودلهي إطلاقه في غضون عامين.

8 سبتمبر/أيلول 2003: رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يقوم بزيارة رسمية إلى الهند استمرت أربعة أيام على رأس وفد ضم سياسيين ورجال أعمال وشخصيات من وزارة الدفاع الإسرائيلية، مما أضفى الطابع العسكري والاقتصادي على الزيارة التي كانت الأولى التي يقوم بها رئيس للحكومة الإسرائيلية للهند منذ عام 1992.

10 أكتوبر/تشرين الأول 2003: تعززت زيارة شارون للهند بتوقيع صفقة بقيمة مليار دولار اشترت بموجبها الهند من إسرائيل ثلاثة أنظمة إنذار مبكر محمولة جوا من نوع "فالكون".

12 فبراير/شباط 2004: وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم يزور نيودلهي، ويعلن تسليم ثلاث طائرات رادار من طراز "فالكون" ضمن أكبر اتفاق عسكري بين البلدين. وقبل شالوم زار المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس يارون الهند أيضا.

8 نوفمبر/تشرين الثاني 2005: إسرائيل تقرر بيع الهند خمسين طائرة استطلاع بدون طيار بهدف القيام بمهمات مراقبة عند حدودها مع كل من الصين وباكستان. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن القيمة الإجمالية لهذه الطائرات بلغت 220 مليون دولار.  

28 مارس/آذار 2009: تل أبيب توقع صفقة أسلحة مع الهند هي الأكبر في تاريخ الصناعات العسكرية الإسرائيلية، تزود بموجبها نيودلهي بصواريخ بقيمة ملياري دولار، واحتفظ الطرفان بسرية الصفقة حتى تم الكشف عنها بصحف هندية وأميركية.

إعلان

22 أغسطس/آب 2009: شركة إسرائيلية متخصصة في الإنتاج الحربي تبرم عقدا مع الجيش الهندي بقيمة مليار دولار للحصول على دفاعات جوية، وذلك في إطار خطة شاملة تقوم بها الهند لتحديث سلاحها الجوي.

4 يوليو/تموز 2017: رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصل إسرائيل في أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي إليها، وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالتاريخية"، وقال إنه والزعيم الهندي عملا معا على مدى السنوات الماضية على بناء "صداقة قوية" بين إسرائيل والهند.

ولم يزر مودي رام الله مقر السلطة الفلسطينية والمحطة المعتادة للزعماء الزائرين الذين يحاولون الحفاظ على التوازن في العلاقات السياسية.

ومنذ توليه السلطة في مايو/آيار 2014، منح رئيس الوزراء الهندي دفعة قوية لعلاقات بلاده مع إسرائيل في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 3.4 مليارات دولار عام 2014.

وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول 2014، اجتمع رئيس الوزراء الهندي مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو اللقاء الذي توج بعقد صفقات كبيرة في مجالي الدفاع والتجارة، ووافقت حكومة مودي في الشهر ذاته على إتمام عملية شراء طال انتظارها لصواريخ إسرائيلية لقواتها البحرية.

كما امتنعت الهند عن التصويت بمجلس حقوق الإنسان على قرار يدين إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة عام 2014، كما أنها التزمت الصمت في ديسمبر/كانون الأول 2017 عندما اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.  

 3 يناير/كانون الثاني 2018: شركة السلاح الإسرائيلية "رافائيل" تقول إن وزارة الدفاع الهندية ألغت صفقة لشراء صواريخ "سبايك" الموجهة ضد الدبابات، وذلك قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيودلهي. وذكرت وكالة رويترز أن قيمة صفقة الأسلحة تصل إلى نحو خمسمئة مليون دولار، وأنها سلطت الضوء على تعزيز الروابط بين إسرائيل والهند.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان