مومباي
عاصمة ولاية ماهاراشترا في الهند، واسمها السابق بومباي، وهي مرفأ على ساحل الهند الغربي المطل على المحيط الهندي، وإحدى أكبر مدن العالم.
الموقع
تقع مومباي على الساحل الغربي للهند، وفيها ميناء الجزر السبع التي تشكل المدينة، وتبلغ مساحتها 603 كيلومترات مربعة، ومناخها مداري موسمي، وتشهد أجواء حارة أغلب أيام السنة، وتهطل الأمطار صيفا وتحتبس أكثر من سبعة أشهر.
السكان
يعود سكان بومباي إلى الجماعات الآرية الهندية الأوربية التي قدمت من مرتفعات هندوكوش إلى الأطراف الشمالية الغربية من شبه القارة الهندية، واختلطت هذه الجماعات بعناصر مختلفة، منها سكان البحر الأبيض المتوسط، في الفترة الواقعة بين (195 قبل الميلاد و300م)، وجماعات أخرى جاءت مع الفتوحات العربية الإسلامية، تلتها عناصر من المغول المسلمين فيما بين 1219 و1398، وأخيرا جاء الاستعمار الأوربي.
ويبلغ عدد سكان مومباي أكثر من 21 مليون نسمة بحسب إحصاءات 2014. ويقطنها خليط من السكان بلغات وأديان مختلفة، ويشكل الهندوس أكبر مجموعة من السكان، كما تضم المدينة أقليات من المسلمين والنصارى والسيخ والبوذيين واليانيين واليهود.
وتعتبر لغة ماراثي هي اللغة الرسمية لولاية ماهاراشترا بجانب لغات أخرى مثل الأوردية والإنجليزية والعربية والصينية.
التاريخ
تشكلت مدينة مومباي من الجزر السبع التي كانت تحت سيطرة الإمبراطوريات والممالك المتعاقبة، وظهرت كمدينة تجارية هامة في منتصف القرن الثامن عشر، ثمن تميزت بالتنمية الاقتصادية والتعليمية في القرن التاسع عشر، وأصبحت قاعدة قوية لحركة استقلال الهند في أوائل القرن العشرين.
وعندما نالت الهند استقلالها في 1947 اتحدت المدينة مع الدولة، حيث تم إنشاء الدولة الجديدة في 1960 وتم تغيير اسم مدينة بومباي إلى مومباي.
الاقتصاد
تعتبر مدينة مومباي مركزا اقتصاديا هاما في البلاد، حيث يوجد فيها نصف مصانع النسيج وتضم سدس مصانع البلاد برمتها، وتقوم بتصريف 50% من التجارة الخارجية.
وتطورت صناعة النسيج والصناعات الهندسية والإلكترونية والبلاستيكية وصناعة الأسمدة والأغذية في المدينة منذ مطلع القرن التاسع عشر.
وتضم مؤسسات مالية هامة مثل بنك الاحتياط بالهند وبورصة بومباي واللجنة الوطنية للأوراق المالية، ومقار العديد من الشركات الهندية والعالمية.
وتوفر مدينة مومباي مستوى دخل ومعيشة أعلى لسكانها وتشجع على جذب المهاجرين من جميع أنحاء الهند. وتشتهر بصناعة الألماس وصناعة السينما والتلفزيون المعروفة باسم بوليوود.
المعالم
تعتبر مدينة مومباي أكثر المدن الهندية شعبية بين الزوّار والسيّاح، وذلك لكونها تمثل تجسيدا للتاريخ الهندي وحضارة الهند الإنسانيّة والثقافيّة.
وتضم معالم تاريخية وسياحية متعددة، أبرزها بوّابة الهند التي تقع في جنوب المدينة بالقرب من متحف "أمير ويلز" و"المتحف الوطني للفن الحديث"، وهي تُطلّ على البحر من جهة، وعلى فندق "تاج محل" الذي يعتبر بطرازه المعماري أفخم فندق في الهند من الجهة الأخرى.
وتعتبر بوابة الهند من أهم صروح الحرب التاريخيّة في البلاد وتم بناؤها لتخليد ذكرى 90 ألف جندي هندي قضوا في الحرب العالمية الأولى والحروب الأفغانية من أجل الإمبراطورية الهندية.
وتوجد بالمدينة محطة تشاتراباتي شيفاجي، أو محطة فكتوريا، وهي صورة رائعة لعمارة قوطيّة فكتوريّة ممزوجة بعناصر معماريّة من الهندسة الهندية التقليديّة، الأمر الذي يجعل منها مثالا استثنائيا للقاء بديع بين ثقافتين.
وتتميز المدينة بشاطئ شوباتي الذي يجمع بين جمال الطبيعة وأصالة التاريخ، وعراقة الموروث الهندي. وعلى عكس الهدوء الذي يتمتع به الشاطئ في النهار، ينقلب ليله إلى مهرجان من الزّحام وسط سلسلة من عربات الطعام والأغذية الهنديّة البسيطة.
ومن معالم المدينة جامع الحاج علي وهو جامع أبيض بقبّة شامخة ويقع على جزيرة صغيرة ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر رحلة بحريّة خلال انخفاض المد.
كما تعتبر حدائق فيروزشاه مهتا المعلّقة من بين أبرز المعالم، ويمكن رؤيتها فوق تل مالابار في الجهة المُقابلة لمنتزه كاملا نهرو. ويمكن من شرفات هذه الحدائق مشاهدة المنظر الرائع لغروب الشمس فوق بحر العرب.
وتضم بومباي كذلك سوق كروفورد الذي يقع شمال محطة تشاتراباتي شيفاجي، ويعرف كذلك بسوق المهاتما مول، بني عام 1869 ليكون سوقا للجملة قبل أن ينقل إلى مومباي الجديدة.
وهناك الطريق البحري في مومباي، والذي يعرف باسم قلادة الملكة، وهو يسير بمحاذاة ساحل بحر العرب من نقطة ناريمان صعودا إلى تل مالابار. وكذلك قلعة مومباي الملكيّة التي تقع على مسافة أقل من كيلومتر واحد من الشاطئ، بالقرب من مراكز العمل والتسوّق في جنوب المدينة.