أنطونيو تاياني.. الرئيس الجديد للبرلمان الأوروبي
سياسي إيطالي من يمين الوسط، فشل في دخول برلمان بلاده، لكنه استطاع يوم 17 يناير/كانون الثاني 2017 الفوز برئاسة البرلمان الأوروبي مرشحا عن حزب الشعب الأوروبي، ليكون رابع إيطالي يتولى هذا المنصب، ويصبح الرئيس الـ26 للبرلمان المذكور خلفا للاشتراكي الألماني مارتن شولتز.
المولد والنشأة
ولد أنطونيو تاياني في 4 أغسطس/آب 1953 بالعاصمة الإيطالية روما، لوالد عمل ضابطا في الجيش.
الدراسة والتكوين
درس القانون في جامعة روما.
التوجه الفكري
اختار أنطونيو تاياني التوجه اليميني الوسطي، ودافع كمسؤول حوار الديانات والتيارات الفلسفية في الجهاز التشريعي الأوروبي عن التعددية على أساس القيم الديمقراطية، باعتبارها السبيل لمواجهة تصاعد التطرف الديني والشعوبية والتيارات المعادية للسامية في القارة العجوز.
وأكد أن المقاربة الأمنية والعسكرية لن تجل حلا لهذه المعضلة، ودعا لتطوير مشروع مشترك للسلام والدفع باتجاه إعلاء شأن قيم الحوار بين مختلف الديانات والثقافات على أساس الحقوق والواجبات المنصوص عليها في الشرعة الأوروبية للحقوق الأساسية، والدفاع عن القيم الديمقراطية.
الوظائف والمسؤوليات
انتسب تاياني بعد تخرجه إلى القوات المسلحة كضابط في سلاح الطيران مسؤول عن الدفاع الجوي في قاعدة سان جوفاني تياتينو الجوية العسكرية قرب روما، لكنه ترك هذا العمل وانتقل لعالم الصحافة في بداية ثمانينيات القرن الماضي بالإذاعة الحكومية حيث عمل مذيعا لخمس سنوات.
انتقل بعدها للعمل مديرا لمكتب صحيفة "إل جورناله" -المملوكة للملياردير سيلفيو برلسكوني– في روما، حيث اكتسب خبرة إعلامية وشارك في تغطية أحداث سياسية في الاتحاد السوفياتي سابقا ولبنان والصومال.
في مارس/آذار 1994، أصبح تاياني الناطق باسم رئاسة الوزراء في عهد برلسكوني، وهو أول منصب رسمي سياسي يتولاه، وانتخب لأول مرة عام 1994 نائبا في البرلمان الأوروبي، حيث شغل منصب مساعد رئيس المفوضية الأوروبية، ومفوض شؤون الصناعة وريادة الأعمال ما بين عامي 2008 و2014.
تم تعيينه في 8 مايو/أيار 2008 في منصب مفوض إيطاليا في الاتحاد الأوروبي، وأشرف على صياغة لائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة المتعلقة بالنقل والتي وضعت لوائح مجتمعية ودافعت عن حقوق الركاب في مجال النقل الجوي.
شغل منصب المفوض الأوروبي للصناعة بين عامي 2010 و2014، وانتخب بعدها لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان الأوروبي.
استطاع تاياني يوم 17 يناير/كانون الثاني 2017 الفوز برئاسة البرلمان الأوروبي، ليكون رابع إيطالي يصل لهذا المنصب بعدما كان واحدا من 14 نائبا لرئيس البرلمان ذاته والمفوضية الأوروبية للصناعة وريادة الأعمال.
التجربة السياسية
باستثناء انضمامه لفترة قصيرة في بداية شبابه إلى "جبهة الشباب الملكي" -وهي مجموعة صغيرة من أنصار العهد الملكي السابق اندثرت مع نهاية السبعينيات- كنائب لأمينها العام، لم يكن لأنطونيو تجربة سياسية تذكر، ولم يدخل بحق العالم السياسي إلا في التسعينيات بعد اشتغاله في جريدة "إل جورناله" حيث وطد علاقته ببرلسكوني، وكان بوابة لدخوله عالم السياسة من أوسع أبوابه باستدعائه ليصبح ضمن فريقه الانتخابي في 2 يناير/كانون الثاني 1994، فانتقل للعيش في مدينة ميلانو ليكون قريبا من المقر السياسي لزعيمه برلسكوني.
كان واحدا من مؤسسي حزب "فورزا إيطاليا" في العام نفسه، ثم المنسق الإقليمي للحزب في لاتسيو. وبعد تشكيل برلسكوني الحكومة الجديدة في أبريل/نيسان 1994، عين تاياني في منصب الناطق باسم رئاسة الوزراء.
فشل في إثبات ذاته كسياسي في الساحة الإيطالية، وفشل في انتخابات بلاده المحلية والتشريعية، لكن ذلك لم يثنه عن خوض غمار السياسة الأوروبية، ونجح في دخول البرلمان الأوروبي بداية من انتخابات عام 1994 ثم 1999 و2004 و2009 و2014 كمرشح عن حزب الشعب الأوروبي اليميني المحافظ.
كان له دور كبير في تنظيم الآليات المؤسسية الأوروبية مما أهله لأن يتولى مناصب عديدة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ويشارك في كتابة الدستور الأوروبي، وكل ذلك مهد الطريق لانتخابه رئيسا للبرلمان الأوروبي في 17 يناير/كانون الثاني 2017، بحصوله على 351 صوتا مقابل 282 لمنافسه اليساري جياني بيتيلا.
يواجه تاياني -الذي يجيد الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية- تحديات كبيرة، مثل: تنامي نزعات اليمين المتطرف في أوروبا، والبطالة، والهجرة، والحفاظ على الوحدة الأوروبية، ومحاصرة تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والحفاظ على استمرارية الاتحاد.