طرق الإعدام.. من الرمي بالرصاص للصعق بالكهرباء

Four Iranian criminals are hanged in public in the southern city of Shiraz, 950 kms (590 miles) south of Tehran, 05 September 2007. Iran executed today 21 criminals in a single day, the latest of a growing number of executions in a crackdown which officials say is aimed at improving security in society.
أربعة إيرانيين أعدمتهم السلطات الإيرانية عام 2007 (غيتي)

تفاوتت طرق تنفيذ عقوبة الإعدام على مرِّ العصور، بعضها يلامس حدود الوحشية مثل النشر بالمنشار أو سلخ المدان حيا، وفي بعض الأحيان كانت أطراف المدان تُربط إلى أربعة خيول ويركض كل واحد منها في اتجاه لينشطر جسم المدان، وكانت هذه الطريقة سائدة في أوروبا خلال القرون الوسطى. وفي العصور الغابرة، كان الإعدام يتم أحيانا بالحرق.

وحاليا تشيع عدة طرق لتنفيذ الإعدام، لكل واحدة منها خلفيتها وسياقها الثقافي والحضاري.

وتعني عقوبة الإعدام قتل شخص نتيجة ارتكابه جريمة عظمى كما يُحددها قانون البلد الذي يُحاكم فيه. ويُشترط أن تكون العقوبة واردة في منطوق حكم قضائي يتوج محاكمة عادلة جرت أمام محكمة معترف بها ومشكلة وفق القانون. وإذا اختل أحد الشروط السابقة، فإن عملية الإعدام تدخل في نطاق التصفية الجسدية أو الإعدام خارج القانون.

وفيما يأتي أهم طرق الإعدام:

الرمي بالرصاص
من أكثر طرق الإعدام شيوعا، وتقضي بقتل المدان رميا بالرصاص، وقد يكون ذلك بإطلاق رصاصة واحدة على رأسه. وكانت هذه الطريقة شائعة لدى الشرطة السياسية في عهد ألمانيا النازية ولدى الشرطة السوفياتية، كما قامت فرنسا على نطاقٍ واسع بإعدام الثوار الجزائريين رميا بالرصاص.

وتبدو هذه الطريقة كما لو كانت تصفية أكثر منها تنفيذ حكم قضائي، لا سيما أن السياقات التي شاعت فيها تميزت بالقمع وغياب العدل وإلغاء حقوق الإنسان.

وفي كثير من البلدان، يُنفذ الإعدام بالرصاص من قبل كتيبة إعدام مؤلفة عادة من وحدة من الحرس أو الدرك يُنتقى عناصرها بناء على مهارتهم في الرمي، وتجري عملية الإعدام بحضور القضاء وبعض ممثلي الإعلام، ويُسمح للمعدَم بكتابة وصيته وأداء عبادات قبل الإعدام.

وتنتشر هذه الطريقة في بلدان عربية كما تُطبق في دول أخرى كـالصين وفيتنام وغينيا الاستوائية.

الشنق
يتم الإعدام شنقا بوضع حبل في رقبة المدان ورفعه عبر بكرة، مع تقييد اليدين حتى يموت الشخص خنقا. وقد يجري الإعدام شنقا بوضع الشخص على منصة تنفتح بعد ربط الحبل بعنقه، ليهوي الجسم إلى أسفل فيموت الشخص خنقا كذلك.

ويعتبر الشنق من أقدم صنوف الإعدام، ويُطبق في بلدان منها العراق وسوريا ومصر والسودان وإيران وبنغلاديش وماليزيا.

الرجم
وهو طريقة لتنفيذ الإعدام رميا بالحجارة، وله أثر في التقاليد المسيحية إذ يطبق على المرأة الثيب (المتزوجة) إذا زنت. وفي الإسلام أيضا يرجم الثيب الزاني ذكرا كان أو أنثى، وذلك بعد إجراءات دقيقة معقدة للتحقق من وقوع الجريمة أو اعتراف مرتكبها.

ويتم الرجم بتثبيت المدان متكئا أو وضعه في حفرة، ثم ينهال عليه جمع من الناس رميا بالحجارة  حتى الموت.

ويُعاقب بالرجم في إيران والسودان وأفغانستان واليمن وبعض ولايات شمال نيجيريا، إلا أنَّ تطبيقه بات مقتصرا بشكل كبير على إيران منذ بدايات القرن الحادي والعشرين. وينص القانون الجنائي الإيراني على أن تكون الحجارة المستعملة في الرجم متوسطة، لا تَتسبب في موت المعدَم سريعا.

قطع العنق
ينفذ السياف عقوبة الإعدام بقطع الأعناق، فيُثبت الجاني جاثيا مغطى الرأس ليُسدد له السياف ضربة تُطيح برأسه. والدولة الوحيدة التي تُطبق هذه الطريقة في العالم هي المملكة العربية السعودية.

وتوجد طريقة أخرى لقطع الرأس وتتم بالمقصلة، وقد اشتهرت خلال الثورة الفرنسية، إذ نصب الثوار مقصلة كبيرة في ساحة الوئام بباريس أُعدم تحتها أكثر من ثلاثمئة ألف من أنصار الملكية في أقل من عام. وظل الإعدام بالمقصلة معتمدا في فرنسا حتى إلغاء العقوبة نهائيا عام 1981.

الصعق بالكهرباء
ظهرت هذه الطريقة عام 1880 في الولايات المتحدة ولا تكاد تُطبق خارجها، وتقوم على تثبيت المدان على كرسي من خشب وربطه بأزرار كهربائية تُشحن بتيارات عالية الشدة عدة مرات متتالية في ثوانٍ معدودة، فيُصعق بها المدان ويموت فورا.

وفي كثير من الأحيان يُخير المدان بالإعدام بين المقعد الكهربائي وبين طرق أخرى. وفي عام 2008 اعتبرت المحكمة العليا بولاية نيبراسكا عقوبة الصعق بالكهرباء منافية للدستور الأميركي.

الحقنة السامة
استُعملت للمرة الأولى في الولايات المتحدة عام 1982 كبديل للصعق الكهربائي والشنق والرمي بالرصاص من منطلق أنها لا تُسبب معاناة بدنية شديدة، قبل أن يتبين في عدة حالات حجم المصاعب التي تُلاقيها فرق الإعدام في العثور على العِرق الأنسب للحقنة المميتة.

غرفة الغاز
ظهرت هي الأخرى في الولايات المتحدة، واستُلهمت من غرف الغاز التي استخدمتها ألمانيا النازية خلال ما يعرف بالمحرقة النازية. وتقوم هذه الطريقة على وضع المدان في غرفة محكمة الإغلاق مزودة بنظام لضخ الغاز السام ليموت من جراء الاختناق. لكن هذه الطريقة أثبتت محدوديتها لقدرة المدان على إطالة أمد معاناته بكتم أنفاسهْ قدر الإمكان، مما يتسبب له في أذى بدني ونفسي فظيع.

المصدر : الجزيرة