كمال كليجدار.. زعيم المعارضة التركية الرافض للانقلاب
كمال كليجدار زعيم سياسي تركي، رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، ورغم ذلك فقد فاجأ الجميع بموقفه السريع والصارم في رفض محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم 15 يوليو/تموز 2016.
المولد والنشأة
وُلد كمال كليجدار أوغلو يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي (شرقي الأناضول) في تركيا، لعائلة من الطائفة العلوية تعود أصولها إلى خراسان في إيران. وكان اسم والده "قمر خان" لكنه عام 1950 غيّر كنيته من "خان" إلى كليجدار أوغلو. وهو الرابع بين أبناء العائلة السبعة، وأب لابنتين.
الدراسة والتكوين
أكمل كليجدار مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس ولايته، والتحق بمدرسة إيلازيج التجارية الثانوية فأنهاها بمرتبة الشرف عام 1967، ثم انتقل للدراسة الجامعية في العاصمة فدخل أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية التي تخرج فيها 1971.
الوظائف والمسؤوليات
عمل كليجدار في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية بدءا من عام 1992، وتولى مسؤولية إدارتها العامة بين عامي 1997 و1999. وقد انتخب يوم 31 أغسطس/آب 2012 نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية.
التجربة السياسية
بدأ كليجدار نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه إلى حزب الشعب الجمهوري العلماني، الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لسياسة وفكر مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
خاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ثم في أغسطس/آب 2007، وفاز بعضوية البرلمان بالدائرة الثانية في إسطنبول. وترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بالانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/آذار 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
وعام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا بعد استقالة سلفه دينيز بايكال، فقاد الحزب في معركة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو/حزيران 2011 فحل ثانيا فيها بنسبة 26% من الأصوات.
شارك الحزب بقيادته -مع حزب الحركة القومية المعارض- في ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للمنافسة بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في أغسطس/آب 2014 للمرة الأولى بطريقة التصويت المباشر، لكنه خسر أمام المرشح القوي لحزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
أعيد انتخاب كليجدار عام 2014 رئيسا لحزب الشعب فقاده إلى الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران 2015 وفي إعادتها في نوفمبر/تشرين الثاني الموالي، ونال الحزب المركز الثاني في الجولتين، كما أعيد فيهما انتخاب رئيسه لعضوية البرلمان.
يتزعم كليجدار المعارضة باعتباره رئيس أكبر أحزابها، وهو معروف داخليا بمواقفه المناهضة بشدة لحزب العدالة والتنمية وحكوماته المتعاقبة، كما يعارض بقوة سياسات الحزب الخارجية لا سيما في موضوع الانفتاح على الشرق الأوسط والعالم العربي.
وعلى المستوى الخارجي، يوصف بأنه صديق للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، وهو ما يرده مراقبون لخلفيته الطائفية العلوية الشيعية وكون حزبه محسوبا عموما على هذه الطائفة، كما تجمعه علاقة قوية بنظام الحكم في العراق وإيران.
ضد الانقلاب
وحين قامت قطاعات من الجيش التركي بمحاولة انقلابية لإسقاط نظام الحكم والاستيلاء على السلطة يوم 15 يوليو/تموز 2016، وقف كليجدار ضد الانقلاب وانتقد المشاركين فيه رغم كونه يقود أكبر حزب معارض للنظام الحاكم. وفي صبيحة اليوم التالي للمحاولة، كان حاضرا بين زملائه في البرلمان لإعلان وقوفهم إلى جانب الشرعية الديمقراطية.
ومن ميدان تقسيم الشهير وسط إسطنبول، تلا كليجدار بيانا لحزبه على شكل وثيقة تدين الانقلابات، وذلك أمام مئات الآلاف من كافة التيارات السياسية شاركوا في "مسيرة الديمقراطية" التي جمعت الحكومة والمعارضة يوم 24 يوليو/تموز 2016.
ورغم معارضته للحكومة وانتقاده المتكرر لسياسات رئيس البلاد أردوغان، فإن كليجدار لبى دعوة وجهها إليه الأخير للقائه في القصر الجمهوري يوم 25 يوليو/تموز 2016، وهو اللقاء الذي اعتبر تحولا مركزيا في العلاقات الوطنية التركية.
في يوم 6 مارس/آذار 2023 أعلن تحالف المعارضة التركي -المعروف باسم "الطاولة السداسية"- أن كمال كليجدار هو مرشحه للانتخابات الرئاسية لمنافسة زعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.