عبد الحليم رضوي.. رائد الفن التشكيلي السعودي

تصميم عن الفنان عبد الحليم رضوي - الموسوعة

عبد الحليم رضوي أحد مؤسسي الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية وحاصل على شهادات عليا من جامعات روما ومدريد، يوصف بأنه رائد الفن التشكيلي في السعودية، ويعتبر من أوائل من حملوا ريشة الفن في منطقة الخليج العربي.

المولد والنشأة
ولد عبد الرحيم رضوي عام 1939 في حي أجياد بـمكة المكرمة. توفي والده وهو في سن السابعة فنشأ في أسرة فقيرة تعيش في خيمة صغيرة وسط ظروف مادية صعبة.

تحمل رضوي مسؤولية أسرته في سنه التاسعة لكونه الابن الأكبر فيها، فعمل بائعا للحلويات وعاملا في خدمة الطوافة (إرشاد الحجاج والمعتمرين)، كما عمل في البناء والخياطة.

الدراسة والتكوين
واصل رضوي دراسته حتى المرحلة الثانوية. وخلال دراسته في ثانوية العزيزية بمكة شارك في معرض فني على مستوى الدولة بلوحة سماها"(القربة"، ففازت مدرسته بفضل لوحته بالمركز الأول، ونال هو جائزة نقدية بقيمة 500 ريال (حوالي 138 دولارا)، مما شجعه على التوجه إلى إيطاليا لدراسة الفنون على نفقته الخاصة بداية قبل أن يدخل ضمن برنامج الابتعاث الوطني بعد ذلك بعام.

وفي عام 1964 حصل على شهادة بكالوريوس في فن الديكور من كلية الفنون الجميلة بروما وعاد للكلية ذاتها لاحقا للحصول على درجة أكاديمية أعلى، ثم نال درجة الدكتوراه في الفنون من جامعة سان فيرناندو بمدريد 1979، وكان عنوان رسالته "دور الفن العربي وأثره على الفنون الغربية من خلال حضارة العرب في إسبانيا".

الوظائف والمسؤوليات
بدأ رضوي حياته العملية مدرسا للرسم بمعهد التربية الفنية في الرياض، وفي 1973 عمل رئيسا لرابطة الفنانين التشكيليين العرب في مدريد.

عُين مديرا لمركز الفنون الجميلة في جدة منذ تأسيسه عام 1967 وحتى إلغائه 1974، وشغل منصب المدير العام لجمعية الثقافة والفنون في جدة لمدة 11 عاما بدءا من 1980. كما عمل مستشارا للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ابتداء خلال 1993-2006.

التجربة الفنية
أنتج رضوي أكثر من 3300 عمل فني ما بين رسم وتصوير ونحت ومجسمات جمالية وجداريات، منها 33 مجسما جماليا في مدينة جدة لوحدها، وسبعة في جامعة الملك سعود بالرياض، واثنان في مدريد، وواحد في العاصمة البرازيلية برازيليا.

في عام 1964 أقام رضوي معرضه الشخصي الأول، والذي كان حينها أول معرض تشكيلي يُقام في المملكة، وذلك بعد عودته من إيطاليا حاملا دبلوم الفنون الجميلة.

وبعد تنظيم المعرض في جدة، طاف في الرياض ثم الشرقية ليساهم في التعريف بالفن التشكيلي ويكسر حاجزا نفسيا كان يحول دون ولوج مجاله، وهو ما شجع زملاء له على الإقدام لاحقا على تنظيم معارض تشكيلية خاصة بهم.

تميز عمله بأسلوب خاص مزج بين التصوير والنحت والجداريات، وعادة ما يستخدم الألوان الزيتية أو "الإيكريلك" في لوحاته.

اهتم رضوي اهتماما خاصا بالخطوط الدائرية والألوان البراقة، ودعمها بالزخارف العربية التي منحها الأولوية تعبيرا منه عن الهوية الإسلامية مستعملا الحرف العربي.

وانطلاقا من هذا التوجه، تعددت الأسماء التي أطلقها رضوي على لوحاته، وأبرزها "ليلة الحنة"، "ليلة الفرح"، المزمار الشعبي"، "الخيول".. وغيرها، حيث صنع الحرف العربي تشابكات وتقابلات فنية فريدة داخل مستطيل لوحاته.

يعتبر رضوي من أكثر الفنانين التشكيليين معارض فنية على مستوى العالم، حيث شارك في 101 معرض في الولايات المتحدة وهولندا والبرازيل والسويد وبريطانيا واليابان وإندونيسيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا ودول الخليج.

كما توجد لوحاته في العديد من المتاحف والصالات الفنية مثل: متحف الفن الحديث في أبسيا بإسبانيا، ومتحف الفن الحديث في الأردن، ومتحف الفن في ريو دي جانيرو بالبرازيل، ومتحف الفن الحديث في المغرب، والمتحف الوطني في تونس، إلى جانب متحف كير جاس في زيوريخ بسويسرا، وصالة الفن في سان ماركو بروما، وهناك متحف خاص لأعماله في مدينة جدة.

المؤلفات
في عام 1981 ألف رضوي كتابه "الحياة بين الفكر والخيال". وفي عام 1986 شارك في تأليف كتاب "قضايا معاصرة في الفن التشكيلي والفكر الاجتماعي" مع الدكتور أبو بكر باقادر وأكرم طشكندي، كما قام بإعداد كتاب "الرضوي في مشواره الفني".

الجوائز والأوسمة
نال رضوي وسام العلوم والفنون والآداب من أكاديمية بون تازين الدولية في نابولي بإيطاليا عام 1996، ووسام الفارس من رئيس بلدية ريو دي جانيرو في البرازيل عام 1984، ودرع لبنان عن معرضه الـ90 في بيروت عام 1998.

الوفاة
توفي الفنان عبد الحليم رضوي في 6 مارس/آذار 2006 إثر إصابته بنوبة قلبية في المستشفى التخصصي بجدة عن عمر ناهز 67 عاما.

المصدر : الصحافة السعودية