حزب الشعوب الديمقراطي
حزب تركي تأسس عام 2012، يؤكد زعماؤه أنه يمثل كل الأتراك وليس الهوية الكردية وحدها، غير أن الكثيرين يعتبرونه حزبا كرديا ونسخة عن حزب السلام والديمقراطية الكردي. ينص قانونه الداخلي على أنه "حزب يمثل المضطهدين والمهمشين".
النشأة والتأسيس
تأسس حزب الشعوب الديمقراطي يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012.
التوجه الأيديولوجي
يقدم التنظيم نفسه بوصفه حزبا لكل مكونات وأطياف المجتمع التركي، مؤكدا أنه لا يمثل هوية أو عرقا بعينه، وينفي أن يكون حزبا كرديا.
غير أن الكثيرين يعتبرونه حزبا كرديا ونسخة عن حزب السلام والديمقراطية الكردي، لكنه موجه إلى مناطق تركيا الغربية. كما أن هناك من يعتبره حزبا ذا توجه اشتراكي، ويتهمه آخرون بأنه قوة تنفذ قوانين حزب العمال الكردستاني.
وشكل نواب سابقون عن حزب السلام والديمقراطية اللبنة الأولى عند تأسيس الحزب، وحمل مؤتمره الأول يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2013 شعار "هذه البداية فقط".
أهداف الحزب
بحسب نص قانونه الداخلي، فإن "الحزب يمثل المضطهدين والمهمشين بالدرجة الأولى وكل مكونات المجتمع التركي على اختلاف معتقداتها الدينية وتوجهاتها السياسية والثقافية، وكذلك الأقليات".
ويهدف الحزب إلى "محاربة الاستغلال والتمييز وتوفير حياة كريمة ومساواة للجميع"، كما يسعى لتغيير نظام حزب العدالة والتنمية الذي يعتبره غير ديمقراطي.
ومن مكوناته العديد من الحركات التي شاركت في احتجاجات ميدان تقسيم. وتنظر إليه بعض الأطراف على أنه حركة سياسية استفادت مما تقول إنها مكتسبات تجربة "انتفاضة غيزي".
تشير أرقام متداولة على نطاق واسع إلى ارتفاع تمثيلية النساء في الحزب، كما تشكل فئة الشواذ والمتحولين نسبة تقارب 10% من حزب الشعوب الديمقراطي.
ويرأس الحزب صلاح الدين دميرطاش مناصفة مع السياسية الكردية فيغان يوكسيك داغ.
مباركة أوجلان
شارك الحزب بالتعاون مع حزب السلام والديمقراطية في الانتخابات البلدية بتركيا عام 2014، وتقاسما الدور، حيث شارك حزب السلام والديمقراطية في المناطق ذات الأغلبية الكردية، أما حزب ديمقراطية الشعوب فشارك في بقية مناطق البلاد.
ونظمت صفوف الحزبين بعد الانتخابات على شكل هيكل مشترك، حيث انضمت كتلة نواب حزب السلام والديمقراطية في البرلمان التركي إلى حزب الشعوب.
وحظي المولود السياسي الجديد بمباركة قوية من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي أرسل برقية إلى مؤتمر الحزب الذي أقيم يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وجاء فيها أن "الحزب الجديد يمثل محطة تاريخية مهمة في النضال من أجل الديمقراطية في تركيا"، معتبرا أن بإمكانه الوصول إلى فئات كبيرة من الأكراد والأتراك لم يستطع حزب السلام والديمقراطية أن يخاطبها.
ويعتبر مراقبون أن هذا الحزب لم يكن ليبصر النور دون رغبة أوجلان، في رسالة تشير إلى أن خيوط اللعبة السياسية ما زالت بيده.
وحسب الحكومة التركية فإن حزب الشعوب الديمقراطي هو المتهم الأول بالتحريض على الاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها شوارع العديد من المدن التركية في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2014، فيما عرف باحتجاجات عين العرب (كوباني)، التي ألقى فيها المحتجون اللوم على الحكومة لسقوط المدينة بيد تنظيم الدولة الإسلامية.
شهد حزب الشعوب الديمقراطي انعطافة نوعية في تشريعيات يونيو/حزيران 2015 حيث برز قوة لا يستهان بها في السياسة التركية بعدما تجاوز عتبة الـ10% التي يسمح بموجبها للأحزاب بدخول البرلمان. وحظي بنحو 78 مقعدا في المؤسسة التشريعية لفوزه بـ13% من مجموع الأصوات.
ولأن أي حزب لم يحصل على الأغلبية المطلقة التي تسمح له بتشكل حكومة بمفرده، ولأن مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية فشلت، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى انتخابات مبكرة يوم 1 نوفمبر/نشرين الثاني 2015، حيث تراجعت شعبية حزب الشعوب وفقد 19 مقعدا بحصوله على 59 مقعدا بنسبة 10.70% من الأصوات.