جماعة عباد الرحمن
حركة سنغالية تتبنى فكر جماعة الإخوان المسلمين، تأسست في أواخر سبعينيات القرن الماضي،
وساهمت في نشر الثقافة العربية والإسلامية ومظاهر الالتزام في الشارع السنغالي من خلال أدوارها الدعوية و التربوية والتعليمية.
النشأة والتأسيس
تأسست جماعة عباد الرحمن سنة 1978 على أيدي مجموعة من الشباب السنغاليين المتأثرين بفكر الإخوان المسلمين، والمقتنعين بضرورة إيجاد إطار دعوي و فكري يُعيد للشعب السنغالي هويته الإسلامية والعربية التي طمست الإدارة الاستعمارية الفرنسية الكثير من معالمها.
كان معظم مؤسسي الجماعة ينتمون إلى الاتحاد الثقافي الإسلامي حتى طردهم منه سنة 1976 بعد خلافات مع قيادة الاتحاد. وقد اتخذت الجماعة من مدينة "تيس" الواقعة على بعد سبعين كيلومترا غرب العاصمة داكار أحد أهم معاقلها الدعوية والتعليمية.
غالبية الأعضاء المؤسسين من خريجي البعثات الطلابية التي تلقت تعليمها ببعض الدول العربية، مثل المغرب والجزائر ومصر والسودان والسعودية، و تعرَّفوا على الحركات الإسلامية الإصلاحية و تأثروا كثيرًا بمنهجها الفكري.
التوجه الأيديولوجي
تهدف جماعة عباد الرحمن إلى إقامة مجتمع إسلامي حقيقي في السنغال، وتسعى إلى إحياء القيم الإسلامية بالمجتمع وربطه من جديد بتاريخ الثقافة الإسلامية.
تعتبر الجماعة نفسها "حركة إسلامية شمولية تركز على الدعوة والتربية وإصلاح الحياة والشأن العام بالبلاد من خلال المنهجية الوسطية"، ويقوم مشروعها على العمل على إصلاح الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والمساهمة مع الآخرين في إصلاح المجتمع السنغالي، حسب وثائق الجماعة.
ومع تأكيد الحركة على علاقتها الفكرية الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين واستلهامها للكثير من أنماط العمل الفكري والحركي من هذه الجماعة، إلا أنها تنفي أن تكون عضوا في التنظيم الدولي للإخوان.
محطات
انصب اهتمام الحركة منذ تأسيسها على التربية والتعليم، فأسست عشرات المدارس لتعليم العلوم العربية و الإسلامية بمناطق متعددة من البلاد، كما ركزت عملها الدعوي والتربوي على المؤسسات التعليمية العمومية.
يرى البعض أن تأثير الجماعة كان واضحا في الشارع السنغالي، حيث انتشر الحجاب وبناء المساجد في المؤسسات التعليمية، وذلك رغم المعارضة الشديدة التي جوبهت بها من قبل التيارات اللائكية.
نجحت الجماعة في إيجاد هيئات طلابية فاعلة بعضها تابع للجماعة كحركة طلاب وتلاميذ جماعة عباد الرحمن، وبعضها مقرب منها فكريا كرابطة الطلاب والتلاميذ المسلمين بالسنغال.
كانت الخلافات حول رؤية الجماعة واستراتيجياتها سببا رئيسيا للتصدع الذي عرفته الجماعة مطلع 2000، حين غادرتها شخصيات وازنة لتؤسس حزب حركة الإصلاح من أجل التنمية الاجتماعية الذي حصد مقعدين من أصل 150 مقعدا في الانتخابات البرلمانية لعام 2013.
ظلت الجماعة ترفض المشاركة السياسية المباشرة، مكتفية بتسجيل مواقفها من بعض الأحداث الوطنية الكبيرة عن طريق إصدار البيانات، إلا أن توصيات مؤتمرها العاشر الذي نظم في شهر يناير/كانون الثاني 2012 شددت على ضرورة إيجاد إطار حزبي تدعمه الجماعة و تغذيه بشريا وماديا كواجهة سياسية لها، وأعلنت دعمها الرسمي للرئيس ماكي صال في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس/آذار 2012.