سد النهضة.. أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا
بدأت إثيوبيا بناء مشروع سد النهضة على النيل الأزرق قرب الحدود السودانية في عام 2011، مما سبب توترات إقليمية مع السودان ومصر التي تعتمد على 90% من مياه النهر لسد احتياجاتها من الري والشرب.
الموقع
يقع السد على النيل الأزرق بولاية بني شنقول شمال غربي إثيوبيا، ويبعد عن الحدود السودانية بنحو 30 كيلومترا.
نهر النيل
يبلغ طول نهر النيل نحو 7 آلاف كيلومتر، ويعد النهر الأطول في العالم، ويعد مصدرا حيويا مهما للموارد المائية وللطاقة الكهرومائية.
تبلغ مساحته 3 ملايين كيلومتر مربع، ويشكل 10% من مساحة القارة الأفريقية، ويمر عبر 10 دول، وهي بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، بالإضافة لرواندا والسودان وجنوب السودان وتنزانيا.
يقدر مستوى التدفق السنوي للنهر بـ84 مليار متر مكعب.
ينبع النيل الأزرق من إثيوبيا، والنيل الأبيض من بحيرة فكتوريا، ويلتقيان في الخرطوم حيث يشكلان نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصب أخيرا في البحر المتوسط.
معطيات عن سد النهضة
يطلق عليه أيضا "سد الألفية الكبير"، تبلغ قيمته قرابة 4 مليارات دولار، وتولت شركة "سالني" الإيطالية مهمة بنائه، ومولته الحكومة الإثيوبية بالكامل.
يعد أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، والعاشر في الترتيب العالمي.
قدرته تفوق 5 آلاف ميغاوات، ويحتوي على 15 وحدة لإنتاج الكهرباء، قدرة كل منها 350 ميغاوات.
يبلغ طوله 1800 متر، وارتفاعه 145 مترا، وسعته القصوى 74 مليار متر مكعب.
بدأت إثيوبيا المرحلة الأولى في تعبئته عام 2020، وشرعت في إنتاج الطاقة منه في فبراير/شباط 2022.
أبرز المحطات
تقول إثيوبيا إن السد سيعود بفائدة على السودان من خلال التحكم في الفيضانات التي تصيبه، خاصة عند سد الروصيرص، ومن خلال تخزين طمي النيل الأزرق، وهو ما سيطيل عمر السدود السودانية والسد العالي.
وتعتبر مصر مشروع السد تهديدا "وجوديا" متخوفة من أن تؤثر تعبئته خلال وقت قصير على خفض جريان تدفق مياه النيل.
وعبرت مصر والسودان عن مخاوف من أن يفقدهما السد كمية كبيرة من المياه تبلغ نحو 25 مليار متر مكعب، فضلا عن أن نقص مخزون المياه خلف السد العالي سيؤثر سلبا -حسب خبراء في مجال المياه- على الطاقة الكهربائية المتولدة منه بما يتراوح بين 20% و40%.
وتكمن مشكلة هذا السد في الفترة الزمنية المطلوبة لملء خزانه الذي سيحتاج إلى كميات كبيرة من مياه النيل الأزرق الواصلة إلى السودان ثم مصر، لذلك فإنه من المتوقع أن تقل حصة البلدين من تدفق النيل بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة.
ويرى خبراء أن القاهرة والخرطوم ستدفعان باتجاه تقنين فترة ملء الخزان، وجعلها لا تقل عن 15 عاما تحت إشراف خبراء من البلدين، فضلا عن التوقف عن عملية الملء إذا تراجع المنسوب إلى أقل من المتوسط العام.
ومن جهتها، تقول إثيوبيا إنها حريصة على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية، وتؤكد أن سد النهضة لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل وفقا لدراسات تم إجراؤها، بل إن مصر يمكنها الاستفادة من الطاقة الكهربائية الكبيرة التي سينتجها السد.
تتمسك مصر بحقها في مياه النيل بناء على سلسلة من الاتفاقات المبرمة منذ عام 1929، حصلت مصر على حقها في بناء أي مشروع على النهر.
وفي عام 1959 حصلت مصر على نسبة 66% من كمية التدفق السنوي للنيل بمقابل 22% للسودان.
وفي عام 2010 وقعت دول حوض النيل باستثناء مصر والسودان، اتفاقا ينص على إلغاء الحق الذي تتمتع به مصر، وسمح بإقامة مشاريع ري وسدود لإنتاج الكهرباء.
وفي يوم 23 مارس/آذار 2015 وقع قادة مصر وإثيوبيا والسودان على وثيقة مبادئ بشأن سد النهضة، عقب جهود دبلوماسية رفيعة المستوى لتخطي نقاط الخلاف.
وتعترف مصر بموجب الوثيقة بحق إثيوبيا في بناء السد مقابل تعهدات أديس أبابا بمشاركة القاهرة في إدارته.
ويمهد الاتفاق الطريق أمام حل الخلاف المصري الإثيوبي حول السد، وذلك باستحداث آليات للتعاون والتشاور.
ملء السد
في 22 يوليو/تموز 2020 أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إتمام المرحلة الأولى من ملء سد النهضة. ووصف هذه المرحلة الأولى من ملء الخزان بالـ"تاريخية".
وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو/ تموز 2021، وسط رفض مصري سوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".
وفي فبراير/شباط 2022 أعلن آبي بدء إنتاج الطاقة الكهربائية في السد وتشغيل التوربين الأول لمحطة التوليد.
وفي 12 أغسطس/آب 2022 أعلنت أديس أبابا اكتمال عملية الملء الثالث لسد النهضة بنجاح، كما أعلنت عن تشغيل توربين ثان لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 375 ميغاوات، ليرتفع بذلك مقدار توليد الطاقة إلى 750 ميغاوات.