الحزب الشيوعي الصيني

الحزب الشيوعي الصيني - الموسوعة

حزب سياسي بدأ حكم الصين عام 1949، يعد مؤسس جمهورية الصين الشعبية. مرّ بمراحل عديدة منذ تأسيسه، ويعتبر أكبر الأحزاب السياسية في العالم.

النشأة والتأسيس
تأسس الحزب الشيوعي الصيني في تموز/يوليو 1921 في مدينة شنغهاي، ووصل إلى السلطة عام 1949 بقيادة ماو تسي تونغ، إثر حرب أهلية خاضها ضد خصمه العنيد الحزب الوطني "الكومندانغ". يعتبر نفسه طليعة للطبقة العاملة الصينية والشعب الصيني بشكل عام.

التوجه الأيديولوجي
يتبنى الحزب -حسب دستوره- الماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ، ويعتبرها موجِّهة لعمله.

حدد أهدافه في تحقيق النظام الاجتماعي الشيوعي، وقيادة وتوحيد أبناء مختلف القوميات في البلاد، والاهتمام بالبناء الاقتصادي بشكل مركزي، والإصلاح والانفتاح، والاعتماد على الذات والعمل الشاق، والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة قوية غنية وديمقراطية ومتحضرة.

أعلن الحزب في مبادئه، تمسكه بخط الحزب الشيوعي، والتمسك بتحرير الأفكار وطلب الحقيقة من الواقع، وخدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، والتمسك بنظام المركزية الديمقراطية. تقود الحزب اللجنة المركزية ومكتبها السياسي، وهي الهيئة القيادية العليا للحزب.

يعقد مؤتمره العام مرة كل خمس سنوات، وعقد أول مؤتمر وطني عام 1921، وتشير التقديرات إلى أن عدد أعضائه بلغ عام 2014 أكثر من 82 مليون.

المسار
قاد الحزب الشيوعي الصيني حركة التحرر ضد التدخلات الأجنبية في أطول ملحمة عرفها التاريخ الحديث عرفت باسم "المسيرة الكبرى"، وخاض حربا ضروسا مع خصمه العنيد الحزب الوطني "الكومندانغ" انتهت بحسم المعركة في البرّ الرئيسي الصيني وهزيمة الوطنيين إلى جزيرة تايوان التي لا تزال الصين تحاول استعادتها وتعتبرها مقاطعة مارقة.

مرّ الحزب بمراحل عدة تعرض فيها -وعرّض البلاد- للكثير من الهزات والإخفاقات، مثل تجربة "القفزة الكبرى إلى الأمام" في منتصف خمسينيات القرن الماضي التي حاول فيها القفز بالصين من بلد زراعي إلى بلد صناعي، لكن المحاولة باءت بالفشل.

أدخل الصين في ما سمي "الثورة الثقافية" بين عام 1966 وعام 1976، حيث دخلت البلاد بأسرها في مرحلة من الاضطراب الاجتماعي احتدم فيها الصراع العقائدي والأيديولوجي.

لكن الحزب استطاع خلال مسيرته تحقيق العديد من الإنجازات بعدما تبنى عام 1979 ما سماه سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج التي دعا لها زعيم الحزب دنغ شياو بينغ، واتبع نظرية "اقتصاد السوق الاشتراكي" التي لا تزال تثير دهشة وانتباه العالم بما حققته من إنجازات اقتصادية.

يتحكم الحزب بجميع مؤسسات ومفاصل الدولة الصينية من رئيس الدولة والحكومة إلى حاكم أصغر منطقة في البلد. وقد عرف حالات عديدة من الفساد داخله، وكشفت إحصاءات رسمية عن تورط أكثر من 660 ألف مسؤول حزبي وحكومي في قضايا فساد، ومثول 24 ألفا منهم أمام القضاء، وخضوعهم لإجراءات عقابية وتأديبية.

أقر المؤتمر السادس عشر للحزب عام 2002 تعديلا في ميثاقه أتاح للطبقات الجديدة الناشئة الانضمام إلى الحزب الذي ربط علاقات صداقة مع نحو 300 حزب من 120 دولة في العالم.

عقد في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 مؤتمره العام الثامن عشر، وانتخب خلاله قيادة جديدة مكونة من لجنة مركزية (مائتي عضو) ومكتباً سياسياً (25 عضواً) ولجنة دائمة (سبعة أعضاء) وأمينا عاما جديدا هو شي جين بينغ، وتتولى هذه القيادة رسم اتجاهات الصين المستقبلية للعقد القادم.

تعهد الحزب في المؤتمر المذكور بإدخال إصلاحات قانونية لمنح القضاة المزيد من الاستقلال والحد من نفوذ المسؤولين المحليين على المحاكم.

طردت السلطات في الحزب الشيوعي الصيني في 14 يناير/كانون الثاني 2015 مسؤولا كبيرا في الحزب بعد التحقيق معه في قضية تتعلق بالفساد، والاشتباه بتلقي المشرع الكبير في أعلى هيئة تشريعية في الصين رشى بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية.

نشرت اللجنة المركزية للحزب يوم 9 فبراير/شباط 2015 وثيقة تقترح تعزيز ما وصفته بالديمقراطية التشاورية، بهدف توسيع مشاركة الشعب في السياسة، ورغبة في تحديث وتجديد أساليب الحكم وتطوير النظام السياسي.

المصدر : الجزيرة