الجزيرة الخضراء
مدينة إسبانية، تنتمي لمقاطعة قادش التابعة لإقليم الأندلس المتمتع بالحكم الذاتي. أكبر مدن منطقة جبل طارق، لها موقع إستراتيجي هام لقربها من مضيق جبل طارق، وهي أهم ميناء لنقل البضائع في إسبانيا.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة الجزيرة الخضراء في أقصى جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية داخل خليج واسع يحمل اسمها ويقع على جانبها الشرقي، تبلغ مساحتها 85 كيلومترا مربعا وترتفع عن مستوى البحر بمقدار 20 مترا. يحدها نهر "بالمونيس" شمالا وجدول مياه "البيلار" جنوبا، ومناخها معتدل، وهو مزيج من المناخ المتوسطي والأطلسي.
السكان
يسكنها أكثر من 116 ألف نسمة حسب إحصاء 2012، وهي ثالث أكبر مدن مقاطعة قادش من حيث عدد السكان، يتحدث سكانها اللغة الإسبانية.
الاقتصاد
يعتبر ميناء الجزيرة الخضراء المحرك الرئيسي لاقتصاد المدينة، بلغت حركة البضائع من خلاله 75 مليون طن تقريبا عام 2008.
التاريخ
أطلق المسلمون الأوائل عند فتح الأندلس عام 711 اسم الجزيرة الخضراء على هذه المدينة، وكان الاسم يشير إلى جزيرة تقع أمام الميناء الحالي ولم يعد لها وجود الآن بعد أن صارت جزءا من يابسة ساحل المدينة الحالي.
اختصر الناس اسمها إلى الجزيرة، إلا أن الحاجب المنصور أبو عامر محمد بن أبي عامر ابن عبد الله المعافري -المولود بأرضها- فرض في القرن العاشر إعادة تسميتها بالجزيرة الخضراء.
وأثبتت حفريات أثرية أن تاريخ الجزيرة يعود إلى أزمنة قديمة للغاية تصل إلى عصور ما قبل التاريخ نظرا لأهمية موقعها الاستراتيجي والجغرافي.
وتشير أبحاث إلى أن أول مستوطنة بشرية كبيرة مؤكدة في تاريخ الجزيرة هي مستوطنة رومانية في القرن الأول الميلادي، تسمى "يوليا ترادوكتا"، وتعني "يوليا المنقولة" في إشارة إلى أن جزءا من سكانها جاء منقولا من مدينتي طنجة وزيليس عقابا لهم على ثورتهم ضد الإمبراطورية الرومانية.
كانت الجزيرة الخضراء أول مدينة أندلسية يؤسسها المسلمون بعد الفتح الإسلامي للأندلس عام 711، وأصبحت الطريق الرئيسي للتواصل بين أوروبا وأفريقيا، وفي عام 859 هاجم الفايكنغ الجزيرة بغتة وعاثوا فيها نهبا لمدة ثلاثة أيام وأحرقوا مسجدها الجامع ومسجد الرايات.
لكن أهل المدينة أعادوا تنظيم أنفسهم وأجبروا الفايكنغ على الفرار واستولوا على اثنين من مراكبهم، ثم أعادوا بناء المسجدين وتحصين أسوار المدينة.
عانت من صراع ملوك الطوائف، فتقلبت أحوالها بين حكم المرابطين ثم الموحدين، وفي 1342 قاومت لمدة عشرين شهرا حصارا من جيوش قشتالة وأراغون وجنوة بمساعدة جنود صليبيين متطوعين ودعم من ملكي إنجلترا وفرنسا ومن الفاتيكان، وسقطت أخيرا عام 1344 في أيدي ملك قشتالة ألفونسو الحادي عشر.
في عام 1966 أصدرت حكومة فرانكو قرارا بجعل الجزيرة الخضراء منطقة متميزة وموقعا لخطة التنمية الصناعية ولتطوير الميناء، وأدى ذلك إلى نمو قوي للمدينة وزيادة كبيرة في عدد سكانها، وأصبح الميناء يشغل تقريبا ساحل المدينة وأضحى محطة عملاقة لتوقف وتموين السفن.