درعا
مدينة سورية ومركز محافظة درعا، تعدُّ من أقدم المدن العربية وهي العاصمة التاريخية لإقليم حوران، وتعرف في التراث العربي باسم "أذرعات". أطلق أهلها شرارة الثورة على نظام بشار الأسد منتصف مارس/آذار 2011.
الموقع
تقع مدينة درعا جنوب غرب سوريا، على بعد مائة كيلومتر جنوب دمشق، وتعدُّ البوابة الجنوبية للبلاد. تزايد عدد سكانها وكبر حجمها بفعل تزايد الهجرة إليها من أهل القرى والمدن المحيطة بها ومن بقية أرجاء سوريا.
السكان
يبلغ عدد سكان درعا نحو 1.5 مليون نسمة، ثلثاهم يسكنون ريف المحافظة، بينما يسكن المدينة نحو نصف مليون نسمة، يضمون -إضافة إلى أهلها الأصليين- المهاجرين وعددا من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين عقب حرب عام 1967.
وغالبية سكان المدينة من المسلمين، ويعمل نسبة كبيرة من أهلها خارج سوريا وخاصة في الخليج، وما تزال العشائرية العائلية حاضرة في التكوين الاجتماعي للمدينة، لأن غالبية السكان من عائلات كبيرة ومتعددة الفروع، تشتغل في الغالب بالتجارة. وتنسحب العشائرية على الأحياء السكنية للمدينة، فمثلا تسكن منطقة السيبة عائلة المسالمة، وهناك شارع السويدان وحارة الأبازيد.. وهكذا.
عرفت المدينة منذ الاستقلال بالنشاط السياسي وتنوع المشارب الفكرية والسياسية، لكن ذلك لم يستطع اختراق تشكيلها العشائري والقبلي.
التاريخ
للمدينة تاريخ عريق، إذ تعاقبت عليها حضارات مختلفة منذ ما قبل الميلاد، وبعد التبعية للروم دخلها العرب المسلمون وعقدوا مع أهلها صلحا ومنحوها عهدا عام 635 للميلاد، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب قبل فتح القدس، وأقام في الجابية ثلاثة أسابيع، ويقال إن بناء المسجد العمري الشهير الموجود حتى اليوم في المدينة بدأ يوم زارها عمر بن الخطاب.
خضعت لحكم العثمانيين، وشارك أهلها عام 1918 في الثورة ضد الأتراك، وتعاونوا مع الحركة الوطنية في دمشق وباقي المدن السورية.
منحها خط الحديد الحجازي في بداية القرن العشرين نشاطا كبيرا، حيث كثر عدد سكانها، وساهم أهلها كذلك بقيادة وجهاء المنطقة -وأبرزهم سلطان باشا الأطرش- في إطلاق الثورة الكبرى من منطقة حوران ضد الاستعمار الفرنسي.
مهد الثورة
وفي أواخر فبراير/شباط 2011 اعتقل أطفال غالبيتهم من عائلة الأبازيد لأنهم كتبوا على جدران المدرسة عبارات معادية للنظام من وحي ثورات الربيع العربي في مصر وتونس، من قبيل: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"إجاك الدور يا دكتور" في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد.
ولما توجه الأهالي إلى المحافظ وفرع الأمن السياسي برئاسة عاطف نجيب حيث يحتجز الأطفال، قوبلوا بالطرد ورفض مقابلتهم، ورسالة مع معاون عاطف مفادها، أن لا تأملوا في رؤية أطفالكم من جديد، وأن "خلّفوا" غيرهم، وكلام آخر مهين للكرامة والمروءة.
بعد شهر من ذلك الموقف، خرجت مظاهرة يوم الثلاثاء 15 مارس/آذار 2011 في دمشق، ثم بعد صلاة الجمعة 18 مارس/آذار 2011 خرج أهالي درعا في مظاهرات يهتفون بحرية الأطفال من جامعي أبي بكر وبلال، وتوجهوا إلى المسجد العمري.
انتشر الخبر في أرجاء المدينة فانضم لهم معارضون وناشطون سياسيون، وارتفع سقف المطالب بإجراء إصلاحات إدارية في المحافظة ومحاربة الفساد الاقتصادي وغيره، فقابلها النظام بقوات حفظ نظام خاصة أطلقت النار عشوائيا على المتظاهرين السلميين الذين قضى منهم: محمود الجوابرة وحسام عياش، أول قتيلين في الثورة التي اجتاحت بعد ذلك كل المناطق السورية.
تعرضت المدينة -خلال السنوات التي تلت- للقصف والتخريب وتدمير كثير من أحيائها من قبل قوات النظام السوري، ودارت فيها مواجهات بينه وبين كتائب المعارضين.