مخاوف من انحدار أرباح الشركات الناشئة لتوصيل الطلبات بعد الانتعاش بسبب الجائحة

McDonald's restaurants reopen with a dine-in service, in London
مع عودة الحياة لطبيعتها وإعادة فتح المطاعم، هناك خشية من خسارة شركات التوصيل إيراداتها (رويترز)

ارتفعت مبيعات تطبيقات توصيل الطلبات للمنازل بشكل مذهل نتيجة الإغلاق الإلزامي للمطاعم بسبب جائحة كورونا، ولكن على الرغم من ارتفاع الإيرادات، فإن المستثمرين بدؤوا يشعرون بالقلق بشأن قدرة تلك الشركات الناشئة على تحقيق أرباحٍ جديدة مع بدء عودة الحياة لطبيعتها.

حيث ذكرت مجلة "ذي إيكونميست" (The Economist) في تقرير أخير لها أن إيرادات أشهر هذه الشركات في الولايات المتحدة الأميركية "دور داش" (DOOR DASH) قد ارتفعت 3 أضعاف في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وأن نفس الأمر حدث بالنسبة لمنافسها التقليدي الذي يأتي في المرتبة الثانية وهي شركة "أوبر إيتس" (UberEATS) التي حظيت أيضا بازدهار ملفت نتيجة ازدياد أعداد العملاء الجدد الذين يطلبون توصيل الطلبات للمنازل لأول مرة باستخدام البرنامج الخاص بهم.

في المقابل، خسرت شركة "دور داش" 442 مليون دولار من إجمالي مبيعات 3.6 مليارات دولار مع نهاية شهر مارس/آذار من العام الحالي، كما خسرت أسهمها ربع قيمتها منذ طرحها في البورصة الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كذلك انخفضت أسهم شركة "ديليفيرو" (Deliveroo) البريطانية التي طرحت للتداول لأول مرة في مارس/آذار الماضي بمقدار الثلث تقريبا عن سعر تقييمها الأصلي.

كل هذا يطرح التساؤل: هل المساهمون محقون فعلا في أن طفرة شركات توصيل طلبات الوجبات إلى المنازل على وشك الانهيار؟

قدم كلٌّ من إليوت شين أوبلاندر من كلية كولومبيا للأعمال، ودانييل مكارثي من جامعة إيموري، ورقة أكاديمية في محاولة للحصول على معلومات من خلال استخدام بطاقات الائتمان والمواقع الجغرافية للمستخدمين والمطاعم، في محاولة منهما للتعرف على اهتمامات العملاء بشأن استخدام خاصية توصيل الوجبات للمنزل.

ومن أجل الحصول على بيانات واستنتاجات سليمة، قام الأكاديميون بعمل دراستهم بشكل غير واقعي كأن الجائحة لم تحدث.

ويعتقد الأكاديميان أن نمو العملاء والمبيعات ربما يكون قد تباطأ في عام 2020، حيث بلغت شهية المستهلكين للوجبات السريعة ذروتها.

واكتشفا أن معظم نمو شركات توصيل الوجبات للمنازل جاء من أشخاص هم عادة ما يأكلون خارج المنزل.

لذلك على الرغم من أن المبيعات قد ارتفعت بنسبة 120% العام الماضي، فإنها كانت سترتفع بنسبة أقل من 40% إذا ظلت المطاعم مفتوحة دون إغلاق بسبب الجائحة.

ووفق الدراسة الأكاديمية التي نشرتها ذي إيكونميست، أشار أوبلاندر إلى أنه إذا كانت أوامر البقاء في المنزل التي صدرت في أميركا العام الماضي اختفت، فستكون النتيجة الطبيعية هو أن نمو هذه الشركات كان سيختفي معها.

ولدى المساهمين عدة مخاوف بشأن مسار هذه الشركات لتحقيق الربح: الأول والأكثر وضوحا هو استمرار الخسائر، على الرغم من ازدهار المبيعات، فشركات توصيل الطعام لا تزال تضخ الأموال من أجل جذب عملاء جدد ودفع رواتب مطوري البرمجيات.

ثانيًا، قام نشطاء مكافحة الاحتكار في أميركا برفع دعاوى قضائية ضد شركات توصيل الطلبات للمنازل، متهمين إياها بالحصول على عمولات مفرطة من المطاعم.

أخيرا، يقوم المنظمون في بعض البلدان باتخاذ إجراءات صارمة ضد ممارسة الدفع للشركات عن كل عملية توصيل، بدلا من دفع أجر ثابت وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.

وفي الوقت نفسه، وفقا لبيانات من أوبن تايبل (OpenTable) -وهو تطبيق آخر يقيس تناول الوجبات في المطاعم- فإن تناول الوجبات داخل المطعم يقترب الآن من ذروة ما قبل الوباء.

المصدر : إيكونوميست