سوريا: انهيار الليرة يثير غضبا على مواقع التواصل.. وهذه هي الأسباب

منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011 تدهور سعر صرف الليرة السورية بنسبة قاربت 99% في السوق السوداء.

تشهد سوريا بعد 10 سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة (الفرنسية)

أثار الانهيار المتواصل للعملة السورية غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت اقترب فيه سعر صرف الدولار من حاجز 4 آلاف ليرة أمس الثلاثاء.

وبرزت تفاعلات غاضبة عبر وسم #الليرة_السورية، الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا على منصة تويتر، إثر الهبوط الحاد في العملة المحلية وسط تردي الأوضاع الاقتصادية.

‏وكتب الباحث السوري رضوان زيادة عبر تويتر "وصل الدولار اليوم ‎في سوريا إلى 4 آلاف ليرة، والسقوط الحر سيصل إلى 5 آلاف. ليس لدى نظام ‎الأسد أي قدرة على السيطرة على ارتفاع الأسعار والتعامل مع التضخم الكبير".

وأضاف أن "الوضع سيزداد سوءا ونسبة الفقر ستتسع والمجاعة آتية لا محالة، مع خلل اجتماعي كانتشار الجريمة، ولا بد من إيقاف الأسد وإنقاذ ‎سورية والسوريين"، على حد تعبيره.

وقال الباحث السوري هشام منور "لا قدرة للاقتصاد السوري على التعافي في ظل الانسداد السياسي ونضوب الموارد".

أما  الناشطة مارية الشيخ فغردت قائلة "اليورو شعاره البقاء للأقوى، والدولار شعاره البقاء للأفضل، والليرة السورية شعارها البقاء لله".

 شح في الدولار

وتشهد سوريا بعد 10 سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة فاقمتها أخيرًا تدابير التصدي لوباء "كوفيد-19".

وقال تجار سوريون عدة -لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف- إن الليرة السورية تراجعت، ولامس سعر الصرف في السوق السوداء 4 آلاف ليرة في مقابل الدولار للمرة الأولى منذ بدء الحرب.

ونقل موقعان متخصصان بمراقبة سعر السوق الموازية أن سعر الصرف راوح بين 3900 و4 آلاف ليرة في دمشق.

وأوضح أحد التجار، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه، أن "هناك شحا كبيرا في الدولار في السوق". وقال آخر "يبدو أن الوضع مرتبط تمامًا بما يحدث في لبنان".

وتشهد الليرة السورية منذ يناير/كانون الثاني انخفاضًا جديدًا، فقد راوح سعر الصرف في الأسابيع الماضية بين 3 آلاف و3500 ليرة للدولار، في حين أن سعر الصرف الرسمي المعتمد من المصرف المركزي يعادل 1256 ليرة مقابل الدولار.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011 تدهور سعر صرف الليرة السورية بنسبة قاربت 99% في السوق السوداء.

 ما الأسباب؟

وقال الخبير الاقتصادي والباحث لدى "تشاتام هاوس" (Chatham House)، زكي محشي، لوكالة الصحافة الفرنسية "إن ما يحدث في لبنان يؤثر في الليرة السورية، لأن لبنان يعدّ أحد أبرز الممرات التي تربط الحكومة السورية بالسوق الخارجية".

وزاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم، الوضع سوءًا في سوريا.

وقد سجلت الليرة اللبنانية الثلاثاء أيضًا انخفاضًا غير مسبوق، ولامس سعر صرف الدولار عتبة 10 آلاف في السوق السوداء.

وأشار زكي محشي إلى سبب آخر يكمن في اعتماد ورقة نقدية جديدة لفئة 5 آلاف ليرة سورية، في وقت تشهد فيه البلاد شحًا في العملات الصعبة، ولا تحسن في أنشطتها الاقتصادية.

ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، في حين تضاعفت أسعار السلع في أنحاء البلاد في العام الأخير.

ويعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.

المصدر : الفرنسية