مؤتمر دولي للتخطيط في الدوحة.. خبراء يستعرضون التحديات العمرانية التي تواجه مدن الخليج

مشاركة خليجية متميزة في المؤتمر الدولي لمخططي المدن والأقاليم (الجزيرة
مشاركة خليجية كبيرة في جلسة التوجهات المستقبلية للتخطيط العمراني (الجزيرة)

بحث خبراء خليجيون في التخطيط العمراني والحضري "التوجهات المستقبلية للتخطيط العمراني الإستراتيجي الخليجي المشترك" وذلك في جلسة ضمن فعاليات المؤتمر الـ57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP) المنعقد حاليا بالدوحة.

وأكد المشاركون في الجلسة التي حملت عنوان "الاتجاهات المستقبلية للتخطيط الحضري في مجلس التعاون الخليجي"، ضرورة وضع السياسات العمرانية والخطط المستقبلية التي من شأنها تمكين دول الخليج من بناء مجتمعات عمرانية متكاملة تلبي احتياجات السكان بشكل فاعل، وذلك وفق أعلى معايير ومقاييس الاستدامة.

وشارك في الجلسة ممثلون عن كل من قطر والسعودية والكويت والإمارات، بهدف إجراء حوارات مع قيادات العمل التخطيطي والعمراني في دول الخليج توضح الجهود المبذولة والأفكار المطروحة حيال أهم القضايا والتحديات التخطيطية والعمرانية التي تواجه المدن الخليجية المعاصرة.

وخلال الجلسة تم تقديم عرض عن التوجهات المستقبلية للتخطيط العمراني الإستراتيجي الخليجي المشترك للدكتور عادل شاهين الدوسري، الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

جلسة الاتجاهات المستقبلية للتخطيط الحضري في مجلس التعاون الخليجي شهدت مشاركة كبيرة (الجزيرة)
جلسة الاتجاهات المستقبلية للتخطيط الحضري في مجلس التعاون الخليجي شهدت مشاركة كبيرة (الجزيرة)

تنسيق مستمر

وأشار العرض إلى أن أهداف التوجهات الإستراتيجية تتلخص في دراسة مدى التجانس في الإستراتيجيات العمرانية لدول المجلس، وذلك في إطار تخطيط عمراني إقليمي متكامل ومستدام، وتسليط الضوء على إيجاد فرص تنموية للمناطق الحدودية بين دول المجلس، علاوة على تحقيق عدد من الأهداف المتمثلة في تقوية التنافسية الاقتصادية التكاملية لدول المجلس وتوافق التكامل العمراني والاقتصادي مع الاتجاهات والأسواق العالمية، بالإضافة إلى الانسجام مع أهداف التنمية المستدامة.

وخلال الجلسة اتفق المتحدثون على أن أي خطة مستقبلية لا بد أن تراعي الهوية العمرانية الخليجية والالتزام بالاستدامة واستغلال الموارد، مؤكدين في الوقت نفسه أن كل مدينة خليجية تمثل حالة خاصة من حيث شخصيتها وهويتها وتراثها وملامح عمارتها وعمرانها، وأن المطلوب بين دول الخليج هو التكامل فيما بينها وليس التنافس.

ويقول رئيس اللجنة المحلية المنظمة لمؤتمر مخططي المدن والأقاليم (ISOCARP) مبارك النعيمي إنه تم خلال الجلسة استعراض التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التخطيط العمراني، لافتا إلى أن الجلسة شهدت أيضا تقديم طرح من خلال اللجنة المشتركة للتخطيط التابعة للأمانة العامة لمجلس التعاون، بهدف الوقوف على آخر المستجدات والنتائج التي تم التوصل اليها.

وفيما يتعلق بأبرز المعوقات التي تواجه المدن الخليجية، أوضح النعيمي، في تصريح للجزيرة نت، أن الطقس الحار يعد من أبرز المعوقات التي تواجه البلدان الخليجية، لافتا إلى أن الدوحة تكاد تكون اقتربت من حل هذه المعضلة من خلال استخدام تقنية التبريد التي تم تطبيقها في الملاعب التي ستستضيف كأس العالم، حيث إنها صممت لإقامة مباريات حتى في الصيف الحار الذي تتجاوز فيه الحرارة 40 درجة مئوية.

توفير بنية تحتية

وحول ضرورة الحفاظ على الهوية العمرانية عند تشييد الأبنية الحديثة، قال النعيمي إن دولة قطر تحرص على ذلك بشدة، وخير مثال على ذلك هو مدينة "مشيرب" التي تعد من أحدث المدن في العالم، ومع ذلك تم بناؤها على أسس وعناصر البناء القديم والحياة التقليدية القديمة مثل الفريج والسكك والليوان، فأصبحت شيئا فريدا من نوعه.

واختتم النعيمي تصريحه بالتأكيد على أنه لا يمكن الحديث عن حياة صحية للناس من دون توفير البنية التحتية ووسائل نقل حديثة مثل المترو، من أجل جذب الناس نحو استخدام الدراجات والاستغناء عن السيارات الخاصة، وكل هذا من شأنه أن يعطي نوعا من الرفاهية الصحية للإنسان.

من جانبه يقول الوكيل المساعد بوزارة البلدية الكويتية نائب المدير العام لشؤون التطوير والتخطيط، سعد سعود المحيلبي، إن الإستراتيجية الموحدة لدول لمجلس التعاون التي تم اعتمادها من قبل قادة المجلس لإعداد منظومة إستراتيجية عمرانية لدول المجلس، تلتزم فيها الدول بتنفيذ عدد من المحاور المهمة أبرزها التنمية العمرانية، والتنظيم العمراني التراثي، وتنمية المناطق الحدودية بين دول الخليج.

المحيلبي يؤكد حرص الكويت على تطبيق مفاهيم التنمية الحضرية المستدامة (الجزيرة)

وقال المحيلبي، في تصريح للجزيرة نت، "نحن في الكويت مقبلون على ربط شبه متكامل على الحدود مع المملكة العربية السعودية في المحور الجنوبي الخاص بين مدينة الخفجي ومدينة الخيران"، موضحا أنه تم توزيع 25 ألف وحدة سكنية في مدينة جنوب صباح الأحمد، تحتوي على ما يقارب 250 ألف نسمة، متكاملة الخدمات، وتكون رابطا ورافدا لهذا الجزء بين دول الخليج.

التحديات البيئية

كما أكد حرص الكويت على تطبيق مفاهيم التنمية الحضرية المستدامة في تخطيطها الشامل لجميع مدنها ومناطقها، لافتا إلى أن تطبيق التخطيط الحضري الشامل يهدف الى تطوير سياسات المدن القابلة للتكيف لجعل البيئة أكثر مرونة في مواجهة الظروف الجوية القاسية وتقليل التحديات البيئية كالاحتباس الحراري والتلوث.

وأوضح المحيلبي أن التخطيط العمراني الحضري الشامل يتعامل مع التقنيات والأغراض المتعددة والتغييرات السريعة والتحديات المفاجئة، ويساهم في دمج التراث والابتكار وتسخير إمكانات النظم البيئية الفريدة الخضراء.

وأشار إلى اهتمام الكويت بتطبيق السياسات العمرانية وإدارة العمليات الشاملة في مجال التخطيط الشامل وتحويل مدنها إلى مدن صديقة للبيئة، مع التركيز على التنمية العمرانية القائمة على المعرفة والحفاظ على هوية وأصالة الشخصية العمرانية للمدن الكويتية.

المصدر : الجزيرة