ماذا فعل الوباء بسوق السيارات الفرنسي؟

Renault ramps up production at its factory of Flins, near Paris
مبيعات النماذج من السيارات الفرنسية التي أطلقت في خضم الوباء انخفضت بنسبة 25% (رويترز)

طالت عواقب الأزمة الصحية المترتبة عن تفشي وباء كورونا سوق السيارات الفرنسي، وتجلى ذلك من خلال انخفاض مبيعات النماذج التي أطلقت في خضم الوباء، وبنسبة 25%، منتظرة تحقيق فارق في العام الجديد، في حال تم القضاء على الوباء.

وفي مقال نشرته صحيفة "ليكيب" (lequipe) الفرنسية، أفاد الكاتب ستيفان باربي بأن الفترة الثانية من الحجر الصحي تسببت في ركود سوق السيارات الفرنسي جراء توقف عمليات التسليم تقريبا في مارس/آذار وأبريل/ نيسان الماضيين، لكن بعد انتعاش مشجع قصير المدى للمبيعات في يونيو/حزيران تدهور الوضع مرة أخرى؛ ليكون انخفاض المبيعات بنسبة 25.5%، مقارنة بتسجيلات سنة 2019.

رينو زوي تتصدر

تمكنت مجموعة بي إس إيه (PSA) -التي تبيع منتجاتها تحت علامات بيجو (Peugeot) وسيتروين (Citroën)، ودي إس (DS) وأوبل (Opel)، التي اندمجت مع شركة فيات كرايسلر (Fiat-Chrysler)، ومجموعة رينو (Renault) من الصمود خلال الجائحة مقارنة بالعلامات التجارية المستوردة.

ومع ذلك، لا تزال الطرازات الفرنسية تحتل صدارة المراكز العشرة الأولى في المبيعات، حيث تتقدم بيجو على رينو كليو، بينما تحتل تويوتا يارس (Toyota Yaris) المرتبة 11. ولأول مرة في التاريخ، اعتبرت السيارة الكهربائية رينو زوي (Renault Zoe) نجمة فئتها، وصنفت من بين أفضل 10 سيارات مبيعا على مدار العام التاسع في فرنسا.

Steve Tomlin shows the new version of Renault's small battery electric Zoe model car in Reading
السيارة الكهربائية رينو زوي اعتبرت نجمة فئتها وصنفت من بين أفضل 10 سيارات مبيعا على مدار العام التاسع بفرنسا (رويترز)

طفرة السيارة الكهربائية

بيعت أكثر من مليون سيارة كهربائية وسيارة هجينة في أوروبا الغربية خلال العام الماضي، متجاوزة بذلك أضعاف الأرقام التي تم تحقيقها عام 2019، وحطمت الشركة الأميركية تيسلا موتورز (Tesla) -اللاعب التاريخي في هذا السوق- رقما قياسيا في عمليات التسليم خلال الربع الرابع من عام 2020، مواجهة المنافسة الشديدة المتنامية من قبل الشركات المصنعة العامة.

أما في فرنسا، فبلغت حصة السيارات الكهربائية والهجينة في السوق 11%. وبناء على ذلك، يتم تداول نحو 450 ألف سيارة كهربائية ومركبات كهربائية هجينة قابلة للشحن الخارجي اليوم في فرنسا، وحفزت المساعدات الضريبية -فضلا عن تنوع العرض بشكل متزايد- عملية شراء هذا النوع من السيارات.

وقُدّرت نسبة مبيعات الموديلات الكهربائية من العلامة التجارية الكورية هيونداي موتور (Hyundai) بنحو 20% من جملة المبيعات، وذلك ما يدفع البعض للتساؤل عما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر في عام 2021 مع تراجع المساعدات الضريبية.

ولم تحظ العديد من العلامات الجديدة التي تم تسويقها عام 2020 بالدعاية الكافية بسبب إلغاء إقامة معارض سيارات، وخضوع الوكالات لبروتوكول صحي صارم.

وذلك هي حال السيارات المهمة مثل سيتروين إس4 (Citroén C4) المعاد تصميمها بالكامل، أو بيجو 3008 (3008 Peugeot) المعاد تصميم داخلها، أو داسيا سانديرو (Dacia Sandero) الحديثة، أو أوبل كورسا (Opel Corsa)، أو الطرازات الأساسية من شركة مصنعة مثل فيات 500 (FIAT 500) الكهربائية بنسبة 100%.

وبناء على ذلك، يتعين على هذه المجموعة أخذ مكانة بالسوق في عام 2021، في خضم عمليات التجديد المخطط لها، في الوقت الذي تقتحم فيه سيارات بيجو 308 أو سيارة رينو ميغان المكهربة ودي إس وهيونداي توسان الأسواق.

وقدرت زيادة مبيعات المركبات الهجينة في عام 2020 مقارنة بعام 2019 بنسبة 4.5%، أي ما يعادل 74.5 ألف سيارة، في حين بلغ عدد السيارات الكهربائية المباعة 111 ألف سيارة، بنسبة تقدر 6.4% من إجمالي السوق.

المصدر : الصحافة الفرنسية