فيروس كورونا يعمّق أزمة "اللامساواة" بين الفقراء والأغنياء

في وقت استمرت فيه البنوك الكبرى في تحقيق الأرباح عانت الشركات الصغيرة والفقراء على حد سواء من تداعيات كورونا (شترستوك)

يقول تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي إنه المرة الأولى في التاريخ المدوّن التي ترتفع فيها مستويات اللامساواة في جميع البلدان تقريبًا في الآن ذاته، على خلفية تداعايات جائحة كورونا.

وفي تقريرهما أشار الكاتبان فيليكس سالمون وستيف كايت إلى أن نتائج تقرير منظمة أوكسفام (oxfam) بالغة الأهمية، لأنها تشير إلى معالم تفاقم أزمة الفقراء الذين كانوا بالفعل يعانون من تداعيات التغير المناخي العالمي.

وبحسب التقرير، أفاد البنك الدولي أيضا بأن جائحة كورونا قد تسفر عن تراجع في نتائج جهود الحد من الفقر العالمي إلى حوالي عقد كامل، حيث كشف الفيروس عن تسبب أنظمة العمل والصحة والتعليم الحالية في خلق أعباء إضافية للأسر والأقليات ذات الدخل المنخفض، بينما تسمح للأثرياء بالخروج من الأزمة بسرعة.

ووفقا لاستطلاع منظمة أوكسفام -يقول التقرير- أجمع حوالي 300 خبير اقتصادي من جميع أنحاء العالم على أنهم يتوقعون أن يؤدي الفيروس إلى تفاقم مظاهر اللامساواة في بلدانهم من حيث الجنس (بنسبة 56%) والعرق (66%) والثروة (78%) والدخل (87%).

ارتفاع ثروة الأغنياء

في أعقاب الجائحة، تنامت أعداد الأفراد الذين يتقاضون ما يقل عن 1.90 دولارا في اليوم بأكثر من 400 مليون في العام الماضي. كما حُرم أكثر من 3 مليارات شخص من الرعاية الصحية، ولم يحصل 3 أرباع العمال على الإجازات المرضية مدفوعة الأجر.

في المقابل، استمرت ثروة أغنياء العالم الذين يشكلون 1% من المجتمعات في الارتفاع، حيث أعلنت أكبر البنوك في وول ستريت عن أرباح قياسية، بينما تضررت أكثر من 4 من جملة 5 شركات صغيرة بشدة من الوباء.

ويذكر الكاتبان أن مجتمعات الأقليات عانت من مظاهر اللامساواة في مجال الرعاية الصحية، وغيرها من المشاكل المتجذرة في الولايات المتحدة.

ويضيف الكاتبان أن إغلاق المدارس بسبب كورونا أضر بحوالي 1.7 مليار طفل على الصعيد العالمي، غير أن الأطفال في البلدان الغنية تمكنوا من مواصلة تعليمهم عبر الإنترنت، وحُرموا من المدرسة لفترات أقصر بكثير -بمعدل 6 أسابيع- مقارنة بـ4 أشهر للأطفال في أفقر البلدان.

كما انسحبت ملايين الفتيات من المدرسة في عام 2020 ولم يعدن إلى مقاعد الدراسة أبدًا.

المصدر : مواقع إلكترونية