أنقرة تتفاوض على العقود.. كم سيوفر اكتشاف الغاز لخزينة تركيا؟

President of Turkey Recep Tayyip Erdogan
أردوغان قال الشهر الماضي إن اكتشاف الغاز بالبحر الأسود هو الأكبر بتاريخ تركيا (وكالة الأناضول)

أظهرت بيانات شركة أبحاث مستقلة أن اكتشاف تركيا للغاز الطبيعي في البحر الأسود سيسهم في تخفيض وارداتها بأكثر من 20 مليار دولار، في حين تتوقع أنقرة من موردي الغاز تقديم أسعار أكثر تنافسية في ظل هذا الاكتشاف.

وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من شركة "ريستاد إينيرجي" للأبحاث (Rystad Energy)، فإن حجم احتياطات حقل "صقاريا" للغاز الطبيعي في البحر الأسود قد يتجاوز مستقبلا 320 مليار متر مكعب، وهو مؤشر أولي على الحجم الاحتياطي، بحسب ما أعلنت عنه أنقرة.

ومن المتوقع بحسب حجم الاحتياطي الحالي لحقل الغاز المذكور، استخراج 2.5 مليار إلى 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.

وأفادت ريستاد إينيرجي بأن بدء الإنتاج في حقل صقاريا سيوفر لتركيا تكاليف الواردات بحيث ستنخفض وارداتها 21 مليار دولار تقريبا.

وأشارت إلى أن الاكتشاف التركي للغاز الطبيعي في البحر الأسود سيعزز من قوة تركيا في مفاوضات عقود استيراد الغاز الطبيعي من بلدان أخرى.

نادي المنتجين

وفي سياق متواصل، أفادت شركة ريستاد إينيرجي بأن البحر الأسود لم يشهد حتى الآن اكتشافات كبيرة للغاز الطبيعي عبر الحفر في المياه العميقة، مما أدى إلى إيقاف شركات التنقيب أنشطتها في المنطقة.

وشددت على أن الاكتشاف التركي للغاز الطبيعي في البحر الأسود والبدء باستخراجه سيثير اهتمام شركات التنقيب العالمية لاستئناف أنشطتها هناك.

ودخلت تركيا نادي منتجي الغاز عالميا مع إعلانها في أغسطس/آب الماضي كشفا ضخما للغاز الطبيعي في مياه البحر الأسود، وسط آمال تحدو البلاد للكشف عن احتياطات إضافية في مياه البحر المتوسط.

تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي وقتها، أشارت إلى أن الكشف هو الأكبر في تاريخ تركيا حتى الآن بإجمالي 320 مليار متر مكعب، فاتحا الباب أمام تحقيق اكتشافات أخرى في المنطقة.

ويرتقب أن يكون لدخول حقل الغاز التركي على خط الإنتاج أثر كبير على واردات البلاد من مصادر الطاقة التقليدية، خاصة الغاز الطبيعي المخصص لتوليد الطاقة واحتياجات المصانع والمنازل.

أسعار تنافسية

من جهتها نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الطاقة قوله إن تركيا تتوقع من موردي الغاز تقديم أسعار أكثر تنافسية وإبداء مرونة إذا كانوا يريدون تجديد عقود طويلة الأمد لما يصل إجمالا إلى 16 مليار متر مكعب سنويا.

وينتهي أجل ما يربو على ربع عقود الغاز التركية طويلة المدى في العام المقبل، وتشمل واردات عبر خط أنابيب من غازبروم الروسية وسوكار الأذربيجانية وغاز طبيعي مسال من نيجيريا.

وقال المسؤول للصحفيين إن المنافسة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي الرخيص واحتمال بدء تركيا إنتاج الغاز بنفسها في البحر الأسود غيّرا العوامل المؤثرة في السوق.

وأضاف أن عقود الغاز "قديمة الطراز" التي تسترشد كثيرا بأسعار النفط وتلزم المشترين بتحمل عقوبات ما لم يشتروا حصتهم كاملة لم تعد تناسب حقائق السوق، مشيرا إلى أنه يتعين تحديد الأسعار مقارنة مع المعمول بها في مراكز الغاز الرئيسية.

وقال المسؤول في إفادة مشترطا عدم ذكر هويته "بدأنا مناقشة ما إن كنا سنجدد (العقود) أم سنجد موردا بديلا".

وتابع أن القرار سيعتمد على ما إن كان الموردون "يتبعون الطرق القديمة نفسها أي دون مرونة ودون عروض أسعار تنافسية جدا"، وأوضح أنه في تلك الحالة "لا أعتقد أننا سنشهد استمرار أي من العقود الحالية".

وفي النصف الأول من هذا العام تراجعت وارداتها من روسيا وإيران، في وقت زادت فيه الواردات من أذربيجان، وشهدت مشتريات الغاز الأميركي ارتفاعا شديدا.

ويفتح الكشف عن حقل غاز كبير في البحر الأسود المجال أمام تركيا للإنتاج المحلي.

المصدر : رويترز + وكالة الأناضول