هل ما تعهد به مؤتمر المانحين يفي باحتياجات لبنان ويتوافق مع كارثته؟

A still image taken from a drone footage shows the damage two days after an explosion in Beirut's port area
الانفجار دمّر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد 250 ألف شخص (رويترز)

هل يفي ما قدّمه المؤتمر الطارئ للمانحين -الذي عقد أمس الأحد- باحتياجات للبنان؟ وهل تتوافق المبالغ التي تم العهد بها مع كارثة تفجير ميناء بيروت؟

فقد أسفر انفجار 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم في مخزن بمرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب، عن مقتل 163 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 6 آلاف بجروح، ودمر قطاعات من المدينة الساحلية.

ونقلت رويترز عن مسؤولين أن الانفجار ربما تسبب في خسائر اقتصادية بقيمة 15 مليار دولار، وأن الكثير من هذه الخسائر لم يكن مؤمنا عليه.

ودمّر الانفجار أحياء بأكملها، وتسبب في تشريد 250 ألف شخص، وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.

ومن المرجّح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات، ويتوقع اقتصاديون أن يشطب الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ودمّر الانفجار صومعة الحبوب الوحيدة في لبنان، وهو بلد يبلغ عدد سكانه نحو 6 ملايين نسمة، ويستورد كل احتياجاته من القمح تقريبا.

ودمّر انفجار بيروت أيضا عقارات سكنية وتجارية، بما في ذلك مطاعم وفنادق، وهو ما تقول مصادر إنه سيشكل على الأرجح غالبية المطالبات التأمينية.

كم قدّم مؤتمر المانحين؟

ووفقا لمكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن المؤتمر الطارئ للمانحين الذي عقد الأحد لدعم لبنان بعد انفجار بيروت، تلقى تعهدات بنحو 253 مليون يورو (298 مليون دولار) مساعدات إغاثة فورية.

وأضاف المكتب أن تلك التعهدات لن تكون مشروطة بإصلاحات سياسية أو مؤسسية، وأشار قصر الإليزيه إلى أن تعهدات أخرى متعلقة بالدعم الطويل الأمد ستعتمد على تغييرات تنفذها السلطات اللبنانية.

أي أن ما قدّمه مؤتمر المانحين هو حوالي 300 مليون دولار، بينما تقدر خسائر الانفجار الاقتصادية بنحو 15 مليار دولار.

وطالبت الدول الأجنبية بالشفافية فيما يتعلق باستخدام المساعدات، خشية أن تكتب شيكات على بياض لحكومة يصفها شعبها بأنها "غارقة في الفساد".

وجاء في البيان الختامي لمؤتمر المانحين أن المساعدات يجب أن تكون "سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني.. وأن تُسلَّم مباشرة للشعب، بأعلى درجات الفعالية والشفافية".

واستضاف ماكرون -الذي زار بيروت يوم الخميس- المؤتمر عبر الفيديو، وحث في كلمته الافتتاحية الدول المشاركة على تنحية خلافاتها جانبا ودعم الشعب اللبناني.

وقال إن الأمم المتحدة يجب أن تنسق الاستجابة الدولية في لبنان. واشتمل عرض المساعدة على دعم إجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت.

دعم النهوض

وجاء في البيان الختامي لمؤتمر المانحين أن شركاء لبنان مستعدون لدعم نهوضه الاقتصادي، إذا التزم الزعماء التزاما كاملا بالإصلاحات التي يتوقعها اللبنانيون.

من جهته، أعلن صندوق النقد الدولي -في أعقاب مؤتمر المانحين- أنه يتعين على لبنان تنفيذ إصلاحات مالية عاجلة، حتى يتمكن من الاستفادة من أموال الإغاثة.

وانتقدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا "نقص الإرادة السياسية لتبني وتنفيذ إصلاحات جادة"، وقالت "نحن مستعدون لمضاعفة جهودنا، لكننا بحاجة إلى وحدة الهدف في لبنان، نحتاج إلى أن تجتمع المؤسسات كلها على العزم على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشدة".

وأضافت أن "الالتزام بهذه الإصلاحات سيطلق مليارات الدولارات بما يفيد الشعب اللبناني".

المصدر : الجزيرة + وكالات