قطاعات تخسر وأخرى تربح.. مسؤول صيني: فيروس كورونا سيؤثر على اقتصادنا مؤقتا

People wear face masks as they arrive at Beijing Capital International Airport in Beijing, January 25, 2020. REUTERS/Thomas Peter
فيروس كورونا شكل ضررا على النقل والسياحة (رويترز)

أكد مسؤول صيني أن آثار تفشي فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد المحلي مؤقتة، في حين عززت بكين مراقبتها للأسعار في الأسواق.

ونقلت وكالة شينخوا الصينية الرسمية عن ليان وي ليانغ نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح قوله اليوم الاثنين إن وباء فيروس كورونا الجديد سيؤثر بشكل مؤقت على الاقتصاد الصيني.

وأضاف المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي عقد في بكين أن الأسس الاقتصادية الجيدة لتحقيق النمو على مدى طويل في البلاد لم تتغير، وتابع "إننا واثقون وقادرون على تقليل آثار الوباء على الاقتصاد".

ولفت إلى أنه على الرغم من أن الوباء شكل ضررا على صناعات مثل النقل والسياحة فإن قطاعات مثل التسوق عبر الإنترنت والأغذية وشركات الترفيه قد سجلت نموا سريعا.

وأشار ليان وي ليانغ إلى أن بعض الأشخاص قارنوا بين تفشي فيروس كورونا الجديد ووباء "سارس" في عام 2003 وتوقعوا خسائر اقتصادية على أساس خسائر "سارس".

وأضاف أن "القوة الاقتصادية الحالية للصين وقدراتها على التعامل مع حالات الطوارئ قد تعززت بشكل كبير منذ ذلك الوقت، ونحن واثقون تماما وقادرون على كسب المعركة ضد الوباء".

أضرار
في الأثناء، أفاد تقرير لمعاهد شانغهاي للدراسات الدولية أول أمس السبت بأنه لا يمكن خفض تقدير الاقتصاد الصيني وسط تفشي فيروس كورونا الجديد، على الرغم من أن الوباء شكل ضررا مباشرا على قطاعات الخدمة والصناعة التحويلية والتجارة.

ولاحظ التقرير -حسب وكالة شينخوا- أن الآثار المحتملة للوباء قد تكون مختلفة عن جميع الأوبئة السابقة وغيرها من الحوادث، وقال إنه أمر غير حكيم أن يقدر الأثر الاقتصادي للوباء من خلال التجارب التاريخية، لأن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة انتقالية من النمو عالي السرعة إلى التنمية عالية الجودة.

كما ذكر التقرير أنه حتى على المدى القصير لم يسبب الوباء أثرا سلبيا على جميع القطاعات.

بالمقابل، أفاد هذا الوضع قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والألعاب على الإنترنت والترفيه.

وفي السياق، أظهر مسح خاص اليوم الاثنين نمو أنشطة المصانع الصينية بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر في يناير/كانون الثاني الماضي، مع تنامي المخاطر التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم بفعل انتشار الفيروس التاجي.

وتراجع مؤشر كايشين/ماركت لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية إلى 51.1 من 51.5 في ديسمبر/كانون الأول الماضي ليأتي دون توقعات المحللين، لكنه ظل فوق مستوى الخمسين، الفاصل بين النمو والانكماش للشهر السادس على التوالي، وتوقع المحللون قراءة تبلغ 51.3.

لكن هذه النتائج لا تظهر على الأرجح التأثير الأولي للأزمة الصحية التي تفاقمت في أواخر يناير/كانون الثاني، وقد تضغط بشدة على النمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

 سينوبك الصينية أكبر شركة تكرير في آسيا تقلص إنتاج المصافي بـ600 ألف برميل يوميا (رويترز)
 سينوبك الصينية أكبر شركة تكرير في آسيا تقلص إنتاج المصافي بـ600 ألف برميل يوميا (رويترز)

قطاع النفط
وعلى صعيد قطاع النفط، قالت أربعة مصادر مطلعة اليوم الاثنين إن سينوبك الصينية -أكبر شركة تكرير في آسيا- أبلغت منشآتها بتقليص الإنتاج هذا الشهر حوالي 600 ألف برميل يوميا في ظل تأثر الطلب على الوقود بفعل فيروس كورونا الآخذ في الانتشار.

ويعادل الخفض نحو 12% من متوسط إنتاج شركة التكرير التابعة للدولة العام الماضي، بحسب ما أوردت رويترز اليوم.

كما تسبب القلق من انتشار فيروس كورونا في انخفاض قيمة الأسهم الصينية بأكثر من 400 مليار دولار في أول جلسة تداول اليوم بعد عطلة طويلة بمناسبة العام القمري الجديد، في وقت ارتفع عدد الوفيات جراء الوباء إلى 361.

السيطرة على الأسواق
في غضون ذلك، قالت قان لين نائبة رئيس مصلحة الدولة لتنظيم السوق اليوم إن المهمة الرئيسة لمنظمي السوق هي مكافحة انتهاكات السوق المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا الجديد لحماية نظام السوق والمساعدة على السيطرة على تفشي الوباء.

وأضافت خلال مؤتمر صحفي أن سلطات تنظيم السوق أرسلت حوالي 390 ألف موظف لإنفاذ القانون، ورفعت 1413 قضية ذات صلة بانتهاكات الأسعار.

وأشارت إلى أنه فضلا عن تقوية المراقبة اليومية للسوق أولى منظمو السوق الاهتمام الأكبر للتركيز على مجالين رئيسيين يتمثلان في المنتجات الحمائية مثل الكمامات، واللوازم اليومية مثل الأرز والدقيق والخضروات، وأن نظام الأسعار العمومي في السوق مستقر بشكل أساسي.

المصدر : الصحافة الصينية + رويترز