ديزني لاند وستاربكس تغلقان فروعا.. كيف تتصدى الشركات لفيروس كورونا؟

A worker uses a thermometer to check the temperature of a customer as she enters a Starbucks shop as the country is hit by an outbreak of the new coronavirus, in Beijing, China January 30, 2020. REUTERS/Carlos Garcia Rawlins
الكثير من الشركات العالمية بدأت تشهد تراجعا ملحوظا نتيجة حظر السفر وغيره من التدابير (رويترز)

يواصل الفيروس الذي يتصدر العناوين الرئيسية الانتشار، حيث بلغت الإصابات نحو 15 ألف حالة، أما الوفيات فوصلت نحو 304 حالات بنهاية أمس السبت، وفق منظمة الصحة العالمية.

وفي الواقع، قد تكون آثار هذا الفيروس على الشركات التجارية مدمّرة. فما الذي يجب أن تفعله الشركات الآن؟

في تقرير نشرته مجلة "فوربس" الأميركية، قالت الكاتبة كلوي دمروفسكي إن الأسواق تتراجع بالفعل لأن الوباء يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي.

وتشير نتائج البنك الدولي إلى أن وباء بنفس خطورة جائحة إنفلونزا 1918، يمكن أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 5%.

وتنبأت دراسة أخرى بخسائر في الدخل تزيد على 12% من إجمالي الدخل القومي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك خسائر تزيد على 50% من إجمالي الدخل القومي بالنسبة للبلدان المنخفضة الدخل.

وفي حين أن بعض الشركات استعدت مسبقا لهذه الأزمة، هناك مؤسسات غير مهيأة للاستجابة للوباء، كما تعاني برامج التأهب للوباء من نقص مزمن في الموظفين والميزانية الكافية، ذلك لأن انتشار وباء يعد من المخاطر المنخفضة الاحتمال في أي سنة معينة.

وتتوقع نماذج التأمين أن الخطر السنوي لتفشي إنفلونزا بحجم جائحة عام 1918، يتراوح بين 0.5% و1.0%.

وذكرت الكاتبة أن ستة أوبئة على مرّ التاريخ الحديث أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين 0.03% و0.08% من سكان العالم.

اليوم، قد يعادل ذلك عدد وفيات يتراوح بين مليونين وستة ملايين على المستوى العالمي، لهذا السبب تفرض الحكومات في الوقت الحالي سياسات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي.

منظمة الصحة العالمية سجلت 80 حالة وفاة بفيروس كورونا في 12 دولة مختلفة (رويترز)
منظمة الصحة العالمية سجلت 80 حالة وفاة بفيروس كورونا في 12 دولة مختلفة (رويترز)

تراجع الشركات العالمية
نتيجة لحظر السفر وغيره من التدابير، بدأت الكثير من الشركات العالمية تشهد تراجعا، حيث أغلقت ديزني مدينتي ملاهي، وأغلقت ستاربكس أبواب تسعين من متاجرها، ونسجت على منوالها كنتاكي وبيتزا هت وماكدونالدز.

تعمل هذه الشركات وغيرها على وضع خطط مستمرة ومعقدة بعناية لضمان استمرارية الأعمال، هذا بالإضافة إلى خطط خاصة أخرى للتأهب للوباء، من شأنها أن تمكنهم من الاستجابة بسرعة لمثل هذه الكوارث.

وسيفرض العديد من الشركات قيودا على سفر الموظفين كإجراء وقائي، وهو ما قد يكون له آثار طويلة المدى، وسيعتمدون على تغطية تأمين فترة الانقطاع عن العمل، ويجب عليهم التحقق منها للتأكد من أنها كافية، ويجب عليهم مراجعة الحماية القانونية بما في ذلك ما يعرف بشروط القوة القاهرة.

جراء فيروس كورونا، تأثرت صناعة السفر بشكل خاص نتيجة انخفاض الرحلات خلال موسم السنة القمرية الصينية الجديدة، التي تعد عادة أكبر فترة هجرة سنوية على مستوى العالم.

وقد تنازلت الكثير من سلاسل الفنادق الكبرى -مثل أي أتش تجي وماريوت وأكور- عن رسوم الإلغاء، وردت شركات الطيران المبالغ المدفوعة.

وتعرض أكبر وكالة سفر في الصين -وتعرف باسم "تريب. كوم"- الإلغاء المجاني للفنادق وخدمات تأجير السيارات وتذاكر المعالم السياحية، ونتيجة لذلك انخفضت أسهمها بنسبة 18% في الأسبوع الماضي في نيويورك.

‪العديد من الشركات الصينية طلبت من موظفيها العمل من المنزل‬ (غيتي)
‪العديد من الشركات الصينية طلبت من موظفيها العمل من المنزل‬ (غيتي)

إجراءات وقائية
ومن المرجح أن يكون للفيروس تأثير مدمر على سلاسل التوريد العالمية، إذ كانت سياسة التباعد الاجتماعي تقضي ببقاء موظفي المصانع في منازلهم وعدم القدوم للعمل.

في المقابل، طلب العديد من الشركات الصينية من موظفيها -الذين يعيشون في مناطق متأثرة- العمل من المنزل، على غرار بايت دانس وتينسنت.

لكن لن تنجح إستراتيجيات العمل عن بعد مع الشركات المصنعة، مثل شركات صناعة السيارات والعديد من المؤسسات التي تعتمد على سلاسل توريد الإنتاج خارج الصين.

نتيجة لذلك، يتعين على الشركات التي تُورّد مكونات حساسة من الصين تقييم مخزوناتها، والتفكير في تخزين الإمدادات من البلدان المعرضة للخطر، واستكشاف حلول بديلة من خلال البحث عن مورّدين بديلين.

وأفادت الكاتبة بأنه يجب على جميع الشركات تحديث خطط الوباء الخاصة بها، والتحدث مع الموظفين عن فيروس كورونا ومخاطره.

فضلا عن ذلك، يجب على الشركات اتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي من خلال حث الموظفين على العمل عن بعد.

في المقابل، يجب أن يكون لدى الأشخاص العاديين خطة شخصية تتضمن معرفة كيفية منع انتشار العدوى، وشراء احتياجاتهم، مثل مخزون المواد الغذائية والمياه والأدوية وأدوات النظافة كأقنعة الوجه.

المصدر : الصحافة الأميركية