خبراء: أرامكو قد تضطر لبيع أصول واقتراض المزيد لصيانة التوزيعات

Members of media chat before the start of a press conference by Aramco at the Plaza Conference Center in Dhahran, Saudi Arabia November 3, 2019. REUTERS/Hamad I Mohammed
أرامكو تدرس بيع حصة بأكثر من 10 مليارات دولار في أصول خطوط الأنابيب إلى مستثمرين عالميين (رويترز)

قال خبراء في السوق إن شركة النفط العملاقة أرامكو (ARAMCO)، التي تظل توزيعاتها حيوية لمساعدة السعودية على احتواء عجز ضخم، قد تضطر إلى بيع أصول أو اقتراض المزيد للاضطلاع بدورها المالي في خضم الضبابية المحيطة بأسعار النفط.

وفي حين زادت السعودية إيراداتها غير النفطية هذا العام، فقد ظلت أرامكو تسهم بأكثر من نصف إجمالي الدخل، وسيكون لها دور محوري لاحتواء عجز ميزانية العام الحالي المتوقع أن يبلغ 298 مليار ريال (79.4 مليار دولار)، بما يعادل 12% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأرامكو أكبر منتج للنفط في العالم، وقد أدرجت أسهمها في 2019 في عملية غير مسبوقة بلغ حجمها 29.4 مليار دولار، لكن الحكومة ما زالت تملك 98.2% من المجموعة.

ورغم تهاوي أرباحها هذا العام مع انحدار أسعار النفط خلال جائحة كوفيد-19، لم تحد الشركة عن تعهدها بتوزيعات سنوية تبلغ 75 مليار دولار، غالبيتها العظمى ستؤول إلى الحكومة.

ورغم أنها غير ملزمة بالاستمرار في مثل هذه المدفوعات الضخمة، يتوقع الاقتصاديون أن تواصل الشركة تقديم الدعم نفسه لخزائن الدولة في العام القادم.

استدانة

وقال جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في مجموعة سامبا المالية (Samba)، "يمكنهم خفض التوزيعات للحكومة، لكن الأرجح أن يبقوا عليها أو يزيدوا 75 مليار دولار وقد يقترضون إذا اقتضت الضرورة".

وقال دميتري مارينتشنكو، المدير في فيتش (Fitch)، إنه في ظل أسعار نفط عند 50 دولارا للبرميل أو أعلى، ستكون أرامكو قادرة على تمويل مدفوعات تبلغ 75 مليار دولار والإنفاق الرأسمالي من تدفقات السيولة العاملة.

وتابع "لكن إذا تراجعت أسعار النفط فإن مستوى التوزيعات الملتزم به يصبح غير قابل للاستمرار، وسيتعين على أرامكو الاستدانة من جديد أو بيع أصول لتمويله".

General view of Saudi Aramco's Ras Tanura oil refinery and oil terminal in Saudi Arabia May 21, 2018. Picture taken May 21, 2018. REUTERS/Ahmed Jadallah
الراجحي المالية تتوقع أن تدور الإيرادات النفطية الحكومية  للسعودية بين  106.6 مليارات و133.3 مليار دولار (رويترز)

ويرى يوسف حسيني، محلل الأسهم في المجموعة المالية هيرميس (EFG Hermes)، أن من المنطقي أن تبيع أرامكو بعض الأصول ثم تستأجرها لتحسين السيولة.

وقال مصدران إن أرامكو تعكف على إستراتيجية من ذلك القبيل بالتعاون مع مويلس أند كو ( Moelis & Co).

وتدرس الشركة بالفعل بيع حصة بأكثر من 10 مليارات دولار في أصول خطوط الأنابيب إلى مستثمرين عالميين، وقد تبيع مزيدا من الأصول لتدبير السيولة، بحسب مصادر مطلعة.

وأصدرت أرامكو أيضا سندات دولية للمرة الثانية هذا العام، لتجمع 8 مليارات دولار.

شح أسواق الائتمان

وقال ألبرتو بيغولين، مدير الدخل الثابت للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى ستون إكس غروب (StoneX Group)، "إذا حامت أسعار النفط حول 50 دولارا للبرميل، فستحتاج أرامكو على الأرجح إلى طرق السوق مجددا حتى إذا تمكنت من بيع بعض أصولها. لكن أعتقد أنه سيكون بوسعهم القيام بذلك بسهولة بالغة في ضوء شح أسواق الائتمان".

وفي ميزانيتها للعام 2021 المنشورة هذا الأسبوع، لم تكشف الحكومة عن الحصة المتوقعة للإيرادات النفطية في العام القادم.

وقال وزير المالية محمد الجدعان إن مناقشة التوقعات سيكون أمرا بالغ الحساسية بعد أن أصبحت أرامكو شركة مدرجة.

ومن واقع تقديراتها لسعر يبلغ 48 دولارا للبرميل من خام برنت، قالت الراجحي المالية (Al Rajhi Capital) إنها تتوقع أن تدور الإيرادات النفطية الحكومية بين 400 و500 مليار ريال (106.6-133.3 مليار دولار) العام القادم، بناء على توزيعات أرامكو.