غذاء صحي بأسعار مقبولة.. اتفاق قطري ماليزي لتطوير الزراعة

غذاء صحي وجودة عالية بأسعار مقبولة، ثلاثة أهداف رئيسية لاتفاق تعاون مشترك وقعته شركة أغريكو للتنمية الزراعية في قطر وجامعة باهانغ الماليزية، ووصف مسؤولون في الطرفين الاتفاق بأنه إستراتيجي، وسوف يساهم في تلبية احتياجات الأسواق العالمية من الأسمدة العضوية السائلة في وقت قصير، إلى جانب تلبية احتياجات البلدين ودول الشرق الأوسط التي تعاني من مشاكل نقص المياه والأسمدة العضوية.

ومن خلال الاتفاق تسعى أغريكو إلى الاستفادة من مراكز البحث العلمي التي توفرها جامعة باهانغ لاستغلال أفضل للموارد الزراعية العضوية المتوفرة بكثرة في ماليزيا بسبب طبيعتها الاستوائية.       

وقال رئيس الشركة القطرية أحمد حسين الخلف إن الاتفاق يوفر فرصة ثمينة لأن تصبح قطر وماليزيا من الدول القليلة جدا، منها الولايات المتحدة وإسبانيا، التي تنتج أسمدة عضوية مائعة، وذلك بعد أن أثبتت "أغريكو" في رأيه نجاحا كبيرا في الزراعة الحديثة بظروف مناخية قاسية في قطر.

وأضاف -في تصريحات للجزيرة نت- أن الطلب على الأسمدة العضوية في تزايد مستمر عالميا، نظرا لأنه بديل رخيص للأسمدة الكيميائية غير المرغوب بها بسبب أضرارها الصحية، وإمكانية الاستفادة منه في مختلف البيئات المناخية.

وقال إن الأسمدة العضوية التي تنوي أغريكو إنتاجها سوف تغني عن الاعتماد على التراب بشكل كامل وتتجنب مشاكل كثيرة تصاحبه عادة مثل الحشرات والأمراض، إضافة إلى أن الإنتاج الزراعي سوف يكون في أماكن صغيرة اعتمادا على نظام الزراعة العمودية بارتفاع يصل ثلاثة أمتار ونصف المتر، وتتوفر فيها مختلف المناخات بما يمكن من إنتاج كميات كبيرة ومتنوعة من الخضراوات والفواكه وبجودة عالية جدا.

المواد الأولية
يرى خبراء في مجال العلوم التطبيقية والحيوية بجامعة باهانغ أن المواد الغذائية الأولية المتوفرة في البلاد بكثرة من الأشجار والموارد الزراعية العضوية الأخرى توفر بيئة خصبة لإنتاج أسمدة عضوية مائعة، يستفاد منها في أنظمة الزراعة المائية المختلفة، حيث تخلط بالمياه لتكون بديلا عن التربة، وبالأسمدة العضوية لن تكون هناك حاجة للتربة.

وقال رئيس الجامعة البروفيسور وان أظهر وان يوسف إن الجامعة تأخذ على عاتقها الجانب البحثي في المختبرات والحقول التجريبية في حين ستتولى شركة أغريكو عمليات الإنتاج والتسويق محليا وعالميا.

وأشار إلى أن الاتفاق مع الشركة القطرية غير مقيد بفترة زمنية محددة لأن البحث والتطوير غير محدد بزمن معين، وأن الاتفاق مع شركات القطاع الخاص من شأنه ألا يجعل نتائج الأبحاث حبيسة الأدراج وأن يخرجها إلى المنفعة العامة من خلال الإنتاج والتسويق.

واعتبر البروفيسور يوسف التعاون المشترك بين جامعته وأغريكو نموذجا للتعاون بين مراكز الأبحاث ومراكز الإنتاج والتسويق، وهما المجالان اللذان لا تجيدهما الجامعات، وأشار إلى تراجع الزراعة التقليدية لصالح الميكانيكية.

وهو ما أكده الخلف بقوله إن الزراعة الميكانيكية الحديثة يمكنها إنتاج ما بين عشرة و25 ضعف الزراعة التقليدية لنفس المساحة، وأضاف أن تكاليف الزراعة الحديثة التي تعمل عليها الشركة أقل تكلفة من الزراعة التقليدية.